فتحي عبدالدايم، رجل سبعيني، يعمل منذ أكثر من أربعين عاما في صناعة مستلزمات الخيول، وعلم أبناءه هذه المهنة حتى يكملوا مسيرة هذه "الصنعة".
يقول عم فتحي: “بشتغل في جميع مستلزمات الخيول، مهن يدوية أصيلة بصنع الحاجة بإيديا، ووزع على التجار في المحافظات”.
تعتمد مهنة عم فتحي عبد الدايم على الحديد بشكل أساسي، لذا فإن غلاء الأسعار الملحوظ في هذه الأيام يؤثر عليه سلبا، حيث يقول: "أنا بصنع مستلزمات الخيول منها الركاب التي تستخدم في ركوب الخيال، الاثنين منها يحتاجون إلى كيلو حديد، وحاليا ارتفعت أسعاره حتى وصلت إلى 24 جنيها، وذلك غير عمل الصنايعي والأشياء الآخرى التي تحتاجها في الصناعة الأمر الذي يتسبب في الغلاء على الزبون ولا يقدمون على الشراء مثل السنوات السابقة".
دفعت الأزمات العالمية وفي مقدمتها حرب أوكرانيا، والغلاء، عم فتحي، إلى تقليل أعداد الصنايعية في الورشة: "أنا اكتفيت بأولادي بس في الورشة ومشيت كل الصنايعية الغريبة، علشان الدنيا وقفت قوي، يعني لو كنا نصنع 100 بقينا نصنع 50، والحالة بقت وحشة جدا".
قبل أكثر من 40 عاما كانت بداية فتحي في المهنة، فكان هدفه الأول هو معرفة جميع المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج ويعمل على تقليدها حتى صار اليوم هو منتجا لها ويوزعها في أنحاء الجمهوية: "بنعرض شغلنا في نزلة السمان وطنطا ومحافظات الصعيد، ويوجد اقبال من أصحاب المزارع وأيضا في الصعيد، ولكن مهما وزعنا من بضائع لن يكون مثل العمل منذ 20 عاما، الحياة كانت أفضل من دلوقتي".
يقول الرجل السبعيني أن هذه المهنة بها العديد من المخاطر بسبب التعامل مع الصاروخ وتقطيع الحديد، وأيضا ماكينات اللحام، كما أنها تؤثر على العين بسبب التعامل مع النيران، ولكن في النهاية نحن اتخذنا منها مهنة لجني قوت يومنا.
وعن المهن اليدوية التي كانت تتميز بها مصر قديما، يقول عم فتحي، أن هذه المهن تلفظ أنفاسها الأخيرة، ولا يوجد اهتمام بالمهنيين والعاملين وصار الجميع يتجهون إلى المستورد، حتى أن الطلاب الذين يتخرجون من المدارس الفنية لا يفقهون شيئا مثل العاملين في هذه المهن: "نفسي الدولة تستفيد من خبراتنا ونعلم الطلاب في المدارس الفنية أصل هذه المهن وازاي يتعاملون معها".