ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم /الإثنين/ أنه في الوقت الذي يكافح فيه الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى دول في جميع أنحاء العالم، نزل بعض كبار المسؤولين السابقين في فيلات ومنازل على شاطئ البحر ويعيشون حياة مرفهة.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير حصري نشرته بعد إطلاعها على وثائق عامة ومقابلات وسجلات الأخرى- أن بعض كبار المسؤولين الأفغان وعائلاتهم، أنفقوا الملايين في شراء منازل باهظة الثمن في الولايات المتحدة وخارجها في السنوات الأخيرة من الحرب، والتي أصبحت مساكن فاخرة عندما فروا من العنف المتصاعد في أفغانستان.
ووفقًا للصحيفة، فإن بعض المسؤولين الذين شغلوا مناصب عليا خلال فترة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، والتي بدأت في عام 2014، يعيشون الآن في قصور على طول ساحل كاليفورنيا، كما تظهر السجلات والمقابلات أن مجموعات من المسؤولين والمشرعين السابقين تقيم في الخارج في المدن الأوروبية الكبرى والإمارات العربية المتحدة وتركيا.
وأضافت الصحيفة أن حياة المسئولين تتناقض بشكل حاد مع عشرات الآلاف من الأفغان الذين يكافحون من أجل دفع الإيجار في أمريكا والمنتشرين في جميع أنحاء العالم في مخيمات ومساكن مكتظة، متابعة أن بعض المسؤولين الحكوميين السابقين احتفظوا بجنسية وأصول أجنبية سمحت بنقل أكثر سلاسة لممتلكاتهم خارج أفغانستان، بينما استثمر آخرون في ممتلكات جديدة ونقلوا عائلاتهم إلى الخارج حيث اكتسبت حركة طالبان زخمًا، واستولت في نهاية المطاف على كابول في أغسطس الماضي.
وأشارت إلى أن العديد من المسؤولين الأفغان السابقين زعموا إنهم غادروا لأنهم يخشون انتقام طالبان، ومع ذلك، فإن حفنة من كبار المسؤولين الذين بقوا ومن بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي، قد تُركوا وشأنهم إلى حد كبير، موضحة أن مسئولين أجانب، اتهموا الرئيس الأفغاني المخلوع أشرف عبد الغني، بأخذ أموال حكومية عندما فر من القصر الرئاسي في منتصف أغسطس الماضي؛ ما سمح لطالبان بالاستيلاء على كابول دون معارضة فيما نفى هذه الادعاءات.
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات سابقة للنائب الجمهوري جيمس كومر القول: "تشير التقارير إلى أن الرئيس عبد الغني كان معه في الواقع الكثير من الأموال المنهوبة عندما فر من أفغانستان، حيث أُجبر على ترك الأموال ملقاة على مدرج المطار لأن حمولة طائرة لم تسمح بهذا الحجم"، حيث نشرت أماكن عدد من المسئولين الأفغان في الخارج، موضحة إن عبد الغني يستقر في فندق في الإمارات حيث تسكن زوجته في فيلا فاخرة، ويقال إن الإمارات استضافتهم لأسباب إنسانية.
وأشارت إلى أن السجلات العامة الأمريكية توفر نافذة على حياة بعض المسؤولين الأفغان السابقين في أمريكا ومن بينهم حمد الله محب، أقرب حليف للرئيس المخلوع ومستشار للأمن القومي الذي فر من أفغانستان مع الرئيس، وتواجد برفقة عائلته في فندق في أبو ظبي ثم انتقل لاحقًا إلى منزل في فلوريدا على خليج جذاب تصطف على جانبيه أشجار النخيل.
وتُظهر سجلات العقارات والشركات الأمريكية أن إكليل حكيمي، وزير المالية وحليف الرئيس منذ فترة طويلة، اشترى ما لا يقل عن 10 عقارات في كاليفورنيا، بما في ذلك خلال فترة حكم السيد حكيمي في المنصب، وبعد مغادرته في عام 2018، فيما يمتلك آخر وزير مالية في حكومة عبد الغني، خالد بايندا، عقارين بالقرب من واشنطن العاصمة، تم شراء أحدهما نقدًا، بينما هناك تقارير تفيد بأن نائب الرئيس الأفغاني السابق، عبد الرشيد دوستم، يتواجد حاليا في تركيا.