سديم هيليكس عبارة عن سديم كوكبي كبير الحجم، ويسمى بعين الكون نظرًا لتشابهه بالعين البشرية وهو موجود على بعد 700 سنة ضوئية من الأرض، ويعرف أيضا باسم NGC 7293، يقع في كوكبة الدلو، واكتشفه كارل لودفيج هاردنج قبل عام 1824، ويعد هذا السديم واحد من اقرب السدم الكوكبية اللامعة للأرض ويبعد عنا حوالي 215 فرسخ فلكي أو نحو 700 سنة ضوئية و يشبه الي حد كبير سديم الحلقة و سديم دمبل.
وهو كبير نظرا لقربه منا حيث يبلغ اتساعه نحو نصف اتساع القمر، مما يمكن من رصد هالته وتبين تكويناتها الغازية الكروية الأشكال، ورغم أنه قد اكتشف في عام 1825 إلا أنه بواسطة تلسكوب هابل الفضائي استطعنا عام 1996 استبيان عقد في هالته لم ترَ من قبل، وبدراستها نستطيع معرفة الكثير عن نشأة السدم الكوكبية، كما طرحت تساؤلات أخرى، فهل تشكلت العقد أثناء انفجار النجم الأصلي الذي طرح بهذه الهالة الغازية إلى الفضاء أم أنها نشأت من نشاط النجم نفسه قبل انفجاره.
ولم يتضح لنا بعد عما إذا كانت العقد العازية لها حركة هيدرودينامية أم هي غازات متأينة تأينت من تأثير القزم الأبيض الموجود في وسط السديم، و(عندما يكبر نجم في حجم الشمس في العمر ترتفع درجة حرارته شديدا، ومن نحو 14 مليون درجة إلى نحو 25 مليون درجة مئوية وبالتالي يتمدد ويتسع غلافه الخارجي الغازي فيصل إلى نحو 2 وحدة فلكية، ثم ينطفيء التفاعل النووي في النجم وينهارعلى نفسه تحت تأثير الجاذبية ويصبح قزما أبيضا)، وهذا هو ماحدث للنجم الأصلي الذي نتج عنه سديم هيليكس بالنسبة للشمس فهي الآن في وسط عمرها حيث يبلغ عمرها نحو 5و4 مليار سنة.
وخلال الخمسة مليارات سنة القادمة ستكبر عند اقتراب استهلاكها لوقود الهيدروجين وتصبح عملاق أحمرا حيث تبتلع الأرض ويصل نصف قطرها إلى نحو مدار المريخ ثم ينهار قلبها المكون من عناصر ثقيلة كالحديد والنيكل على نفسه تحت تأثير الجاذبية فيصبح قزما أبيضا مثل السديم هيليكس، وتتقدم معرفتنا لتكوينات الأجرام السماوية عن طريق رصدها في إطارات مختلفة للأشعة القادمة إلينا منها.
والصور المعتادة المرصودة للضوء المرئي هي أبسط أنواع الأرصاد، يكملها رصد في نطاق الأشعة فوق البنفسجية تبين الأماكن الشديدة الطاقة، أما الأماكن في الجرم السماوي الأشد طاقة فهي تصدر أشعة في نطاق أشعة إكس وأشعة غاما وهذه تبين مناطق تحدث فيها تفاعلات نووية، والصور التالية تبين تلك المناطق المختلفة في سديم هيليكس، ورصد الأشعة تحت الحمراء القادمة منه تبين مناطقا غازية فيه، حيث تأتيها طاقة إشعاعية من القزم الأبيض المركزي تعمل على غثارة الغاز فيشع تلك الموجات، وبتحليل تلك الموجات بالمطياف يمكن معرفة تكوين الغاز من غازات مختلفة مثل الهيدروجين و الأكسجين وغيرها.