قال الكاتب طارق إمام، خلال كلمته لحفل توقيع ومناقشة رواية “ماكيت القاهرة” بمقر الميكرفون: إنني اكتب منذ فترة التسعينات، وبدات الكتابة من منطق أن الكتابة لا تعطي شيء وأتمنى أن يشاركني فيها القراء ليجدوا فيها ما يخصهم، فقد يكون أحد قصصي تتناسب مع أحد القراء ويجد فيها نفسه.
وتابع طارق:"ممكن نتفق أن الجوائز حافزا للكاتب، ولكن ليست هي الهدف، وأنه لا خاسر في الكتابة"
وعن كواليس جائزة البوكر فأوضح إمام أنها كانت لحظة غريبة جدا خاصة قبيل الإعلان عن جائزة البوكر، وكان هناك الكثير من الناس يريدون توقيع الرواية، فهذا هو رهان الأدب بأن يكون الكاتب معبرا عن سؤال الإنسان الكبير في الوجود وأسئلته عن الحياة والموت وهذا هو رهان الكتابة.
وفى رواية "ماكيت القاهرة" صنع الكاتب طارق إمام، مستقبلا للقاهرة، يبدأ من تلك اللحظة التى أعلن فيها "جاليري شغل كايرو"، المؤسسة الفنية المستقلة لفنون الهامش، عن منحة لتشييد ماكيت مصغر للمدينة قبل ربع قرن، "قاهرة 2020"، والتي أصبحت الآن "العاصمة السابقة لمصر".
وتؤرخ الرواية أربعة أزمنة وهي أعوام 2045،2020،2011، وزمن غير محدد في مستقبل بعيد. وفي كل زمن تنهض شخصية تعمل بالفن المستقل: "أوريجا" المغرم بتشييد ماكيتات مصغرة للمدينة والموصوم منذ طفولته بقتل الأب، "نود" المخرجة الوثائقية الملاحقة، الخارجة من الحبس سنتين بتهمة "خدش الحياء العام" بسبب فيلمها السابق، "بلياردو" رسام الجرافيتي في زمن ثورة يناير، المطارد على الدوام بتهمة تلويث جدران المدينة، و"مانجا" رسامة الكوميكس التي تمتلك ذاكرتين للمدينة، لتلتقي الأزمنة المختلفة فى الرواية وتتقاطع على شرف مكان واحد هو الجاليري. تطرح "ماكيت القاهرة" علاقة المدينة بالفرد، وعلى الأخص: الفنان، المهمش، الباحث عن هويته والمطارد من الجميع: السلطة والناس على حد سواء.
طارق إمام هو كاتب وروائي مصري صدر له عدد من الإصدارات ومنها طيور جديدة لم يفسدها الهواء - قصص - دار شرقيات القاهرة، وشارع آخر لكائن - قصص - الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة،ملك البحار الخمسة - قصص للأطفال - كتاب قطر الندى، وشريعة القطة - رواية - دار ميريت، وهدوء القتلة - رواية - دار ميريت، والأرملة تكتب الخطابات سرًا - رواية - دار العين، وحكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها - قصص - دار نهضة مصر.
وحصل "إمام "على عدد من الجوائز الأدبية مصرية وعربية منها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، عن رواية (هدوء القتلة) 2010، وـ جائزة ساويرس في الرواية،2009،عن رواية هدوء القتلة، وـ الجائزة المركزية الأولى لوزارة الثقافة المصرية، عامي 2004و2006 عن مجموعتين قصصيتين مخطوطتين، وـ جائزة سعاد الصباح للإبداع العربي لأفضل مجموعة قصصية، عام 2004، وأخيرًا رواية ماكيت القاهرة والتي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية لعام 2022.