الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

مجلة أمريكية: القاعدة انتهت في 2004.. وبن لادن فشل في ضم داعش

 أسامة بن لادن
أسامة بن لادن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال الأيام تكشف لنا مزيدا عن أسرار تنظيم القاعدة الإرهابي وزعيمه الراحل أسامة بن لادن، على يد القوات الأمريكية، في باكستان عام ٢٠١١.
وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن أول دراسة شاملة أعدتها الباحثة الأمريكية نيللي لحود، تحت عنوان «أوراق بن لادن: كيف كشفت غارة أبوت آباد الحقيقة حول القاعدة وزعيمها وحياته العائلية».
وأوضحت المجلة حين هبط فريق من المشغلين الخاصين الأمريكيين بقيادة قوات البحرية الأمريكية «سيلز» على المجمع السكني الذي عاش فيه أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية، التي قتل فيها على الفور مع آخرين في عملية استمرت ٤٨ دقيقة.
وفي الـ١٨ دقيقة الأخيرة للغارة، شرعت قوات «السيلز» في جمع الأقراص الصلبة وغيرها من الإلكترونيات لاستخدامها في أغراض استخباراتية. وثبتت أهمية الوقت الإضافي الذي أمضته القوات في جمع تلك المواد، إذ أدى على الأرجح لمقتل قادة بارزين آخرين في القاعدة خلال الأسابيع والشهور التي تلت ذلك.
ويقدم الكتاب نظرة من وراء الكواليس على بن لادن وجماعته في العقد بين هجمات ١١ سبتمبر وغارة أبوت آباد.
«لحود» الباحثة الأمريكية المتخصصة في الحركات المتشددة، وسبق لها التدريس في مركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، فحصت أكثر من ٦ آلاف صفحة من الوثائق باللغة العربية التي تشكل مراسلات بن لادن الداخلية مع شركائه وتأملاته الشخصية.
توضح «لحود»، أن بن لادن كان مسئولًا بالكامل عن تنظيم القاعدة حتى وفاته. لكن في تلك المرحلة، كانت التنظيم الذي كان يقوده بعيدًا كل البعد عن قوته السابقة.
وطبقًا لـ«فورين بوليسي»، تواصل بن لادن مع أعضاء القاعدة الآخرين من خلال حفظ ملفات إلكترونية على بطاقات SIM التي تم نقلها إلى وجهاتها عبر شبكة بريد سريع. وأدى الكشف عن تلك الشبكة في النهاية إلى موت زعيم القاعدة، لكن على مدار ٦ أعوام، خلال الفترة من ٢٠٠٥ إلى ٢٠١١، مكنته من التواصل مع مرؤوسيه في منطقة وزيرستان الباكستانية ومناطق أخرى.
ضعف وفشل
على عكس الصورة التي سعى فيها قادة «القاعدة» إلى إبراز التنظيم باعتباره عملاقًا في الحركات المتشددة عالميًا، ترى «لحود» أن التنظيم تم إضعافه بشدة في الأشهر التي تلت هجمات ١١ سبتمبر.
وكتبت «لحود» أنه بحلول عام ٢٠٠٤ كان التنظيم قد دمر تقريبًا، قتل أو اعتقل معظم كبار قادته، وفي ذلك العام، اشتكى العديد من القادة لأسامة بن لادن من المشكلات التي تواجه التنظيم. أشار أحدهم إلى الضعف والفشل والافتقار إلى الهدف الذي حل التنظيم بعد ١١ سبتمبر، بينما سلط آخر الضوء على الوضع المالي الصعب للجماعة وحقيقة أن الضغط الباكستاني قد أوقف التخطيط لهجمات إرهابية في الخارج. وأعرب آخر عن أسفه لمقتل ٢٢ "شقيقًا" واعتقال السلطات الباكستانية لـ٦٠٠ آخرين.
أراد بن لادن من مساعديه تركيز جهودهم على التخطيط لهجمات إرهابية دولية، لكن المجموعة كانت ببساطة غير قادرة. ولم تجد لحود أي دليل على أن "القاعدة" دبرت الهجمات الكبرى المنسوبة إليها خلال هذه الفترة، بما في ذلك تفجيرات مدريد عام ٢٠٠٤ وتفجيرات لندن عام ٢٠٠٥ وكانت التغطية الإعلامية لمثل هذه الأحداث تربطها في كثير من الأحيان بـ"القاعدة" وكانت العملية الوحيدة بعد ١١ سبتمبر التي وجهها بن لادن بنفسه هجومين في مومباسا، كينيا، في نوفمبر ٢٠٠٢، استهدفًا فندقًا مملوكًا لإسرائيل وطائرة نفاثة إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل ١٣ شخصًا. وتم التخطيط لتلك الهجمات قبل ١١ سبتمبر.
إحباط بن لادن
من الواضح أن بن لادن كان محبطًا، كما كتبت «لحود»، من عدم قدرة مجموعته على شن هجمات دولية. لقد أراد أن تركز شبكته على مهاجمة الأمريكيين حصريًا، بهدف تحقيق «توازن رعب» مع الولايات المتحدة. ومن وجهة نظره، فإن تنفيذ عمليات واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة فقط يمكن أن يجعل الأمريكيين يضغطون على حكومتهم للتخلي عن الشرق الأوسط. 
كان إجبار الولايات المتحدة على طرد قواتها العسكرية من المنطقة هدفًا طويلًا لابن لادن، والتزامه باستراتيجية «العدو البعيد» جعله على خلاف مع الجماعات المتشددة الإقليمية التي تعمل تحت اسم "القاعدة".
بدأت هذه الجماعات التابعة لـ"القاعدة" في الظهور في عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٤، وأشهرها جماعة «التوحيد والجهاد» بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، التي أعادت تسمية نفسها بـ«القاعدة في العراق» بعد أن أدى الزرقاوي قسم الولاء إلى بن لادن في أواخر عام ٢٠٠٤.
وتؤكد «لحود» وجهة النظر القائلة إن القيادة المركزية لـ"القاعدة" لم تكن قادرة على السيطرة على الأحداث على الأرض في العراق. بحلول عام ٢٠٠٧، كانت الجماعة التي تتخذ من العراق مقرًا لها، والتي عرفت لاحقًا باسم «دولة العراق الإسلامية»، قد قطعت على ما يبدو الاتصال بـ"القاعدة" تمامًا. بعد ثلاث سنوات، اقترح بن لادن إعادة تسميتها، ربما إلى «إمارة العراق الإسلامية»، لكن الحقيقة هي أنه لم يكن لديه سيطرة على عملياتها.