ناقص تفتح البوتاجاز تلاقيهم بيعلنوا عن العلاج بالحبة السوداء أو حبة البركة والعسل الجبلى و"الكريم" السحرى، وكلهم بيعالجوا أى مرض فى الدنيا ومش بس كده لا، يعطوا وقاية ضد أى مرض أو فيروس ولو كان "كورونا" القاتل، والأهم من كل ده كيف تطيل مدة المعاشرة الزوجية وتقوية انتصاب القضيب وزيادة طوله، وبالمرة تبقى زى إنسان الغاب، وبالطبع لا بد أن يسبق أى إعلان حديث نبوى يستحسن أن يكون بصوت واحد من مشايخهم.
الغريب أن يجرى كل هذا تحت سمع وبصر الدولة، بل أحيانا بتواطؤ من بعض المستفيدين من كل هذا الدجل، الذى يدعمه ويروج له مشايخ الفتوى والفتة والفتنة.
والأغرب أن تلك الممارسات الإجرامية سبق لوسائل الإعلام التحذير منها، بل قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على عديد من أصحابها دون أن يتحرك أحد من المسئولين أو الأساتذة نواب الشعب لوقف المهزلة.
تحت عنوان "العــلاج بوهــم الأعشــــاب.. والمكاسب بالملايين"
نشرت "أخبار الحوادث - بوابة أخبار اليوم" السبت، 5 مارس 2022:
بيع الوهم والمعجزات بشفاء أمراض مزمنة ومستعصية هي السمة الدارجة في أسواق العطارة والذين تفننوا في إعلاناتهم ببيعهم منتجات الدجل والذي يغنيهم عن الطب باعتباره الحل السحرى لعلاج جميع الأمراض هو بمثابة شروع في قتل وبيع للوهم، ولأن الطب البديل أو ما يسمى العلاج بالأعشاب انتشر في الآونة الاخيرة على شاشات التليفزيون وظهور مراكز علاجية تعلن عن منتجاتها أو الترويج لها عن طريق أشخاص يدعون أنهم أطباء متخصصون وبعيدًا عن أعين الرقابة بوزارة الصحة والأجهزة المعنية وبيعهم الدجل للمواطنين الذين يسقطون ضحايا لأوهام العلاج السحرى؛
ولم يكن صاحب الكركمين هو الوحيد الذي يبيع الوهم للبسطاء من المرضى؛ فمن أبرز الوقائع المشابهة كان قبل سنوات؛ بعد القبض على أكبر مافيا لتجارة الأعشاب الطبيعية المزيفة والمكونة من 3 أشقاء وآخر والتى سبق عرضها على 22 قناة فضائية.
كما ذكرت التحريات أن المتهمين أعلنوا عن جدوتها فى علاج الأمراض المزمنة والمستعصية مثل «السكر والضعف الجنسى والآلام المزمنة وآلام العمود الفقرى والظهر".
وفي العام الماضى تم تشميع أكبر مركز للعلاج بالأعشاب والطب البديل بمنطقة المنشية في الإسكندرية عن ضبط مركز للعلاج بالأعشاب والطب البديل دون ترخيص من الجهات المختصة مما يسبب خطورة على الصحة العامة للمواطنين.
وفي الفيوم تم ضبط مركز للطب البديل بمركز سنورس بالفيوم، وتبين أن المركز يدار بمعرفة شخص انتحل صفة طبيب وغير حاصل على رخصة لمزاولة مهنة الطب من وزارة الصحة ويقوم بالكشف على المرضى وتشخيص حالاتهم المرضية ووصف أدوية وتركيبات مجهولة المصدر.
