عبر الكاتب الأمريكي دافيد إجناتيوس، عن اعتقاده بأنه على الرغم من المكاسب العسكرية التي تحققها القوات الروسية في حربها في أوكرانيا في الأونة الأخيرة، إلا أنه من السابق لأوانه الجزم بأن روسيا سوف تخرج من هذه الحرب منتصرة.
وأشار إجناتيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الانتصارات التي حققتها القوات الروسية في الأيام القليلة الماضية ولاسيما في شرق البلاد أثارت الكثير من مخاوف الدول الغربية من أن ميزان الحرب بدأ يميل في صالح روسيا، على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لها رأي آخر، إذ ترى أن تلك المخاوف تنطوي على قدر من المبالغة من جانب الدول الغربية، وأن أوكرانيا مازال بمقدورها الصمود أمام الآلة العسكرية الروسية.
ويضيف الكاتب أن المسئولين الأوكرانيين أعلنوا مؤخرا أنهم في حاجة إلى مزيد من الأسلحة الثقيلة على وجه السرعة لكي تتمكن المقاومة الأوكرانية من الاستمرار في الحرب وصد القوات الروسية ولا سيما في مناطق لوجانسك ودونتسك في شرق البلاد.
وأشار الكاتب إلى ما نشره أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هذا الأسبوع أن بلاده تحتاج نحو 300 منصة إطلاق صواريخ أي ما يوازي 30 ضعفا زيادة عن المساعدات الغربية التي سوف تصل إلى أوكرانيا في وقت لاحق.
ويرى الكاتب أن هذه الأرقام تشي بحجم المشكلة التي تعاني منها أوكرانيا في مسألة إمدادات السلاح من الدول الغربية وهو الأمر الذي يثير قلق الخبراء الأمريكان الذين يرون أن الكميات الضئيلة من الأسلحة التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا من شأنها إطالة زمن الحرب هناك.
ويستشهد الكاتب بتصريحات ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق الأمريكي جورج دبليو بوش التي قد عبر فيها عن اقتناعه بأنه من الضروري إسراع الإدارة الأمريكية في تقديم الدعم العسكري اللازم والكافي لأوكرانيا حتي تتمكن من الصمود أمام القوات الروسية.
ويرى الكاتب أن المسئول الأمريكي الأسبق على حق وأنه يجب على الرئيس جو بايدن أن يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه جاد بالفعل في توفير السلاح اللازم والكافي لأوكرانيا للدفاع عن نفسها وردع الهجمات الروسية ولا سيما أن القوات الروسية بدأت في استخدام القوة المفرطة في عملياتها العسكرية هناك.
ويضيف الكاتب أن الجانب الأوكراني يشتكي من نفاد الأسلحة والذخيرة لديه خاصة أن الأسلحة التي تستخدمها القوات الأوكرانية، ولا سيما أسلحة المدفعية، من طراز سوفيتي قديم ولا يوجد لها قطع غيار أو ذخيرة متوفرة في الوقت الحالي؛ ما دفع الولايات المتحدة أن تسعى لدى الدول الأعضاء في حلف وارسو المنحل مثل بلغاريا ورومانيا أن تستأنف تصنيع قطع غيار هذه الأسلحة مرة أخرى.
ويختتم الكاتب مقاله معبرا عن اعتقاده أن عامل الحسم في هذه الحرب هو "الصبر الاستراتيجي" فعلى الرغم من أن الجانب الأوكراني لا يحقق أي مكاسب عسكرية حتى الآن، إلا أن هذا لا يعني أنهم حتما سوف يخسرون الحرب.
