الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

مرحلة جديدة فى القرن الأفريقى.. توتر العلاقة بين إثيوبيا وإريتريا.. وعودة «حسن شيخ محمد» لرئاسة الصومال

نهاية التحالف الثلاثي
نهاية التحالف الثلاثي بين فرماجو وآبي أحمد وأفورقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تدخل منطقة القرن الأفريقي، مرحلة جديدة بعد التطورات الأخيرة، والتي في مقدمتها انتخاب حسن شيخ محمد رئيسا للصومال، إلى جانب انهيار التحالف بين إريتريا وإثيوبيا ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، بعد حوالي ٢٠ شهرا من الحرب. وأجهض وصول شيخ محمود إلى حكم الصومال، استمرار التحالف الثلاثي بين محمد عبدالله فرماجو، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، ليدخل القرن الأفريقي منعطفا كبيرا في وقت تعاني الشعوب من أزمات إنسانية مروعة نتيجة للصراعات المسلحة وانتشار المجاعة والجفاف.

 

تفكك التحالف الثلاثي 

جاء انتخاب شيخ محمد رئيسا للصومال، بمثابة مفاجأة غير سارة بالنسبة للتحالف الثلاثي الذي دشن في عام ٢٠١٨ بين الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، والرئيس الصومالي السابق محمد عبدالله فرماجو، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وامتد التحالف الثلاثي بينهما إلى مشاركتهم في حرب أديس أبابا ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، التي اندلعت في نوفمبر من العام قبل الماضي ٢٠٢٠، والتي كان لها تداعيات سلبية كبيرة على المنطقة.

نهاية تحالف فرماجو وآبي أحمد وأفورقي

ووفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية في أكتوبر الماضي، فإن الاتفاق الثلاثي بين فرماجو وآبي أحمد وأفورقي، يقضي بتقليل إريتريا دعمها لحركة الشباب المسلحة في الصومال، وفي المقابل نشر ضباط استخبارات إريتريين في الصومال وإثيوبيا، ما منح الرئيس إسياسي أفورقي، موطئ قدم مهم في البلدين. وأرسل الرئيس الصومالي السابق، ٥ آلاف جندي صومالي إلى إريتريا بزعم التدريب في أسمرة، إلى أن الأمر تصاعد بعد احتجاج أهالي الجنود في مقديشو ومطالبتهم بالكشف عن مصير أبنائهم الذين تغيبوا فترة كبيرة عن البلاد، وكانت تلك القضية سببا رئيسيا في مقتل إكرام تهليل، الضابطة في المخابرات الصومالية، والتي فضحت مخطط فرماجو بالزج بجنود بلاده في أتون حرب تيجراي. وفي آخر خطاب له كرئيس للصومال أكد «فرماجو» أنه أرسل ٥ آلاف جندي لتلقي التدريبات العسكرية في إريتريا.

 

خلافات إريتريا وإثيوبيا

وقبل خروج «فرماجو» من التحالف الثلاثي، طفت على السطح خلافات بين الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي، بدأت مع قبول الأخير للهدنة مع جبهة تحرير شعب تيجراي، في مارس من العام الجاري، وهو ما تمخض عنه إفراج جبهة تيجراي عن ٤ آلاف جندي من الجيش الإثيوبي كانوا أسرى في العشرين من مايو الماضي، وهو الأمر الذي يتناقض مع رغبة أسمرة في القضاء على تيجراي، واستبعادها تماما من معادلة الحكم في إثيوبيا، في ظل العداء التاريخي مع أفورقي. 

وفيما يؤشر إلى نهاية شهر العسل بين «أحمد» و«أفورقي»"، فقد غابت المخابرات الإريترية عن اجتماع أجهزة استخبارات دول القرن الأفريقي، الذي عقد في ١٧ و ١٨ أبريل الماضي، بأديس أبابا، وبحث عدد من الملفات الأمنية للمنطقة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار، وجاء بحضور جيبوتي، جنوب السودان، الصومال، السودان، تنزانيا، أوغندا، وإثيوبيا، بينما امتنعت كينيا عن المشاركة في الاجتماع رغم زيارة رئيس أركان الجيش الإثيوبي لنيروبي قبل أيام قليلة من قمة المخابرات.

