قرر طلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة التكاتف مع جهود الدولة في دعم وتوعية الناس بحقوق المرأة، وذلك من خلال مشروع تخرج بعنوان: “للسيدات فقط”، وهو عبارة عن تحقيق إذاعي في مشكلة مجتمعية وقانونية تمس كل امرأة مصرية وهي جرائم الشرف، خاصة وأنه انتشرت في الفترات الأخيرة جرائم القتل ضد المرأة تحت مسمى الشرف، وبعد البحث في هذه القضايا تفاجئ القائمين على المشروع بأن القانون يُبرر للجاني فعلته ويعطيه الحق في إزهاق الأرواح بحجة الشرف، وهذه ليست المشكلة الوحيدة، فالقانون يبرر الجريمة للرجل فقط، أما المرأة فتحاسب بتهمة القتل العمد. ومع جهود الدولة في دعم وتوعية الناس بحقوق المرأة؛ قرر طلاب كلية الاعلام جامعة القاهرة ان يكونوا جزء من التوعية عن طريق عمل تحقيق شامل يتناول جميع زاويا القضية املاً في التعديل والتغيير، سواء كان تعديلاً قانونياً او تغييراً للأفكار الخاطئة في المجتمع.
وتقول دكتورة دعاء عصام المعيدة بقسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة والمشرفة علي مشروع التخرج، إن موضوع المشروع من أهم الموضوعات التي تمس المجتمع المصري بشكل كبير والتي عاني المجتمع من جرائمها منذ قديم الاذل فمن منا لا يذكر فيلم " دعاء الكروان " للأديب طه حسين ،وشخصية " هنادي " التي فرطت في شرفها فكان عقابها القتل من خالها بدافع غسل العار ، وتضيف أيضا دعاء ، ان تناول مثل هذه الموضوعات الحساسة التي تمس الشرف يكون من الصعب جدا خاصة في مؤسسة تعليمية اكاديمية نظرا لحساسية الموضوع ، ولكن الكلية تتيح للطلاب فرصة لاتساع الفكر والرؤي مدام التعبير عن القضية في إطار ما يتناسب مع الأعراف والتقاليد ولا يخدش الحياء ، وهو ما نجح الطلاب ببراعة فيه بالفعل حيث تناولوا الموضوع بمنتهي الدقة والحياد والتحفظ مع مراعاة رأي الدين والعلم والقانون والإعلام .
وتوجه دعاء عصام الشكر الجزيل للدكتور جيهان عبد الحميد المشرفة العامة على مشاريع الراديو بالشعبة الإنجليزية لمجهودها مع فريق العمل، وأيضا الشكر موصول للدكتور "محمد محمود " المذيع بصوت العرب والهيئة الوطنية للإعلام.
وتقول الطالبة " تسنيم إمام " مخرجة التحقيق، إنه في الفترة الأخيرة كانت الأخبار منتشرة عن الفتيات اللاتي يتعرضن للابتزاز بصورهن سواء كانت حقيقية ام مفبركة، فقد جاءتني فكرة المشروع عقب حادثة بسنت فتاة الغربية التي انتحرت لنفس السبب، وبعد ان بحثنا أنا وزميلاتي في هذه القضايا وجدنا أن الشرف في مصر هو حبل المشنقة الذي يلتف حول رقبة السيدات فقط، خصوصاً انها ليست مشكلة اجتماعية فقط بل هي قانونية ايضاً فالقانون قد يبرئ الرجل في جرائم الشرف بينما تُحبس المرأة بتهمة القتل العمد. ومع جهود الدولة في نشر الوعي بحقوق المرأة وجدنا أنها أنسب فرصة لتعزيز هذا الوعي عن طريق عمل هذا المشروع الذي يهدف فقط للعدالة الذي يستحقها كل إنسان والذي يستنكر ما يفعله المجتمع ويطرح عليه سؤالا، هل الشرف في مصر للسيدات فقط؟