شهدت الحرب الأوكرانية، تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة الماضية، وظهر التفوق الروسي في عدة مناطق، أبرزها مدينة دونباس بشرق البلاد التي ترغب موسكو في فرض سيطرتها الكاملة عليها، فيما تخشى القوات الأوكرانية من مواجهة هزيمة ساحقة.
وفي هذا السياق، سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الضوء على مخاوف أوكرانية بشأن هزيمة قواتها في معركة دونباس وسقوط وشيك للمنطقة بأكملها في أيدي الروس، إذا لم يزد الغرب من مساعداته العسكرية اللازمة لكييف، وذكرت الصحيفة في تحليل لها، أن الحرب في أوكرانيا قد تحولت إلى ”صراع مدفعي طاحن“، حيث تكتسب روسيا الأرض بثبات بفضل تفوقها الساحق في القوة النارية.
يأتي ذلك، فيما تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها للاجتماع الأربعاء، لمناقشة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا، حيث سيعتمد مصير الأخيرة – من وجهة نظر الصحيفة – إلى حد كبير على مدى سرعة وصول هذه الأسلحة الثقيلة وكمياتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين تحذيرهم، من أنه دون زيادة كبيرة وسريعة في المساعدة العسكرية، ستواجه بلادهم ”هزيمة ساحقة“ في منطقة دونباس الشرقية، ما يمهد الطريق لروسيا لمواصلة هجومها على أوديسا وخاركيف بعد إعادة تجميع صفوف قواتها في الأشهر المقبلة – كما يقولون – وربما العودة إلى العاصمة كييف بعد ذلك.
في غضون ذلك، قالت الصحيفة إن المسؤولين والمحللين الغربيين يتساءلون عما إذا كانت روسيا لديها الإمكانيات لتحقيق الانتصار في دونباس، حتى لو حققت المزيد من المكاسب، زاعمين أيضًا أن الجيش الروسي تعرض لـ“خسائر كبيرة“ في الحرب، وقد يفتقر إلى القوة البشرية والمعدات للتقدم خارج المنطقة الشرقية قريبًا.
في المقابل، رأت الصحيفة أن روسيا لا تزال تتمتع بتفوق كبير على أوكرانيا في المدفعية والدروع والتدريب العسكري، حيث تقدر أن القوات الأوكرانية لديها قطعة مدفعية واحدة لكل 10 إلى 20 قطعة روسية على الخطوط الأمامية، مشيرة إلى أنه نتيجة لذلك، فإن كل يوم تتأخر فيه إمدادات الأسلحة الثقيلة الغربية يقاس بمئات الضحايا الأوكرانيين.
وأضافت: ”بينما كانت كييف في البداية حذرة بشأن خسائرها تجنبًا للتأثير على معنويات الجنود والأوكرانيين، تعترف الحكومة الآن بأن الجيش يخسر ما بين 100 و200 جندي يقتلون في المعارك كل يوم، مع إصابة حوالي خمسة أضعاف هذا العدد يوميًا“.