طالبت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ميانمار نولين هايزر، المجتمع الدولي بزيادة المساعدات الإنسانية إلى ميانمار، محذرة من الانزلاق نحو صراع عميق وواسع النطاق؛ بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ فبراير العام الماضي.
وأكدت المسؤولة الأممية -بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة- أن ميانمار تعد إحدى أكبر حالات الطوارئ للاجئين في العالم، وأن الأزمات متعددة الأبعاد هناك خلّفت أكثر من مليون نازح داخليا في جميع أنحاء البلاد، مع تداعيات إقليمية ودولية خطيرة، حيث يعيش ما يقرب من مليون شخص في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش المجاورة، غالبيتهم من المسلمين الروهينجا، وينتشر مئات الآلاف غيرهم في جميع أنحاء المنطقة.
وحذرت المسؤولة الأممية من أن الأزمة السياسية أدت إلى انهيار مؤسسات الدولة وتعطيل البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية – بما في ذلك الصحة والتعليم والبنوك، والأمن الغذائي والعمالة - مع زيادة الإجرام والأنشطة غير المشروعة، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر ليشمل نصف السكان.
وقالت المبعوثة الأممية: "اليوم، هناك 14.4 مليون شخص، أو ربع سكان ميانمار، بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، وفي أعقاب جائحة كـوفيد-19، والأزمة السياسية، انخفض الالتحاق بالمدارس بنسبة تصل إلى 80% في غضون عامين، ما جعل ما لا يقل عن 7.8 مليون طفل خارج الفصول الدراسية.
وحذرت من أن الجيل الذي استفاد من التحول الديمقراطي في ميانمار يشعر الآن بخيبة أمل ويواجه مصاعب مزمنة، ويشعر الكثيرون، بشكل مأساوي، أنه لم يعد أمامهم خيار سوى حمل السلاح.
وأكدت هايزر، أنها تواصل العمل بشكل وثيق مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتهدئة الأعمال العدائية في ميانمار، مشيرة إلى أن استمرار الخلافات، على المستوى الإقليمي وعلى نطاق أوسع بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، جعلت شعب ميانمار يشعر بأنه تم التخلي عنه في وقت الشدة.
وقالت: "سأستمر في لعب دور الجسر.. في ميانمار، وفي المنطقة والمجتمع الدولي لتلبية احتياجات الحماية ومعاناة الفئات الأكثر ضعفا، ودعم إرادة الشعب من أجل اتحاد ديمقراطي فيدرالي مستقبلي يقوم على السلام والاستقرار والازدهار المشترك".
وأكدت المبعوثة الخاصة أنها وضعت استراتيجية متعددة المسارات تركز على الاحتياجات الإنسانية واحتياجات الحماية وحلول دائمة للروهينجا، مشددة على ضرورة دمج الحلول المستدامة لشعب الروهينجا في هيكلة ميانمار المسالمة والشاملة والديمقراطية.