الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحوار الوطني.. اختبار حقيقي للمعارضة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا أعرف لماذا لم ألق حتى الآن المردود المناسب من طرح فكرة "الحوار الوطني" التي أطلقها الرئيس!

وأتساءل أين تلك الأصوات التي كانت تعارض كل شىء خلال السنوات الماضية؟ وأين خبراء السوشيال وأين أصحاب الأفكار الألمعية!

بل أين الإعلام ومؤسسات الدولة أليس هذا الأمر هو الأهم الآن من صنع الترندات؟

أليس من الأولى أن نوجه كل طاقات المجتمع إلى ذلك الحوار ونوسع دائرة المشاركة المجتمعية؟

أليس ذلك الحوار هو الاختبار الحقيقي للمعارضة،  وسيتضح منه أفكارها ورؤيتها وإلا فإن حديثها السابق إنما كان من أجل المعارضة فقط.

نعم إن الحوار الوطني هو آخر الكلام وبداية الصمت، فمن لا يملك فكرة ولا معلومة ولا رأيا لا يحق له أن يتكلم في مصائر الأوطان.

لم تجتمع الأحزاب على شكل موحد حتى الآن ولم أر بيانا واضحا من نقابات أو مؤسسات أو خبراء.. لا شيء سوى كلمات مطاطية وشروط مختلف عليها حتى بين القوى المدنية، اللهم إلا من لجنة عفو رئاسية تمارس عملها وكانت مختارة من الدولة وليست منتخبة من القوى السياسية وإلا لكان قد حدث خلاف.

أنا لا ألقي اللوم على الجميع وأنأى بنفسي كأستاذة جامعية، بل أؤمن أننا جميعا في حاجة إلى حالة حوار في البيوت والشوارع والمدارس والجامعات في المصانع والشركات.. حقا نحن في حالة حوار لنعيد وعيا افتقدناه أو بمعنى أدق فقدناه.. نحن في حالة حوار لننتشل هذا المجتمع من الهوة العميقة التي سقطت فيها الأخلاق.. نحن نحتاج أن نسمع ونفهم ولا نزايد على بعضنا البعض ولا على الدولة.. نحن في حاجة إلى حوار لننتج أفكارا ونفتح نوافذ للعقل والحب والحياة.

أنا أثق أن سيادة الرئيس حينما أعلن ذلك لم يكن يقصد فقط حوارا سياسيا وأن فكرة حوار وطني تتسع لتشمل كل ما هو بين أبناء الوطن الواحد، فالكل بمختلف الأعمار والفئات جزء من هذا الحوار، إنه حوار أهل البيت الواحد والوطن الواحد والأسرة المصرية الواحدة، لتتغلب على مشكلاتها.. لتتكاتف وتتعاون وتستكمل مسيرتها وتصوب أخطاءها.. فلا تضيعوا الفرصة واغتنموها ودعونا نتحاور من أجل الوصول إلى نتائج ولا نضيع الوقت في جدال نخسر معه ما تبقى بيننا من إمكانية تفاهم.