يحتفل الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، بعيد ميلاده الـ64 والعيد الـ44 لرهبنته والـ18 لأسقفيته، ويمثل لشخصي صاحب النيافة الممر الذي سلكته بالروح حتي ابحث عن الحقيقة، يمتلك جمجمة اقرب الي وجوة الفيوم حيث ولد، وعينان مبصرتان تمتلكان الرؤية قبل البصر علي غرار الألهة الفرعونية القديمة، وقوام ممشوق ككاهن في معبد قديم يجسد الروح والعقل مثلما الوجود كما هو موجود بين الروح والسماء، وأب أسقف، ويمتلك روح راهب وعقل عالم وقلب فلاح، يعلم الفرق بين طوبة وبرمهات، ويتحسب الشمس في بشنس ورياح أمشير، راهب من عمق برية شهيت، قادم الينا من القرن الرابع للقرن الحادى والعشرين يحمل كل روح الأصالة وكل عمق المعاصرة، فك شفرة المنيا روحيا وتنمويا وأمنيا بشكل غير مسبوق.
انسان نبيل احب الجميع واحبة الجميع، يقول عنة الصديق محمد فتحي: " احب الانبا مكاريوس ورايته كثيرا بأم عيني نيافة الأنبا مكاريوس له العديد والمزيد من المواقف الأنسانية
ومن هذه المواقف التى أشهد بها لنيافته ، هو تجوله فى عز الأمطار والرياح والأتربة حيث أنه لا يوجد أحدا بالشوراع إلا الذين لا مأوى لهم وكان يفرق عليهم الطعام والبطاطين والأموال".
ويضيف المهندس جون بشري وزوجته النائبة مريم عزت:
"الانبا مكاريوس قديس معاصر يخدم وسط الفقراء في صمت ومحبة، كثيرا ما تراة يجلس مع انسان فقير او يزور مريضة في منزل قروي تفوح منه رائحة الفقر والمرض ويخطوا فوق الاحجار في الغرفة التي تنز فيها المياة، كما رايناة حينما انتقلت إمراة فقيرة ليس لها أحد صلي علي جسدها وحملها مع الآباء الي القبر، نحن نعيش في بركة هذا الانسان النبيل الذي تبناني في اصعب اللحظات من الدراسة وحتي الزواج من مريم وحتي الآن".
وتقول عنه تاسوني دولاجي "كيف بمعاونة الأنبا مكاريوس تحول مقلب زبالة في قرية بني أحمد الشرقية حولها أبناء وبنات الأنبا مكاريوس إلي "دار السامري الصالح وفرح الاجيال " للاطفال ذوي الإعاقة الذهنية التابع للإيبارشية المنيا وأبوقرقاص، وهو دار إقامة داخلي، ويخدم أبناء الايبارشية وايبارشيات أخرى ومن جميع أطياف المجتمع، وكما تقول تاسوني دولاجي، تم افتتاح الدار عام ٢٠٠٦ بيد صاحبي النيافة مثلث الرحمات الانبا ارسانيوس مطران المنيا وابوقرقاص، والانبا مكاريوس الاسقف العام ادم الله حياته لنا. يخدم الدار حاليًا ٣٣ فرد من الاشخاص ذوي الإعاقة الذهنية ويوجد بالدار فصول لتنمية المهارات والقدرات وتعليم الرعاية الذاتية وورش مهنية ورشة اركت، ورشة الوان، ورشة خياطة واشغال يدوية وتطريز".
ونالت هذة الدار جائزة الدكتور القس صموائيل حبيب عام 2022 وكيف بارشاد الأنبا مكاريوس تم التبرع بقيمة الجائزة لمستشقي سرطان الأطفال.
