السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تليفزيون البوابة

سيد عبد الدايم.. بطل بسيط خاض حرب "الاستنزاف" ويقف الآن على جبهة لقمة العيش

سيد عبد الدايم
سيد عبد الدايم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

73 عاما، هو سن سيد عبد الدايم أحمد، يعمل حدادا منذ السادسة من عمره، فقد مات والده وترك له 3 من الأشقاء، فكان حتما عليه أن يقضي طفولته بين ألسنة النيران ولهيبها، وأصوات المطارق والحدادين، فبدلا من أن يهرول في الشوراع مع أصحاب طفولته كان يهرول بين هذا وذاك من الصنايعية الذين يطلبون منه العمل بجدية طوال الوقت لأنه يتقاضى 15 قرشا في الأسبوع، فكان ذلك بمثابة دافعا قوية لأن يتعلم سيد مهنته حتى تمكن في سن الـ16 من افتتاح محله الخاص وتشغيل جميع الصنايعية الذين كان يعمل تحت أيديهم عنده في محله الخاص. 
قد تتطرق كلمة حداد إلى ذهن أحدكم فتراها شيئًا عاديا، ولكن في الأصل كان سيد متميزا عما يخطر ببالك نهائيا، فهو "حداد نار" وهذا يعني أنه يستطيع بكل يسر أن يصنع الجنازير الحديدية بطريقة خرافية، إذ يقف على النيران، ويضع يده بداخلها ممسكا بالحديد ويلضم واحد تلو الأخرى حتى يصنع الجنزير كاملا، كما يصنع المطارق وجميع معدات النجارين".
يبدو أن الحياة كانت تداعب الرجل السبعيني ما بين الحين والآخر، إذ كان تجنيده في الجيش بشهر يوليو عام 1968 حيث حرب الاستنزاف وحالة التوتر التي يشهدها الوطن: "كان تجنيدي في الفترة دي وحضرت حرب الاستنزاف كاملة وكنت موجود وقت استشهاد الفريق عبد المنعم رياض"، وعن ذكريات الحرب يقول سيد: "وقت الحرب كنا قاعدين في مدرسة في الإسماعيلية، وفجأة لقينا صاروخ وقع في الحوش بتاع المدرسة، بس ستر ربنا مضربش المروحة بتاعته مفصلتش وربك كريم، بس مكنش في التحامات بينا".
يقول الرجل السبعيني:"بعد ما اتعلمت المهنة في السيدة جيت هنا في المنيب منذ 37 سنة، بنجيب الحديد من السبتيه وإمبابة، كنا نجيبه بـ9 جنيه دلوقتي بقي بـ15 جنيه، علشان كده الحركة نامت شوية، والمهنة خلاص هتنقرض لو أنا مت وابني مات معتش حد هيشتغل فيها، ومعتش حد بيتعلم المهن اليدوية معتش حد بيفكر فيها، وبيجي علينا أيام مش بنبيع حاجة ولو بيعنا يبقى رخيص جدا". 
وتابع سيد: "أنا مشيت كل الصنايعية اللي كانوا معايا بسببب الأسعار، وكمان بسبب المخاطر بتاعتها النظر بيضعف والتعامل مع النيران وغيرها من الكهرباء، يضيف الرجل السبعيني: "أنا معايا الراديو هو صاحبي في الشغلانة بسمع عليه كل يوم الأخبار والرياضة والفن وكمان أغاني لأم كلثوم".