آبي أحمد وأسياسي أفورقي

وقالت قوات الدفاع الوطني الإثيوبية إن مؤسسات الاستخبارات العسكرية في شرق أفريقيا، اتفقت على العمل بشأن قضايا السلام والأمن الإقليمية، ووقعت الدول اتفاقية للعمل المشترك لمواجهة الإرهابيين والعمل على تأمين الحدود.

وتزامنا مع ذلك الاجتماع، طاردت قوات الأمن الإثيوبية، المواطنين الإريتريين في أديس أبابا، وقال دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، إن سلطات بلاده ستدرس بحذر ودقة حالات حاملي الجوازات الإريترية والتى تحمل تأشيرات دخول سارية المفعول إلى دول أجنبية، والذين اشتكوا من منعهم من مغادرة إثيوبيا. وأوضح «مفتي» في مؤتمر صحفي عقده في ٢١ أبريل الماضي، إنها تدرك أن هناك إريتريين يقيمون فى إثيوبيا ولديهم تأشيرات دخول سارية لدول أجنبية، يشتكون من منعهم من مغادرة إثيوبيا، لكن هناك قضايا قانونية وأمنية تتعلق بوثائق السفر والهجرة، وهناك مؤشرات واضحة لحاجة هؤلاء الملحة لمغادرة إثيوبيا بشكل يخالف القانون والإجراءات  فى البلاد، نحن لا نمنعهم لكن نطبق القانون. وواصل رئيس الوزراء الإثيوبي تجاهل أسياسي أفورقي، بعدم إرسال تهنئة بالذكرى الحادية والثلاثين لاستقلال إريتريا، التي تحل في ٢٤ مايو من كل عام، خلافا لما جرت العادة بين القائدين بعد إبرام اتفاق السلام بينهما في ٢٠١٨.

الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود

عودة شيخ محمود 

كان نجاح شيخ محمود، مفاجأة غير سارة بالمرة للرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، خاصة أن الرئيس الصومالي الجديد كانت له علاقات طيبة بجبهة تحرير شعب تيجراي، العدو المشترك لأسمرة وأديس أبابا، إلى جانب ظهور قضية الجنود الصوماليين في إريتريا على رأس أولويات شيخ محمود، وهو ما يمثل معضلة وأزمة جديدة تواجه الحاكم الوحيد لإريتريا منذ استقلالها. وتجلى عدم ترحيب أفورقي بحاكم الصومال الجديد، في تجاهل إرسال برقية تهنئة بفوزه على حليفه فرماجو، بالإضافة إلى عدم حضور حفل التنصيب الذي أقيم في مقديشيو، رغم أن آبي أحمد لديه نفس الأسباب التي يمكن أن تنشئ مساحة من الاختلاف مع الرئيس حسن شيخ محمود، إلا أنه أرسل إليه تهنئة وحضر حفل التنصيب يوم الخميس ٩ يونيو الجاري، في إشارة إلى رغبته في استمرار التحالف مع حاكم الصومال أيا كان توجهه. وحضر حفل التنصيب عدد من المسئولين، على رأسهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، والرئيس الكيني إيهورو كينياتا، ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

 

إريتريا تقصف تيجراي 

ورغم قبول طرفي الصراع في إثيوبيا «آبي أحمد وتيجراي» الهدنة ووقف إطلاق النار، إلا أن أسياسي أفورقي يرغب في استمرار الصراع بين الجانبين، وفي نهاية مايو المنصرم، قصفت القوات الإريترية منطقة شيرارو على بعد حوالي سبعة أميال من الحدود بين إريتريا وإثيوبيا، في تحرك مناوئ لرئيس الوراء الإثيوبي الذي قبل الهدنة مع تيجراي، ويأتي ذلك تماشيا مع تصريحات أفورقي لوسائل الإعلام الحكومية إن قواته ستتدخل مرة أخرى إذا هاجمت قوات تيجراي بلاده أو هددت استقرار إثيوبيا.