لا تزال جريمة "نورا" عالقة في أذهان أهالي كفر الشرفا بالمرج، رغم مرور عدة أيام على حدوثها، بشاعة الجريمة وخطة القاتلة جعلت إبليس نفسه يقف أمامها متعجبا، حيث قتلت زوجها وتركت جثته في الشقة، وذهبت لمنزل شقيقها بدعوي الاطمئنان على نجله، وبعد يومين أرسلت شقيقها نحو الشقة ليسأل عن زوجها الذي لا يجيب على اتصالاتها المتكررة عبر هاتفه المحمول، ليكتشف الجريمة.
من يقرأ السطور السابقة، ربما يخطر بباله أن تلك السيدة طاعنة في السن حتى تتمكن تنفذ جريمتها بهذه الطريقة، بعدما خدعت الجميع، الأهل، والأقارب، والجيران، إلا شخص واحد لم تنجح في نسج هذه الرواية الكاذبة أمامه، وهو المقدم كريم البحيري، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، والذي ارتاب في أمرها منذ الوهلة الأولي، عقب الاستماع لأقوالها حول الحادث، بعدما وصل لمعاينة جثة المجني عليه بمسرح الجريمة، حيث عثر علي جثة القتيل بها طعن باستخدام "مفك"، ليوجه الرائد حسام رضا، معاون مباحث القسم، بوضع اسم الزوجة في قائمة المشتبة بهم.
خلال نصف ساعة، تبدلت الأجواء 180 درجة في المنطقة، عقب وصول رجال الأدلة الجنائية وفريق النيابة العامة، وتم تعيين حراسة على الشقة محل الواقعة، وفرض كردون أمني ومنع حركة الدخول والخروج من العقار الذي بات مسرحًا لجريمة قتل.
بالعودة إلى ديوان القسم، طلب المقدم كريم البحيري، من معاونه الرائد حسام رضا، جمع معلومات عن القتيل وتكثيف التحريات حوله وتتبع خط سير المتهم عن طريق تفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة محل الواقعة والمصادر السرية، حيث دلت التحريات الأولية، أن الزوج يعمل مقاول، ينتمي لأحد محافظات الصعيد، ويستأجر شقق سكنية حسب متطلبات العمل للإقامة بها وأنه استأجر شقه بالعقار محل الواقعة وليس له احتكاكات بالجيران.
بدأت القضية تتكشف بعدما أثبت تفريغ كاميرات المراقبة بمحيط الحادث عدم تردد غرباء على العقار، وعدم وجود خلافات بين الضحية وآخرين ترتقي لارتكاب الجريمة، مع انتفاء دافع القتل بدافع السرقة أو خصومة ثأرية كون المجني عليه أحد أبناء الصعيد.
عقب تشييع جثمان المجني عليه، استدعي المقدم كريم البحيري، زوجة القتيل، وأعاد استجوابها مرة أخري حول ملابسات الحادث، حيث قررت للمرة الثانية، أنها توجهت لمنزل شقيقها واقامت لديه يومين وعند اتصالها بزوجها لم يرد، فأرسلت شقيقها حتي يتفقد الزوج لكنه اكتشف مقتله، وأبلغ الشرطة، وبتضيق الخناق عليها وبمواجهتها بالتحريات و كذب روايتها ، اعترفت، أنها قامت بقتله بعد عثورها على صورة له رفقة سيدة أخرى على هاتفه المحمول ثم توجهت لشقيقها وقامت لديه وعادت للمنزل وادعت مقتله لابعاد الشبهة عنها، ليسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي أضحت حديث الساعة في حي المرج،. بعرض المتهمة علي النيابة أمرت بحبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات.