تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة على مدار الأيام الماضية بشكل ملحوظ، وتحذير هيئة الأرصاد الجوية للمواطنين بالتعامل مع موجه الطقس الحار باتخاذ الاحتياطات اللازمة، وجهت وزارة الصحة والسكان عدة نصائح للوقاية من الإصابة بالإجهاد الحراري، خاصةً مع اقتراب حلول فصل الصيف.
الإجهاد الحراري
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزارة أعدت خطة وقائية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري والإصابات بضربات الشمس، تزامنًا مع موجة الحر والتغيرات المناخية، موضحًا أن ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة لفترة طويلة، تعرض الإنسان لزيادة احتمالات الإصابة بضربات الشمس، والإجهاد الحراري.
وأوضح عبدالغفار، أن الإجهاد الحراري هو حالة تحدث نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم، بسبب التعرض لدرجات حرارة مرتفعة وخاصة عندما يصاحبها ارتفاع الرطوبة ونشاط بدني شاق دون علاج فوري، يمكن أن يؤدي إلى ضربة شمس، وهي حالة تشكل تهديدا على الحياة، وتتلخص أعراضه في سرعة النبض والإرهاق والدوخة والإعياء والتعرق الشديد والغثيان وتشنجات في العضلات وانخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
عوامل خطر الإصابة الإجهاد الحراري
وتابع، أنه على المواطنين في حالة الاعتقاد بأنهم يعانون من إجهاد حراري فلابد من توقف عن ممارسة جميع الأنشطة، والانتقال إلى مكان أكثر برودة وشرب الماء والسوائل الباردة، والتواصل مع الطبيب إذا تفاقمت العلامات أو الأعراض أو إذا كانت لا تتحسن في غضون ساعة واحدة، موضحًا أن عـوامل الخطر في السن المبكر أو الشيخوخة تزيد احتمالية إصابة الأطفال الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بالإجهاد الحراري، والسمنة حيث يمكن للوزن الزائد أن يؤثر في قدرة جسمك على تنظيم درجة حرارته ويجعله يحتفظ بمزيد من الحرارة، وارتفاع نسبة الرطوبة ودرجة حرارة الطقس لأكثر من 33 درجة مئوية، فعندما ترتفع الحرارة والرطوبة، لا يمكن للعرق أن يتبخر بسهولة ويعاني جسمك من صعوبة أكبر في تبريد نفسه.
مضاعفات الإجهاد الحراري وطرق الوقاية
في حالة ترك الإجهاد الحراري دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى ضربة شمس، وهي حالة تحدث عندما تصل درجة حرارة الجسم الأساسية إلى (40 درجة مئوية) أو أكثر، وتتطلب ضربة الشمس الحصول على رعاية طبية فورية، ومن ضمن طرق الوقاية عند ارتفاع درجات الحرارة لابد من ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، وحماية الجسم من حروق الشمس، حيث تؤثر حروق الشمس على قدرة الجسم على تبريد نفسه، لذا يجب حماية الجسم عند الخروج للشارع بارتداء قبعة واسعة الحواف أو منديل على الرأس ونظارة شمسية، وكذلك استخدام مستحضر واقي من الشمس كلما أمكن ذلك، وشرب كمية كبيرة من السوائل بما يساعد على استمرار ترطيب الجسم على إفراز العرق والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية، والحرص على رصد المشكلات المتعلقة بالحرارة في حالة تتناول أدوية يمكن أن تؤثر في قدرة الجسم على البقاء رطبا وتشتيت الحرارة.
كما أنه لا يمكن أن يتم ترك أي شخص أبدًا داخل سيارة متوقفة، فهذا من الأسباب الشائعة لوفيات الأطفال المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، إذ يمكن أن ترتفع درجة حرارة السيارة أثناء إيقافها في الشمس بمقدار 11 درجة مئوية، في غضون 10 دقائق، وليس من الأمن ترك أي شخص في سيارة متوقفة في حالات الطقس الدافئ أو الحار، حتى ولو كانت النوافذ مفتوحة أو السيارة متوقفة في الظل، ولابد من تجنب الأنشطة الشاقة خلال أشد ساعات اليوم حرًا وإذا اضطررت إلى القيام بعمل شاق أثناء الطقس الحار، فلابد من الحرص على شرب السوائل والاستراحة بشكل متكرر في مكان بارد، وتنظيم الوقت بحيث تؤدي العمل البدني خلال الأوقات الأقل حرا، مثل الصباح الباكر أو المساء.
الفرق بين الإجهاد الحراري وضربة الشمس
ومن ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء، إنه على أصحاب الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الدورة الدموية والسكتة الدماغية ومرضى السكر واختلال وظائف الكبد والكلى وكذلك كبار السن فإن كل هذه الفئات غير مسموح لهم بالتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة بشكل مباشرة، موضحًا أن ارتداء الملابس فاتحة اللون في هذا التوقيت هام جدًا وأغطية الرأس، حيث أن الألوان القاتمة تساعد على حبس الحرارة.
ويواصل «عز العرب»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن السير في الشوارع لكافة المواطنين وخاصةً كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة لابد أن لديهم زجاجات مياه والمناديل المبللة للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل الخضروات والفواكه، والابتعاد تمامًا عن تناول الشطة والأملاح، مشيرًا إلى أنه هناك فرق بين الإجهاد الحراري وضربة الشمس، فإن الإجهاد الحراري أعراضه تكمن في العرق الشديد وهبوط في ضغط الدم وحالة إعياء شديد، ولا يمكن تعرضه "للمروحة بشكل مباشر عليهم"، ولابد من الاستشارة الطبية، لأنه قد يحتاج المريض إلى محاليل،
ويستكمل، أن ضربة الشمس تسبب في احتباس الحرارة داخل الجسم والأوعية الدموية، وترتفع درجة حرارة المريض لـ 40 أو 41 درجة، وقد تصل إلى الغيبوبة، وإذا حدثت هذه الأعراض يحتاج المريض إلى مستشفى الحميات، حيث يتم تعرضه لبخار ماء ودرجات تهوية معينة، مشددًا على ضرورة الإكثار من السوائل، فإن الوقاية خير من العلاج، وعدم الخروج من المنازل في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلا للضرورة القصوى.
كما يوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن خروج كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة وأمراض الربو وضعاف المناعة وكذلك الحوامل في ظل ارتفاع درجات الحرارة لا يفضل سوى للضرورة القصوى، وفي حالة الخروج لابد من تناول السوائل باستمرار، والحرص على تناول الفواكه والخضروات أيضًا في الوجبات الأساسية، فضلًا عن ارتفاع الملابس القطنية الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة.
ويؤكد «بدران»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أنه من الضروري تجنب التعرض لأشعة الشمس في حالة الخروج للشوارع، وتناول العصائر الطبيعية باستمرار والبعد عن المعلبات من العصائر والأطعمة الجاهزة في السوبر ماركت وغيرها.