وفي أبريل من العام الماضي قررت النيابة حبس المتهم بالنصب على المواطنين والحصول منهم على مبالغ مالية نظير علاجهم من فيروس كورونا المستجد باستخدام الأعشاب الطبية عبر مواقع التواصل الاجتماعى والادعاء بقدرتها على شفاء الكثير من الأمراض من بينها فيروس «كورونا المستجد» وتحقيق أرباح مالية من جراء ممارسة ذلك النشاط، وتم ضبط كميات كبيرة من الأدوية والأعشاب والمستحضرات الطبية مختلفة الأنواع غير مصرح بتداولها وغير مسجلة كما نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط جميع الأوراق والمستندات و49 جهاز كمبيوتر الدالة على وقائع التهرب الضريبى.
من جانبها قالت نقابة الأطباء إن تلك الوصفات العلاجية ومنها ما أطلق عليه المتهم اسم «الكركمين» غير مرخصة من وزارة الصحة مما تسبب بالإضرار بصحة المواطنين وكان مدعاة لتساؤلات وشكاوى نقابة الأطباء والمهتمين بالشان الصحي،
أما عن تعامل نقابة الصيادلة مع أعضائها فقال إنه يوجد شقان الأول هو الجنائي الذي تحقق فيه النيابة العامة والآخر مهني وفي هذه الحالة الخاصة بأحد أعضائها والشهير بطبيب الكركمين وهو تابع لنقابة الدقهلية وتم استدعاء هذا المدعو ثلاث مرات بسبب ممارسة المهنة بدون ترخيص وبعض الشكاوى قدمت ضده من بعض المواطنين ولم يستدل على عنوانه وذلك قبل القبض عليه النقابة حولته لهيئة التأديب لأنه في إحدى المرات استلم الحضور لطلب التحقيق ولم يحضر واتخذت الإجراءات ضده أما بعد القبض عليه وفي حالة صدور حكم قضائى نهائي سوف يتم فصله من نقابة الصيادلة.
وفى تعليقه على مهزلة العلاج الفنكوشى قال الدكتور والكاتب المعروف خالد منتصر، تحت عنوان: قُل «النصب البديل» ولا تقل «الطب البديل»: أخيرًا سقط واحد من سماسرة النصب البديل بعد أن كوّن ثروة تقدر بمئات الملايين من النصب بأعشاب «الفنكوش» التى تشفى كل الأمراض من الإسهال والروماتيزم حتى السرطان والتبول اللاإرادى!! لكنه لن يكون الأخير، فالمشتل الجهنمى للتجار يعتمد على جهل الضحايا، لذلك سيظل يثمر لنا نصابين ودجالين ومجرمين جددًا، كانت لى تجارب عديدة مع دجالى الأعشاب وتجار الطب النبوى وصلت إلى المحاكم، وبرغم كل المصاعب التى عانيتها فى هذا الموضوع بداية من السباب بأفحش الألفاظ حتى التكفير، فإننى واصلت الكتابة فى هذا الموضوع الذى أعرف أن هدمه أصعب من هدم خط بارليف! إلا أننى بعد هذه الفترة من الصراع آمنت بأن ساحات المحاكم لن تحسم هذا الموضوع أبدًا، فمعظم من واجهتهم، ورغم وضوح نصبهم، فإن الثغرات القانونية وحيل الدفاع أخرجتهم كالشعرة من العجين، ويكفى أنه فى قضية من تلك القضايا أخذ النصاب براءة لأن «مفيش حد اشتكى لنقابة الأطباء، وما دام مفيش شكوى يبقى مفيش جريمة!»، إنها لا تحتاج لتغيير قانون، ولكنها تحتاج لتغيير ثقافة، ولذلك آمنت بأنه لا بد قبل أى إجراء مع الفضائيات النصابة - وهو إجراء ضرورى- أن نخلق المواطن الذى لديه جهاز مناعة قوى ضد نصب هذه الفضائيات الحصرى، لا بد من صناعة كرات دم بيضاء ضد هذه الأفكار السوداء، هذا هو أسهل طريق مختصر لمحاربة هذا النصب، ولذلك سأقدم سريعًا بعض النقاط كدليل للمواطن المصرى لعدم الوقوع فى فخ النصب الحصرى.
