أقيم بمركز الابداع الفني " بساحة الأوبرا" أمسية جديدة ضمن أمسيات منتدي الثقافة والابداع، والذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، واستضاف المنتدي الكاتب عمر طاهر.
أدار الندوة الكاتب الصحفي طارق الطاهر، وقال في بداية الندوة إن فلسفة عمر طاهر في الكتابة لا تحتاج إلي تعريف، مشيرا إلى أنه من أكثر أبناء جيله في الكتابة، ولديه إصدارات متنوعة بين القصة والرواية والشعر وغيرها مما جعله كاتبا تعددت فيه مناحي الكتابة.
وأضاف طارق، أن عمر طاهر في كتاباته، وخاصة صنايعية مصر، لجأ إلى الأرشيف الصحفي للمؤسسات الصحفية الكبري، مشيرا إلى أن "عمر" يكتب تاريخ مواز من وجهة نظر مغايرة، مؤكدا علي أن فكرة اللغة في كتابات عمر طاهر هي لغة غير تقليدية وخاصة به.
وحول فكرة القراءة بشكل منظم، أكد طارق أن الكاتب لابد أن يكون نهما شرها يقرأ كثيرا، مستشهدا بالكاتب الراحل جمال الغيطاني والذي كان لا يكف عن القراءة، مؤكدا أن عمر طاهر قارئا قويا حتي يستطيع أن ينتج كل هذه الأعمال الناجحة.
وقال عمر طاهر، إن تنوع مناحي الكتابة مصدره أنه دائما يعمل في الأفكار والتعبير عنها ونقلها للناس، وهذه الأعمال تأخذ أشكالا مختلفة، تأتي بالتمرين وتكتسب مع الوقت والممارسة، وحول لجوؤه إلي الأرشيفات، قال عمر أن الأرشيف منجم ضخم ويوثق تاريخ الوطن وتاريخ الناس، واصفا الجرائد بأنها تحمل في طياتها خريطة لكل حياة الوطن، وأضاف أن في كتابه صنايعية مصر الجزء الثاني كان التحدي أن يجعل الكتاب أشبه بالأرشيف وبدأت تظهر في الكتاب قيمة الأرشيف والمعلومات الغزيرة التي حصل عليها.
واستطرد طاهر أنه أحيانا توجد أفكار لم يتطرق لها أحد مثلما كتب في كتاب "من علم عبد الناصر شرب السجائر" وكانت النتيجة ممتعة وانتقلت للقاري، وأضاف أنه لا يحمل ما يكتبه أفكار ضخمة وإنما فكرة الاستمتاع والرضي والتخلص أثناء الكتابة من فكرة الثرثرة، وحول معدلات القراءة في مصر، أكد أن مصر أصبحت علي قمة القراءة في العالم، بعدما كان عدد القراء محصور على عدد من النقاد والأصدقاء وحكي انه يشاهد شباب يقرءون في المواصلات العامة.
وحول كتابة صنايعية مصر قال عمر طاهر أن بداية الكتاب من خلال الفضول لديه ليكتب عن شخصيات نسمع أسماءها ولكن لا نعرفها بشكل جيد فكتب عن ٦٥ شخصية في مصر منهم أنيس عبيد الذي طالما يتردد اسمه علي ترجمه الأفلام الأجنبية دون أن نعرف سيرة هذا الرجل، وكذلك شخصيات ناجحة ولكن غير معروفة في مصر ومنهم رجال صناعة قام بتوثيق أعمالهم من خلال الكتاب.
وحول فكرة الفصل الذي كتبه حول سيدات السويس ودورهن في حرب ١٩٧٣ والذي أشار إليه في كتاب صنايعية مصر، فأكد أن هذا الفصل يوثق لصمود المرأة المصرية السويسية وصمودها لمدة ١٠١ يوم وقال انه بحث عن معلومات هذه الفترة ليكتشف أن سيدات وبنات السويس قد قاموا بتكوين لجنة دفاع شعبي من السيدات بأقل تموين وغذاء ممكن لكافة سكان وجنود السويس.
وفي معرض حديثه حول تقنيات كتابته أشار عمر طاهر إلي أن اللغة أداة وليست هدف دون الدخول في استعراضات لغوية لتوصيل مشاعر الفكرة، وقال إن الكتابة السهلة هي كتابة صعبة ومرهقة للكاتب، لان الصعوبة في الاختزال وليست في الاستطراد.
وحول الكتب التي قرأها، قال عمر إنه قاريء نهم ويتعامل مع القراءة بأنها الأساس، ومليئة بالكنوز، ويقراء في كل المجالات، وقال انه يري أن القراءة أذواق.
وحول كتاب "من علم عبد الناصر شرب السجائر"، قال عمر إن الكتاب به فصول مختلفة والعنوان غريب ويحتوي علي سؤال وهو امر غير معتاد في اختيار العناوين، وأضاف أنه مشغول بمصر في كتاباته، والكاتب بالفطرة يكون مشغول بالبلد الذي ينتمي إليه وخصوصا مصر مؤكدا أن مصر بها حكايات لا تنتهي ولابد أن تكتب في يوم من الأيام.
وحول كتاب "كحل وحبهان"، قال عمر طاهر، إن التحدي الأهم عند الكاتب تحويل كل شيء لكتابة لتصل إلي القاريء ومنها حتي رائحة الطعام، وتعبيره عن الأكلات الشعبية بشكل روائي، وهو توصيف لمشاعر الفكرة وتحدث عن ذكرياته الصحفية وبداياته كمحرر وكاتب صحفي في مجلة نصف الدنيا، وحول فكرة التصوف قال انه محب فقط للتصوف وان حبه للتصوف من خلال خلفية مصرية لا تخضع للفلسفة وإنما الشكل الشعبي المصري.
وقال خالد حنفي، رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، إن كتابات عمر صادقة وتمس مشاعر القاريء وان كتاباته تحقق المتعة بسبب البساطة والعبقرية في الكتابة، كذلك فإن كتابات عمر طاهر بها صيغة استقلالية لا تتقيد بقيود ويعبر عن للناس بكل بساطة وأضاف أن كتبه عابرة للأجيال.
وفي نهاية الندوة قدم الكاتب الصحفي طارق الطاهر شهادة تقدير من قطاع صندوق التنمية الثقافية للكاتب عمر طاهر.