وعاصرت أنا ايضا موقف شخصي، حينما تم فض الاعتصامات الإجرامية للإخوان، وزاره مسئول أمني وطلب منه مغادرة المطرانية مع نيافة الأسقف أرسانيوس ورغم مرض أنبا أرسانيوس رفض كلاهما وظلا في المطرانية تحت الاستشهاد، وفي حفل تأبين الأنبا أرسانيوس كان مكاريوس الابن النبيل يزف للسماء أبيه وللمرة الأولي في المطرانية أقام الابن مكاريوس لأبيه أرسانيوس مزار به مقتنياته وأوراقه لكي يتبارك بها الجميع.
اسف لكل قرية برتبة كاهن وخادم يفتقد الجميع مهما تعرض للخطر، وبسبب ذلك، حاولت جماعات من طرف الإخوان اغتياله، وفى 30 سبتمبر 2013، أصدرت مطرانية المنيا وأبوقرقاص بيانا، حول محاولة اغتيال الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا أثناء وجوده بقرية «السريو»، حيث قالت: «في السابعة من صباح اليوم وأثناء توجه الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص، لتقديم واجب العزاء في المرحوم «كريم سمير لمعي»، والذى قتله الإرهابيون في عزبة «السريو» التابعة لقرية جريس، مركز أبوقرقاص، تعرّض هو ومن معه لإطلاق نار كثيف من قبل بعض الإرهابيين الذين كانوا يترقبون لحظة وصوله، ولم يتوقفوا عن إطلاق النار حتى غادر الأسقف ومن معه القرية بعد ساعة ونصف.
لكن يظل الأنبا مكاريوس هو الوحيد الذى استمر في إيبارشية المنيا وأبوقرقاص في ظل أعقد مراحل مر بها الوطن والإيبارشية، وعاصر ثورتى 25 يناير و30 يونيو، كما عاصر خمسة رؤساء: مبارك والمجلس العسكرى ومرسى وعدلى منصور والسيسي، وتسعة محافظين للمنيا: فؤاد سعد الدين، وأحمد ضياء الدين، وسمير سلام، وسراج الدين الروبي، وصلاح زيادة، وطارق نصر، وعصام بديوي، وقاسم حسين، وأسامة القاضي.
وكانت المنيا في بعض الفترات إمارة للإرهاب، وشهدت في تلك الفترة «61» توترا طائفيا وإرهابيا، أكثرها أثناء حكم الإخوان، وتزايدت الخدمة في تلك المرحلة، وأنشأ مدرستين وعشرات الحضانات، وأربعة ملاجئ ودار كفيفات، وجمعية أبناء الملوك الأهلية ومركز أغابى الصحي، ومستشفيات الرجاء بالفكرية وسان مارك بالمنيا، وتضاعفت كنائس الإيبارشية ثلاث مرات، وعدد الكهنة ثلاث مرات.
اديب وشاعر وصحفي:
الانبا مكاريوس اسمه قبل الرهبنة، «مكرم عياد»، ترهبن في يوم 5 ديسمبر عام 1978، باسم كيرلس البراموسي، وفى 30 يونيو 1988، رُسِمَ قسًا، ثم قمصًا في 9 أبريل 2001،
مثقف ثقافة تجاوزت ثقافتة العلوم الكنسية والدينية فلقب "أديب الكنيسة،" لما لةمن القصص مثل: فضية الشكر، وتكوين العادة، وتقديس الحاضر، والاستنارة في حياة الأباء، والحياة الأبدية، ومفتدين الوقت، وخمسة كتب لتفسير بعض الأسفار القانونية.. حملت توقيع "راهب من دير البراموس". لذلك بعد جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني، في نوفمبر 2011، صارالأنبامكاريوس مشرفًا على إصدار مجلة الكرازة.
ورغم تقسيم الايبارشية إلي ثلاثة ايبارشيات ظلت الروح واحدة في المسيح وظل ابينا الاسقف في ناموس الرب مسرته، وظل كشجرة مغروسة عند مجاري المياة، والتي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لايذبل لأبدا، وكل ما يصنعه ينجح.
كل سنة ونيافتك طيب ياسيدنا وإلي منتهي الأعوام.
