قالت داليا عبدالرحيم، رئيس التحرير التنفيذي لـ"البوابة نيوز": لقد باتت أساليب وطرائق معالجة البيانات تحتل أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر، نظرا لوجود فروق جوهرية كبيرة بين البيانات (Data) والمعلومات (Information) ، فبينما يشير مصطلح البيانات (Data) إلى ما يمكن وصفه بالمعلومات في صورتها الخام، فإن مصطلح المعلومات (Information) يشير إلى "البيانات" بعد إجراء عمليات معالجة متنوعة عليها، مستخدمين في ذلك سلاح الخبرة المتنوعة بقضايا الفرز، والتصنيف، والفهرسة، بحيث نقدم المعلومات في النهاية بصورة تساعد على الفهم الواضح والدقيق.
وأشارت خلال مشاركتها في الجلسة النقاشية لليوم الثالث من مؤتمر مركز سلام لدراسات التطرف والإرهاب، إلى أنه فيما يتعلق بقضايا تيار الإسلام الحركي وقضايا الإرهاب، تبرز الحاجة الملحة، أكثر من أي قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقي في مجال المعلومات، يحرص على استكمال ما هو غير متاح، ويعالج ما هو متوفر، وخاصة بعد أن أصبحت تلك القضايا تقض مضاجع الجميع في الشرق والغرب ليس فقط عبر عمليات إرهابية تحصد أرواح الأبرياء بلا تمييز، ولكن عبر نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة، والموقف من المرأة والفن وقضايا الديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة والنظرة إلى الآخر، المختلف في العقيدة أو المذهب، معتقدةً أن مركز "سلام" لمواجهة التطرف الذي أسسته دار الإفتاء المصرية سيكون له بجانب مراكز عديدة سبقت في هذا الاتجاه داخل مصر وفي قلب أوروبا دور كبير في تلك المواجهة المفتوحة والتي سيطول أمدها وفق تقديرنا وسوف تحتاج إلى تضافر جميع الجهود الآن وفي المستقبل.
وأوضحت رئيس التحرير التنفيذي لـ"البوابة"، أنه شاءت ظروف عديدة لا مجال لذكرها في هذه الورقة المخصصة للتجربة المصرية في مواجهة الإرهاب أن تكون مصر هي مهد الجماعة الأم التي خرجت منها كل جماعات التطرف والإرهاب في العالم، بل لن نكون مبالغين حين نؤكد أن ٨٠٪ من نشر أفكار العنف والإرهاب في العالم تقع مسئوليته على عاتق جماعة الإخوان التي تأسست في مصر عام ١٩٢٨ وكوادرها.. فقد تطورت تلك الجماعة بمساعدة العديد من العوامل لتتحول من تنظيم محلي في مصر القطبى تنظيم دولي تأسست أولى لبناته عام ١٩٨١.. ومن حسن البنا إلى سيد قطب شاءت الظروف أن تنطلق أيضا من داخل تلك الجماعة الأفكار الهدامة والعنيفة والمتطرفة التي تلقفها زعماء جماعات الإسلام السياسي في العالم أجمع من الجماعة الإسلامية، مرورًا بتنظيم القاعدة وصولا لداعش.
وتابعت، للمرة الأخيرة، حسب ما نأمل، تكون مصر كما كانت مهد الولادة هي الوطن الذي يسهم في دفن رفات تلك الجماعة بعدما اختبرها الشعب المصري في أصعب عام مر عليه طوال سبعة آلاف سنة؛ هو عمر هذا الشعب.. ومنبع الصعوبة هنا لم يكن الأحداث التي مرت به فقد مرت بالوطن أحداث جِسَام من قبل طوال تلك القرون، ولكن محاولة تغيير الهوية كانت أصعب ما مر به الشعب المصري عبر في تاريخه الطويل، وقد شاءت الأقدار أن تدفن تلك المحاولة تحت أقدام وأصوات ٣٠ مليون مصري خرجوا في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ليعلنوا إنهاء سيطرة تلك الجماعة على مقدرات الوطن والمواطنين وإلى الأبد.