الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا يجب أن تكون البداية من مصر؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما يجد الجد، وتتعاظم التحديات، وتتداعى الخطوب، 
تكون بداية الإنقاذ دائما من مصر، فبدون هذه الدولة العريقة، الضاربة بجذورها في أعمق أعماق التاريخ، لما نجت البشرية من المحن الخطيرة التي هددت وجودها، منذ المجاعة التي ضربت الأرض في وجود النبي يوسف بن يعقوب عليه السلام، ومرورا بالهجمة التتارية التي أرادت اسئصال شأفة الإسلام، وليس انتهاءً بالحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، نيابة عن العالم، الذي لم يدرك خطورة الفكر المتطرف إلا بعد نداءات عدة أطلقتها القاهرة. 
تداعت هذه المعاني في رأسي أثناء مشاركتي في فعاليات المؤتمر الدولي الأول، لمركز سلام، التابع لدار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خاصة بعد الكلمات التي ألقاها كبار المشاركين، واعترفوا فيها بمكانة مصر، باعتبارها قلب الإسلام النابض، وروحه الرفيعة.
كلمات الوفود المشاركة في فعاليات المؤتمر الأول لمركز سلام، بقدر ما توضح كم يرى كبار رجال الدين الإسلامي في العالم، أهمية مصر، ودورها الريادي في إنجاح التوجه نحو تجديد الخطاب الديني، ونشر الوسطية والاعتدال، تلقي الضوء أيضا على أنه بدون مصر لا يمكن أن ينجح أي جهد تؤتي استراتيجية مكافحة الإرهاب أية نتائج إيجابية.
وبنظرة موضوعية، فإن وجود الأزهر الشريف، بما يتمتع به من مكانة سامقة بين المؤسسات الدينية الإسلامية، ومعه دار الإفتاء المصرية العريقة، تقف القاهرة في طليعة القوى الناعمة التي تحظى بثقة مسلمي العالم، وتستطيع أن تقود الجميع نحو التجديد الذي هو من صلب الدين، ويعتبر السبب الرئيس وراء عدم حاجة الإسلام إلى نبي بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو أن الدين الإسلامي سيتوقف عطاؤه في مرحلة ما من عمر الزمان، لكانت البشرية بحاجة إلى نبي جديد يهديها إلى ما استغلق عليها في حياتها، لكن لأن الإسلام دين العصور كافة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن التجديد أمر لا بد منه، ولا يمكن أن تسير سفينة هذا التجديد بعيدا عن قلب الإسلام النابض وهو مصر.
ولعل الإقبال الدولي الواسع على المشاركة في مؤتمر سلام، يكون أكبر دليل على ثقة العالم فيما تطرحه مصر، التي لم تبحث يوما عن مصلحة خاصة، ولم تخطط للفوز بريادة، هي لها بحكم تاريخها الموغل في القدم.   
مؤتمر سلام سينجح لأن مصر تدعمه، سينجح لأن مصر تقود أفكاره واستراتيجياته، سينجح لثقة العالم في نظرة مصر وتوجهها. 
هل عرفنا الآن لماذا يجب أن تكون البداية من مصر؟