قال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف أن المستثمرين الأجانب على استعداد لاستئناف عملهم في روسيا عند أول فرصة ممكنة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان الكرملين سيعتبر رفض المستثمرين الأجانب المشاركة في منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي رفضًا للعمل في السوق الروسية، أوضح بيسكوف للصحفيين اليوم الثلاثاء: "نحن ندرك أن جميع الشركات الأجنبية مستهدفة من قبل المعادين للتعاون مع روسيا في الغرب الجماعي، الذين كما قلنا مرارًا، يضغطون ويهددون ويبتزون، ولكن كل هذا الابتزاز لا يمكن أن يؤدي إلى شطب مصلحة المستثمرين المذكورين في السوق الروسية".
وأضاف بيسكوف:" ما زالت العديد من الشركات من الدول الغربية، أعني دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، تحتفظ باهتمامها بالسوق الروسية، ويقول العديد منها حاليًا أنهم مضطرون إلى تقليص أنشطتهم في روسيا، ولكن في الوقت نفسه تخبرنا هذه الشركات بأنها ترغب بالعودة في أسرع وقت ممكن".
وأشار بيسكوف إلى أن العديد من المستثمرين الأجانب سيظلون رغم كل شيء يشاركون في منتدى سانت طرسبورج الاقتصادي الدولي، ومن بينهم ممثلو شركات من الصين والهند وإندونيسيا والفلبين.
يُذكر أن منتدى سانت بطرسبورج الاقتصادي الدولي الذي يحتفل هذا العام بمرور 25 عاما على تأسيسه، سيعُقد في الفترة من 15 إلى 18 يونيو الجاري.
وفي السياق، أعلن مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف، أن المحادثات الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء العالم أصبحت أمرا مطلوبا في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي أجرى 140 محادثة هاتفية مع 40 زعيما منذ بداية العام الجاري.
وقال أوشاكوف للصحفيين اليوم الثلاثاء:" بالنظر إلى الظروف الحالية ومع أخذ الوضع الدولي في الاعتبار، فإن صيغة المحادثات عبر الهاتف أصبحت الأكثر طلبًا في الوقت الراهن".
وأضاف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية:"في غضون ستة أشهر منذ بداية العام الجاري، أجرى الرئيس بوتين حوالي 140 محادثة هاتفية مع أكثر من 40 من القادة في العالم".
وعلى الصعيد الميداني للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلن رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا ميخائيل ميزينتسيف، أن السلطات الأوكرانية تقدمت بطلب لفتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين من منطقة مصنع "آزوت" الكيميائي في مدينة سيفيرودونيتسك باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية في ليسيتشانسك، مشيرا إلى وجود صعوبات في هذا الأمر.
وقال ميزينتسيف - في إحاطة صحفية -:"لقد تقدم الجانب الأوكراني بطلب تنظيم ممر إنساني لإجلاء المدنيين النساء والأطفال والعجائز، المتواجدين في منطقة مصنع "آزوت" الكيميائي في سيفيرودونيتسك باتجاه مدينة ليسيتشانسك الخاضعة لسيطرة كييف.. مع الأخذ في الاعتبار، أن العسكريين الأوكرانيين قاموا أمس الاثنين بأوامر من سلطات كييف بتدمير آخر جسر عبر نهر سيفيرسكي دونيتس في اتجاه ليسيتشانسك لعدم السماح بانسحاب وحدات الدفاع الإقليمي، فإن تنظيم إجلاء آمن في هذا الاتجاه غير ممكن".
وأشار ميزينتسيف إلى أن القوات المسلحة الروسية ووحدات إقليم لوجانسك مستعدة لتنظيم عملية إجلاء المواطنين المدنيين يوم غد الأربعاء في الاتجاه الشمالي، أي إلى مدينة سفاتوفو بلوجانسك.
واقترح ميزينتسيف على مقاتلي الكتائب الأوكرانية والمرتزقة الأجانب المتواجدين في معمل "آزوت"، وقف أي أعمال عسكرية وإطلاق سراح المدنيين، الذين يحتجزونهم عبر هذا الممر الإنساني ووقف المقاومة عديمة المعنى وإلقاء السلاح.
وتابع قائلا:" روسيا تضمن الحفاظ على الحياة والامتثال لجميع قواعد اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب، كما حدث مع أولئك الذين استسلموا في ماريوبول".
وأكد ميزينتسيف أنه تم إبلاغ هذا البيان على الفور إلى الجانب الأوكراني عبر القنوات التشغيلية من خلال نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك.
وكان ميزينتسيف أعلن الخميس الماضي أن المسلحين الأوكرانيين يحتجزون المئات من سكان سيفيرودونتسك في مصنع "آزوت" المحلي، وقاموا بوضع ألغام في حاويات تحتوي على مواد كيميائية.
