فنان مسرحي بإمتياز وكان يرى المسرح بلا شك انه أبو الفنون واقرب اليه من السينما، ويأتي بعد المسرح التليفزيون فقد شارك في أول أعمال أنتجها التليفزيون في الستينيات فهو “سليم الدرمللى ”فى الوجه الاخر “وخليل البيومى” فى المال والبنون و"فرجانى" فى البرارى والحامول و"العمدة" اخو زكريا فى اولاد الأكابر و"عتبه بن ربيعة “فى الوعد الحق و”عزمى "فى شارع المواردى.
انه النجم الكبير سعد اردش الذى تحل اليوم ذكرى رحيلة حيث رحل عن عالمنا فى 13 يونيو 2008
"ولد د.سعد عبد الرحمن أردش- الذي اشتهر بسعد اردش- في 16 يونيو 1924 في "فارسكور"؛ فكانت "فارسكور" ان ذاك تابعة لمحافظة الدقهلية قبل سفره في بعثة لإيطاليا لدراسة الإخراج هناك عام 1957، وبعد عودته في عام 1961 كانت فارسكور تابعة لمحافظة دمياط.
أردش جمع في دراسته بين الفن والقانون، حيث التحق بمعهد الفنون المسرحية، الى جانب التحاقه بحقوق عين شمس وواصل الدراستين معا؛ فحصل علي بكالوريوس المعهد عام 1952، وليسانس الحقوق عام 1955، ثم حصل على دبلوم الاخراج، ومنها اكمل دراساته الى ان حصل على الدكتوراه من الأكاديمية الدولية للمسرح عام 1961 بروما.
بدأ حياته موظفا بالسكك الحديدية واستخدم مخازنها في تقديم عروض مسرحية للهواة قبل أن ينتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد التمثيل ويحصل على دبلوم المعهد بعدها ذهب أردش ومجموعة من زملائه خريجي المعهد إلى زكي طليمات والذي كان وقتها عميد للمعهد ومديرا للفرقة القومية للتمثيل وطلبوا منه الالتحاق بالفرقة لكنه اعتذر بضآلة ميزانية الفرقة وقتها والتي كانت لا تزيد عن 7000 جنيها ولن تكفي لدفع رواتب للمعينين الجدد مما حدا بأردش إلى تكوين فرقة حرة تعاون فيها مع كاتب ناشئ وقتها يدعى نعمان عاشور، وقدّما من خلال هذه الفرقة عرضهما الأشهر "الناس اللي تحت" ولم تدم هذه الفرقة طويلا إذ أن أردش أوفد أواخر الخمسينات لبعثة دراسية بإيطاليا وتفرقت السبل بأبناء هذه الفرقة أمثال سناء جميل وإبراهيم سكر وعبد المنعم مدبولي.
عاد أردش من بعثته أوائل الستينات محملا بأفكار المسرحي الألماني برتولت بريخت ونظريته في كسر الإيهام ليقرر تقديم عدد من مسرحياته أولها "دائرة الطباشير القوقازية"، وقد ظل أردش مخلصا لبريخت طيلة حياته حتى أن آخر مسرحية قدمها للمسرح القومي كانت "الشبكة" عام 2007 وهي عن نص بريخت "قيام وسقوط مدينة ما هو جني".
أسس في الستينات مسرح الجيب والذي اضطلع بمسؤلية تقديم العروض التجريبية والطليعية وعمل مديرا له. وإن كانت السقطة الكبيرة لأردش هي إخراجه لمسرحية "هالو شلبي" للقطاع الخاص والذي يقدم أعمالا تجارية، فإنه على عكس كثيرين انزلقوا تجاوز هذه المرحلة سريعا ولم يكررها ثانية. ثم كان أن اختير في عام 1986 كأول مدير لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
نال الفنان الراحل العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة.
للراحل العديد من المؤلفات الفنية والدراسات والأبحاث والترجمات أهمها "المخرج في المسرح المعاصر"، "خادم سيدين"، "ثلاثية المصيف"، "جريمة في جزيرة الماعز"، " انحراف في مقر العدالة"، "أجويني"، "بياتريس"، و"كارلو جولدوني" وهي سلسلة مسرحيات عالمية. كما قدم الفنان الراحل العديد من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل "مجلة المسرح"، "فصول الإبداع الفني"، و"أعلام العراق"
توفي سعد اردش مساء "الجمعة" في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر ناهز 84 عاما بعد صراع طويل مع المرض. والفنان الراحل كان له تاريخ فني كبير وترك علامات واضحة في المسرح والسينما المصرية وشملت رحلته الفنية التى استمرت لقرابة 40 عاما أعمالا متميزة سواء في التمثيل أو الإخراج