تاريخيا نشأ مفهوم (الطب النبوي) على يد مجموعة من الفقهاء الذين ألفوا الكتب المختلفة فيه وكان الأشهر بينهم الفقيه الدمشقى ابن قيم الجوزية «٦٩١-٧٥١» هجرية الذى ألف كتابًا (سماه الطب النبوى) وهو مختزل أو مستند على كتاب شهير اسمه (زاد المعاد فى هدى خير العباد) للمؤلف نفسه... ويقول الباحث والكاتب العراقى طلال شاكر فى دراسته لموقع الحوار المتمدين: إن كتاب الطب النبوى هذا استند فى جلبه إلى مجموعة من الأحاديث النبوية المتواترة التى تتعامل مع قائمة من الأمراض المعروفة آنذاك، ويشكل سلوك النبى العملى فى أقواله واجتهاداته وكيفية معالجتها والمعتمد على (إذن الله فى شفائها) استلهامًا لفكرة الكتاب وروحه مثلا. إذا عانى الرسول من صداع فى رأسه فإنه يلجأ إلى الحناء لتغليف رأسه أو أن يحتجم من علة ما فذلك يعنى أسوة لغيره للتطبب بها ضف إلى ذلك وصاياه ونصائحه بخصوص ما يصادفه من حالات مرضية لمن يلتقيه من المسلمين وأصحابه، واتخذت من كتاب ابن قيم الجوزية هذا منطلقًا لبحث الموضوع متجنبًا الاستغراق فى تفاصيله ومصادره واقتباساته المختلفة التى ستصدع رأس القارئ بلا داع مفيد..الكتاب وغيره معروف لمن أراد الاستزادة... كتاب الطب النبوى لابن قيم فى المعيار العلمى الحديث هو كتاب بدائى ومتخلف بأفكاره ومنطلقاته ومعالجاته، حيث يقوم (الطب النبوي) على ركائز (علاجية)، محددة تشمل مجموعة من الأمراض وطرق معالجتها، وهى تشمل التداوى بالأعشاب المختلفة ومنها مثلًا وليس حصرًا.. الحبة السوداء، والحناء، والمسهلات وكذلك الزيت، والعسل إضافة إلى وصفات أخرى وهذا يمثل المستوى الأول... والمستوى الثانى عبارة عن مداخلات جراحية بسيطة بأدوات بدائية، إضافة الى الحجامة والفصد، والكى بالنار، ويترابط مع هذين المستويين منحى ثالث وهو روحانى إيمانى متداخل ومتشابك بقوة معهما كركيزة علاجية حاسمة فى (الطب النبوي) كالاسترقاء بالرقى المكتوبة كأحراز وأدعية بكلام الله، ثم الاستشفاء بالقرآن بكتابة آيات منه وفقًا لشروط وترتيبات معينة أو أدعية وكثيرا ما تخلط الأدعية بالماء ليشرب منها المريض وهى تخص مجموعة غير قليلة من الأمراض بما فيها عسر الولادة أو معالجة عرق النسا ومكافحة الحيوانات المفترسة والأفاعى والعقارب والحشرات الضارة وكذلك معالجة من كان مسحورًا أو مختلًا أو محسودًا.... والجدير بالذكرهنا أن أغلب شعوب الأرض تمتلك قيمًا مشتركة فى الموقف والاتقاء من الأرواح الشريرة والشياطين والاحتراز من أذاها وشرورها، ومعظمها قائم على أسس ومفاهيم بدائية ووثنية وهى ثقافة قائمة ومنتشرة لحد الآن رغم اختزال الكثير منها وترتيبها فى منظومات (دينية.. شرعية) من قبل الأديان التوحيدية، لكن الملاحظ أن اقتران طب باسم نبى لم يأت إلا لدى المسلمين فقط، ولله فى خلقه شئون.
آراء حرة
بيزنس الطب النبوي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق