يجلس في كشك صغير من الخشب المتهالك، قرب باب زويلة بمنطقة تحت الربع في وسط البلد، يسرح بخياله بعيدًا في تلك الأمور الدنيوية التي شغلته طوال هذه الحياة، وفي يده قطعة حديدية يشكلها كيفما يشاء، حتى استطاع أن يجعل منها أداة طبخ.
«عبده البطل» هكذا اشتهر الرجل الذي يعمل في المهن اليدوية في منطقة تحت الربع، يعمل في صناعة الأدوات المنزلية منذ ٤٠ عامًا، وأيضا في صناعة الفوانيس في موسم رمضان الذي يأتي حاملا بين طياته الخير والرزق الكثير، ويعمل باقي العام في صناعة شيالات الطعمية التي تستخدم في المطاعم.
عود «عبده البطل» نفسه منذ سنوات كثيرة مضت على العمل بطمأنينة وأن الرزق سيأتيه لا محالة، بالتالي يحاول ألا يتوقف باجتهاده صوب مهنة معينة، لكنه يسلك كل الطرقات التي يحاول من خلالها تحقيق المال الحلال الذي يوفر من خلاله قوت يومه وتحقيق حياة سعيدة لأبنائه، لذا يعمل في صناعة مضارب البيض والعجانات وغيرها من الأشياء التي يستخدمها العاملون في المطاعم.
لم يشعر أصحاب الوظائف وأجيال السوشيال ميديا حاليا بالمعاناة التي يعيشها أصحاب المهن اليدوية، بعد العز الذي كانوا يتمتعون به في السنوات السابقة، لذا يكشف الرجل الستيني، أن المهنة اليدوية تعاني من الركود التام، الأمر الذي يجعلهم يعانون الأمرين في البيع والشراء: «شغال بالطلب، اللي يتطلب مني أعمله وببيع بالقطعة كده لو حد عايز يشتري، وفيه أيام تيجي علينا ما نبعش حاجة خالص أروح زي ما جيت».
تابع: أن والده كان يعمل بهذه الصنعة، كان يجلس بجواره طوال الوقت حتى تعمل المهنة التي أفنى فيها حياته كلها، وكانت المواقف بينهما كثيرة حتى أنه الآن يسرح بخياله عائدًا للماضي يتذكر تلك الأيام الجميلة للغاية، على حد وصفه.
وأشار الرجل الستيني، إلى أن المهنة اليدوية لا تتطلب أشياء كثيرة من أجل العمل بها، بالنسبة للرجل الستيني في مهنته لا يتطلب إلا «الشاكوش والزرادية»، وباقي الأشياء هي ما يصنع منها المطلوب، ولكن هناك مقاسات معينة لا بد من فهما جيدا لإنتاج حاجة جيدة».
البوابة لايت
مصر الشقيانين.. «عبده البطل» من عز المهن اليدوية لمعاناة الحداثة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق