هنأ الأنبا باخوم النائب البطريركي لشئون الإيبارشية البطريركية بالكنيسة القبطية الكاثوليكية، الكنيسة، بمناسبة عيد العنصرة ، وجاءت رسالة البرقية التي قام بإرسالها للكنيسة بالنيابة عن الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك ، نصها كالاتي:
الآباء الأحباء، الرهبان والراهبات، كل الأنشطة الرسولية، وشعب الإيبارشية البطريركية المبارك،
سلام ومحبة في الرب يسوع.
سيأتي "المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب" (يوحنا 15، 26). بهذه الكلمات، وعد يسوع التلاميذ بالرّوح القدس، الهبة النهائية. البراقليط، في المعنى الأساسي، يعني أمرين: المعزّي والمحامي.
المعزيّ. كلّ منا يبحث عن التعزية. ونلجأ أحيانًا إلى تعزيات سرعان ما تتلاشى. إنّها تعزيات اللحظة، تعزيات العالم، تُعطي راحة مؤقتة، لكنّها لا تُعالج الالم العميق الذي نحمله في داخلنا. إنّها تحوّل انتباهنا وتشتتنا، لكنّها لا تشفي من الجذور، كما يقول البابا فرنسيس. ويسوع يقدم لنا اليوم تعزية السّماء: الروح القدس، الذي يجعلنا نشعر بأنّنا محبوبون، كما نحن، وبما فينا، هو وحده الذي يمنح قلبنا السّلام.
اليوم، يواصل قداسة البابا، إذا شعرت بظلام الوَحدة، وإذا كنت تحمل في داخلك صخرة تخنق الرّجاء، وإذا كان في قلبك جرح حارق، وإذا لم تجد مخرجًا، افتح نفسك للرّوح القدس: "حيث تشتد المحنة، يزداد عزاء الرّوح، ليس كما يفعل العالم الذي يعزي ويلاطف في فترة الازدهار، وفي الشدة يستخف ويصدر الأحكام".
المحامي. في زمن يسوع، كان المحامي بدلًا من أن يتكلم نيابة عن المتهم، كان يقف بجانبه ويقول له في أذنه الحجج للدفاع عن نفسه. وكذلك الروح إنّه لا يحلّ محلَّنا، بل يدافع عنا أمام أكاذيب الشّرّ ويلهمنا الأفكار والمشاعر. يفعل ذلك بلطف، دون أن يرغمنا: يقدم نفسه ولكنّه لا يفرض نفسه علينا.
نصيحة الرّوح القدس هي: "عِش الحاضر" لا الماضي ولا المستقبل. ضد تجربة الوقوع في الشلل بسبب مرارة الماضي او الحنين إليه، أو التركيز مخاوف المستقبل. الرّوح يذكّرنا بنعمة الحاضر. ليس لنا وقت أفضل: الآن، وحيث نحن، هي اللّحظة الفريدة التي لا تتكرر لنختبر حب الرب، ولنجعل من الحياة هبةً. لنعش الحاضر! هذا ما أتمناه لي ولكم.