وقعت اشتباكات بين القوات الأمنية الإيرانية ومحتجين في العاصمة طهران، اليوم الأحد، في الوقت الذي شهدت فيه عدة مدن أخرى احتجاجات على الوضع الاقتصادي المتردي الذي تجتاح إيران.
وتداولت مقاطع فيديو أبرزتها وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن تضرب أصحاب المتاجر المضربين، وحطمت نوافذ المتاجر في طهران بينما تظهر لقطات من مدن أخرى مثل أصفهان وشيراز وأراك التجار يحتشدون احتجاجا على الزيادة الحادة وغير المنتظمة في الضرائب على الشركات الخاصة.
وردد أصحاب المحال المحتجين في مختلف المدن هتافات مناهضة للحكومة والفساد وسوء الإدارة، وهددوا بزيادة الاحتجاجات في الوقت الذي سجل فيه الريال الإيراني مستويات منخفضة جديدة مقابل الدولار الأمريكي بشكل يومي وسط تضخم جامح وفوضى اقتصادية، حيث تجاوز الدولار الواحد 333 ألف ريال، ويمثل هذا انخفاضًا بأكثر من 25 في المائة منذ أواخر مارس، وانخفاضًا بمقدار 10 أضعاف منذ عام 2017.
فيما هتف معظم الناس المتقاعدين في طهران هتافات مفادها "الموت لروسيا" و"السفارة الروسية هي وكر التجسس"
وفي وقت سابق من اليوم، تجمعت حشود في طهران خارج مكتب شركة توزيع الكهرباء في المدينة في شرق طهران للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي المنتظم، والذي زاد في الأسابيع الأخيرة مع بدء حرارة الصيف وزيادة استخدام مكيفات الهواء مما دفع الاستهلاك إلى الذروة. وتواجه البلاد عجزا بنحو 14 ألف ميجاواط في إنتاج الكهرباء.
وفي سياق متصل، دعا مجلس التنسيق لنقابات المعلمين الإيرانيين في بيان أعلن فيه عن الجولة التالية من الاحتجاجات على مستوى البلاد المقرر عقدها يوم الخميس، المعلمين في جميع أنحاء البلاد إلى النزول إلى الشوارع والمطالبة بحقوقهم القانونية.
وغالبًا ما ينظم المعلمون احتجاجات منذ ما يقرب من عام، لكن الوضع السياسي في إيران ساء في الأشهر الأخيرة، مع شعور متزايد باحتمالية حدوث فوضى اجتماعية وانتفاضة سياسية.
ووقعت الإضرابات والاحتجاجات على خلفية سلسلة من المظاهرات والمسيرات منذ أوائل مايو عندما ألغت الحكومة دعم استيراد المواد الغذائية.
ونظم المتقاعدون والمدرسون على وجه الخصوص للمطالبة بمعاشات تقاعدية أعلى وأجور أعلى لأن الدخل يفقد قوته الشرائية بسرعة.