تثبت نساء منطقة جامو وكشمير أنهن قادرات على الوقوف أمام الصعوبات التي يعيشنها، ويحققن النجاح الذي يريدونه.
ومن بين الأمثلة التي استطاعت أن تتغلب على ظروفها لتصبح رمزا للنجاح، ريفات جان، من مدينة سريناجار، التي تعد السيدة الوحيدة التي تعمل في إنتاج مضارب الكريكت في المنطقة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "سعودي جازيت".
ويقول التقرير إنه "في البداية، ترددت ريفات جان في دخول هذه المهنة، فبجانب أنها ستكون السيدة الوحيدة التي تصنع مضارب الكريكت في الإقليم الهندي، وجدت ريفات نفسها متحملة المسؤولية الكاملة لأسرتها، بعد وفاة والد زوجها الذي كان يتكفل بمصروفات العائلة. ولكن قررت ريفات بعزم وإرادة قوية، أن تقطع هذا التردد وتعيد تشغيل الورشة التي أنشأها والد زوجها منذ سبعينات القرن الماضي".
وعلى مدى أعوام، نجحت ريفات جان في تحقيق نجاح كبير، إذ نمت أعمال الورشة، وقامت بإنشاء وحدات تصنيع جديدة في العديد من المدن لتلبية الطلب المتزايد في منطقة جامو وكشمير وجميع أنحاء الهند، لاسيما مدينتي بومباي وتشيناي.
وتشكل ريفات جان مثال على الإرادة القوية، والسمة المميزة للمرأة في الهند، بشكل عام وإقليم جامو وكشمير على وجه الخصوص، فرغم أن النساء الكشميريات، يعشن داخل مجتمع أبوي، يفرض عليهن العمل في المنزل ويجعلهن فريسة للاضطرابات التي تشهدها منطقة كشمي، وتوضح الصحيفة أن غالبا ما تواجه أعداد كبيرة من النساء في المنطقة، ظروف حياتية قاسية، فيتعين عليهن تربية الأأطفال بمفردهن، وإدارة شؤون الأسرة دون دخل ثابت. ورغم القيود، فإن النساء لا يتوقفن عن السعي وراء الأحلام الكبيرة، ولا يترددن في المواجهة، وبالتالي التغلب على جميع العقبات الممكنة التي تقف في طريق تحقيق أحلامهن.
توضح الصحيفة أنه مع أن الأمية هي واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق النساء لأحلامهن في إقليم جامو وكشمير، إلا أن مؤسسات، مثل معهد الحرف في سريناغار، توفر تدريبا محترفا على الحرف اليدوية الإقليمية التي تشهد تدهورا، وكذلك الفنون المرغوبة، مثل فن نامدا، الخاص بنصاعة السجاد التقليدي في كشمير.
تشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي لا تزال المعلومات مضللة والتغطية الإخبارية السلبية متفشية بشأن الإقليم، فإنه من المهم النظر بشكل مغاير إلى كشمير، عبر عدسة النمو البشري، بعيدا عن الجوانب السيساسية والأمنية، موضحة أن هذه النظرة ستكشف عن العديد من قصص النجاح الباهر في الإقليم.
تعد المشروعات التجارية وريادة الأعمال من الاختيارات الأساسية التي ركزت عليها النساء في كشمير خلال السنوات القليلة الماضية. وخلال العقد الماضي، اختار عدد متزايد من النساء الكشميريات العمل أو إطلاق مشاريع اجتماعية، كنقطة انطلاق نحو حياة مهنية، الأمر الذي جعل من الاقتصاد النسوي، نقطة تحول بالإقليم.
لأعوام طويلة، ظلت التنمية في المنطقة بطيئة، في ظل عدم اليقين السياسي، فعلى سبيل المثال، كان الناتج المحلي الإجمالي المسجل للإقليم، متذبذبا. ومع ذلك، استطاعت نساء، مثل ريفات، أن تحول أحلامهن إلى حقيقة، والقيام بشبكة أعمال تفتح الطريق أمام النساء الأخريات والحرفيات نحو حياة ومعيشة أفضل. وما بدأ عند ريفات جان كرغبة في أن تكون رائدة أعمال، تحول إلى نشاط تجاري شعبي ضخم، سمح لها بتوظيف 25 عاملا بينهم 12 سيدة، بالإضافة إلى تدريب عدد كبير من السيدات على مر السنين.
وفي الوقت الحالي، توفر صناعة الحرف اليدوية المنزلية في كشمير فرص عمل مباشرة ومربحة لنحو 340 ألف شخص بشكل عام، وإدراكا للصعوبات التي تواجهها النساء والحرفيات، فإن رائدات الأعمال من النساء يركن على إنشاء "تعاونيات" تضم جميع النساء، كي يكونوا مساهمين حرفيين، وتعود الأرباح على الجميع.
وبعيدا عن المصالح الذاتية، فقد استطاعت سيدات الأعمال ترك بضماتهن في جميع مناحي الحياة، بدءا من مصانع الألبان المملوكة للنساء والتي تقتصر منتجاتهن على الأساسيات التي يحتاجها الناس، وحتى مصممات الأزياء اللائي يصممن ملابس وكمامات وأزياء الحماية.
تتعدد الأمثلة الناجحة لرائدات الأعمال في كشمير، بدءا من نصرت جهان آرا، التي استقالت من وظيفتها الحكومية لبدء نشاطها التجاري المزدهر في مجال الزهور، منذ ما يقرب من عقدين، إلى فريدة بانو، التي أنشأت وحدة انتاجية لديدان الحرير. وبفضل طموحات هؤلاء السيدات، استطعن توفير فرص عمل لعشرات النساء الأخريات وتغيير حياتهن بشكل كامل.
وأمام هذه الإرادة، عملت الحكومة الهندية على تحفيز هذا النمو، من خلال إطلاق صندوق بقيمة 2 مليار روبية هندية لصالح بنك تنمية الصناعات الصغيرة في الهند، بالإضافة إلى 500 ألف روبية، عبر بنك جامو وكشمير، لتوفير الدعم المالي للفتيات بين سن 18 و35 عاما من أجل بدء مشروعاتهم الخاصة.
وفي أبريل من العام الماضي، وقعت حكومة جامو وكشميير المحلية 456 مذكرة تفاعم مع شركات مختلفة من أجل استثمارات تبلغ 3.17 مليار دولار، لدعم الشركات الصغيرة والشركات الناشئة التي تهيمن عليها النساء بشكل متزايد في المنطقة.