يقود وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اجتماعا مع العشرات من نظرائه من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومناطق أخرى من العالم اليوم الأربعاء، لمناقشة جهودهم الأخيرة لتعزيز المساعدة العسكرية لأوكرانيا في مواجهة العمليات الروسية المستمرة منذ أربعة أشهر، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
وتعقد المحادثات على هامش اجتماع لوزراء دفاع الناتو في مقر الناتو في بروكسل.
واجتذب اجتماع افتراضي لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية الشهر الماضي ممثلين من حوالي 50 دولة وتعهدات بحزم مساعدات جديدة لكييف. ويواصل المسؤولون الأوكرانيون حث الشركاء الدوليين على إرسال المزيد من الأسلحة، وخاصة المدفعية الثقيلة، من أجل مساعدة القوات الأوكرانية في مواجهة الهجوم الروسي.
وقال مسؤول دفاع أمريكي كبير قبل اجتماع اليوم الأربعاء: "السؤال هو ما الذي يحتاجه الأوكرانيون لمواصلة النجاح في إبطاء وإحباط الهجوم الروسي،" مضيفا أن ذلك "سيكون محور تركيز رئيسي لوزراء الدفاع."
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج للصحفيين، إن أوكرانيا "يجب أن تمتلك المزيد من الأسلحة الثقيلة". وأضاف إن القوات الأوكرانية "تعتمد بشكل كامل على ذلك لتكون قادرة على مواجهة الغزو الروسي الوحشي".
تأتي المحادثات في الوقت الذي تسعى فيه القوات الروسية للسيطرة الكاملة على مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية بشرق البلاد، الواقعة في منطقة دونباس التي أعلنت روسيا أنها محور عملياتها الرئيسية في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو: "البقاء هناك في دونباس أمر بالغ الأهمية. دونباس هي المفتاح لتحديد من سيهيمن في الأسابيع المقبلة."
بينما قال حاكم منطقة لوهانسك سيرهي هايدي، إن روسيا تسيطر الآن على حوالي 80 في المائة من سيفيرودونيتسك ودمرت الجسور الثلاثة المؤدية إليها.
ومع تدمير القوات الروسية للجسور، اعترف هايدي بأن الإجلاء الجماعي للمدنيين من سيفيرودونتسك الآن "ببساطة غير ممكن" بسبب قصف القوات الروسية المستمر والقتال في المدينة.
وأضاف إن القوات الأوكرانية تم دفعها إلى ضواحي المدينة بسبب "المدفعية الثقيلة التي يستخدمها الروس".
لكن هايدي قال لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية إن القوات الروسية لم تمنع الوصول إلى المدينة، تاركةً أوكرانيا أمام "فرصة لإجلاء الجرحى، والتواصل مع الجيش الأوكراني والسكان المحليين".
وبقي حوالي 12000 من سكان المدينة البالغ عددهم 100000 نسمة، مع وجود 500 مدني يحتمون في مصنع "آزوت" الكيماوي، الذي يقصفه الروس.
وقال الكولونيل جنرال الروسي ميخائيل ميزينتسيف إنه سيتم فتح ممر إنساني اليوم الأربعاء لإجلاء المدنيين من مصنع الكيماويات، لكنهم سينقلون إلى بلدة سفاتوفو الخاضعة لسيطرة القوات الروسية والانفصالية.
ولفتت الإذاعة إلي أنه يبدو أن روسيا تكتسب اليد العليا في القتال من أجل السيطرة على منطقة دونباس، التي تشمل مقاطعتي لوهانسك ودونيتسك في أوكرانيا التي تعترف بها روسيا كدولتين مستقلتين.
واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وتقاتل قوات كييف الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس منذ ذلك الحين.
