الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ملتقى الشربيني الثقافي يناقش "سد النهضة بين مآلات السياسة وحقوق الأجيال"

جانب من المناقشة
جانب من المناقشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ناقش ملتقى الشربيني الثقافي، دراسة مهمة بعنوان "سد النهضة بين مآلات السياسة وحقوق الأجيال" للدكتور أمجد مصطفى العوضي الخبير في الموارد المائية.

وقال الدكتور أمجد مصطفى العوضي الخبير في الموارد المائية، إن الوضع الحالي في ملف سد النهضة يؤكد تعنت الجانب الإثيوبي فى المفاوضات، وهو يرفض كليًا أي تدخل دولي أو مشاركة دول المصب فى عملية الإنشاء والملء الذي يهدد بأمور كثيرة.

وتابع: أن السد المشكوك فى منطقة بنائه وادعت إثيوبيا أنه شيد ليستوعب بضع مليارات مكعبة  من المياه، ربما لا تزيد على خمسة، فإذا بها وفى ظل ظروف دولية وعربية شديدة الغرابة تعلن أن سدها يسعى لحجز 74 مليار متر مكعب من المياه.

وواصل: إذ أخذنا فى الاعتبار أن منطقة التشييد تسمى بالفالق العظيم هناك ملاحظات جيولوجية على تماسكها، فإن الإثيوبيين لم يكتشفوا كيف سيحققون هذه السعة.

وأضاف العوضي: أنهم لم يشيدوا السد بمواصفات فنية عالية، وربما يحمل بذور انهياره فى قلبه، مشيرا بأن الستارة الحديدية الحاجزة للمياهأسفل السد ربما لا تتحمل هذه السعة الهائلة من المياه، وأنها لن تحول دون تسرب المياه من تحت السد وفى هذا خطر عظيم على جسم السد وعلى من سيتضرر من انهياره.

وواصل: أنه بدون النيل فإن مصر تكون ثانى أكثر بلاد العالم جفافا بعد دولة الكويت، مشددا على أن النيل هو نهر دولى خلافا لما تروج له أثيوبيا، منوها بإن هناك تحفظا على اعلان المباديء من هذه الزاوية، ذلك أن الإعلان لا يشير بحسم إلى هذه النقطة.

وهنا يوضح إن هناك أسبابا دعت مصر إلى قبول إعلان المبادئ على هذا النحو، فإثيوبيا لم تكن تريد سوي هذا التوقيع لان البنك الدولى اشترط لاستمرار التمويل أن توافق مصر على بناء السد وكان إعلان المبادئ يشير إلى ذلك، لكن بعد ذلك تنصلت إثيوبيا من كل شىء ودخلت فى مفاوضات لا نهائية تكسب بها الوقت ليصبح البناء حقيقة واقعة.

ودعا العوضي للذهاب إلى مجلس النواب لإلغاء موافقة مصر على إعلان المبادئ، رغم ما سينجم عن ذلك، حيث سيبدو وكأنه إعلان حرب، مشيرا إلى أن السد يحمل فى طياته بذور انهياره، منوها بسابقة الأعمال لشركة "سالينى" المنفذة للمشروع وانهيار سدود صغيرة أقيمت فى إثيوبيا ناهيك عن  سد "آمو" الذى أقيم فى كينيا، وكذلك أحد السدود التى أقامتها فى طاجكستان، فضلا عن موقع السد نفسه، الذى يقام على ارتفاع 500 متر فوق سطح البحر وعلى الفالق الإفريقى الأعظم والمتصل بحزام الزلازل، وعدم التجانس الحبيبي للتربة، والتى أوصت شركة أمريكية بأن يتم إحلالها.

وتناول الكاتب الصحفى محمود الشربيني، مؤسس ملتقى الشربيني، بالشرح أبعاد الأزمة والوضع الراهن وما يتردد عن  أن هناك إمكانية لاستخدام وسائل غير دبلوماسية لحسم الصراع الذي يهدد مصر بالشح المائي، ويهدد بلدانا أخرى بالفيضانات التي قد تغرقها، تعرض السد للانهيار، خاصة فى ظل التخبط الإثيوبي بشأن تحديد سعة السد، فبعد أن كانت إثيوبيا تعلن أن السعة التخزينية للسد  تبلغ ١١ مليار متر مكعب، فإنها تكشف حاليا عن نواياها بالوصول بالسعة إلى 74 مليار متر مكعب.
وأكد الشربيني، جذوة القضية الكارثية ستبقى مشتعلة، وأن قضية السد الإثيوبي من الثوابت عند ملتقى الشربيني الثقافى وأعمدته وأركانه، فى ظل استمرار الصلف الإثيوبي ومعاندته  فى رفض التزام بقواعد القانون الدولى، في شأن اعتبار "النيل" نهرًا دوليًا وليس مجرد ممر مائي، وبسبب جمود المفاوضات، في حين تستمر أعمال الملء التي تقوم بها إثيوبيا من جانب واحد، ومن دون إشراك مصر، والسودان في الأعمال الفنية، بما يهدد البلدين، خاصة أن موعد الملء الثالث يقترب.