كم من تلك الحوادث يتم الترويج لها على أنها خطف للفتيات في وضح النهر، ثم تأتي التحريات بأنه هروب من مشاكل أسرية، فكيف نحتضن فتياتنا وهل هناك فجوة بين الآباء والأبناء لاحتواء الأزمات؟.
فتاة زايد
نهاية شهر مايو الماضي، كان هناك فيديو شهير لأب على المعاش يبكي بسبب اختفاء ابنته الطالبة الجامعية في الشيخ زايد، وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وتم الذهاب السيناريو الأكثر إثارة وهو أن الفتاة تم خطفها أثناء ذهابها الي الجامعة.
اليوم أثبتت التحريات أن الفتاة بخير وأنها ذهبت الي أحد أصدقائها بالوجه البحري بعد خلافات أسرية مع ذويها.
قامت مباحث قسم ثان الشيخ زايد، بالتوجه إلى مكان تواجد الفتاة وإعادتها إلى والدها الذي توجه بالشكر لرجال الشرطة بقيادة اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة.
فتاة الشرقية
وفي 21 مايو الماضي اختفت فتاة تدعى "أسماء" من الشرقية، بعد كتابة منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" طالبة الدعاء لها.
وكتبت إحدى صديقاتها قد على الصفحة الرسمية لطلاب جامعة الأزهر، أنها خرجت يوم السبت 21 مايو، متوجهة إلى الجامعة، ولكنها لم تصل هناك، مشيرة إلى أن آخر وقت تمت مشاهدتها فيه، في تمام الساعة 5 مساءً.
وبعد "72" ساعة من اختفائها أعلنت الصفحة الرسمية الخاصة بطلاب جامعة الأزهر، "الحمد لله هاجر رجعت بخير وسلامة وهي دلوقتي مع أسرتها.. وشكرًا لكل الناس اللي دعت لها بالخير..".
فتيات المرج
كما أنه في نهاية يناير الماضي تم تداول منشور على إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يتضمن اختفاء فتيات بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة.
بالفحص تبين أنه تبلغ لقسم شرطة المرج بمديرية أمن القاهرة من أحد الأشخاص – مقيم بدائرة القسم بتغيب نجلته "طالبة بالمرحلة الثانوية" عن المسكن بتاريخ (1)الجاري.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من التوصل لمكان المتغيبة وتم إعادتها لأهليتها وتسليمها لوالدها وبسؤالها أقرت بترك المنزل بمحض إرادتها لوجود خلافات بينها وبين أهليتها.
العنف ضد الفتيات
تعرف الأمم المتحدة العنف ضد النساء والفتيات، بأنه أي فعل من أفعال العنف القائم على النوع الاجتماعي، من شأنه أن يؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو عقلية للنساء والفتيات، بما في ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحيز العام أو الخاص.
ويشمل العنف ضد النساء والفتيات، على سبيل المثال لا الحصر، العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يحدث في الأسرة أو داخل المجتمع العام.
"فتش عن الأب"
ففي المسح الذي أجراه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حول "العنف القائم على النوع الاجتماعي"، كان الأب هو المرتكب الرئيسي للعنف البدني ضد المرأة، سواء منذ بلوغها ١٨ سنة (٥٠٪)، أو من خلال الاثني عشر شهرًا السابقة على إجراء المسح (٤٣٪)، كما أن الأب ارتكب نحو ٣٪ من حالات العنف الجنسي ضد المرأة، فيما تعرض ١٨٪ من النساء المصريات في الفئة العمرية (١٨- ٦٤ سنة) لعنف بدني أو جنسي، منذ بلوغهن الـ١٨ سنة على يد أفراد العائلة أو الأشخاص المقربين، وذكر ١٧٪ أنهن تعرضن للعنف البدني و٢٪ تعرضن للعنف الجنسي.
وقائع الحبس المنزلي
أكدت شيماء طنطاوي، عضو مؤسس براح آمن تحت التأسيس، أن مؤسستها تعمل على وقائع الحبس المنزلي والتي تحدث للفتيات من قبل الأب والأخ والابن والأعمام، وكلها تندرج تحت مسمي العنف الأسري، لذلك فمن العوار الحديث عن عنف الأزواج باعتباره العنف الوحيد الواقع على المرأة دون احتساب ما تتعرض له في النشأة من أسرتها.
الأقسام تنحاز للذكور حال تقديم بلاغ تعنيف
وأشارت "شيماء" في تصريحات لها، إلى أن مؤسستها تعمل من ٢٠١٥ بجمع كل جرائم العنف الأسري الذي تتعرض له الفتيات خاصة من حبسن بالمنزل، وتم منعهن من الذهاب للتعليم أو العمل، وأحيانًا من الذهاب للحمام، وربطهم بالسرير، وهو وضع غير آدمي، تتعرض له الفتيات بشكل مسكوت عنه.
وأضافت أن من تنجح في الهروب من منزلها لعمل محضر عن ما تعرضت له ستتعرض إلى ضغوطات من أقسام الشرطة وستنحاز للأب قائلة للفتاة "أبوك وبيربيكي"، لكن هذا لن يكون ردهم عندما تأتي لهم جثة هامدة.
معتقدات خاطئة
وتابعت "شيماء"، أن هناك معتقدات خاطئة لدي البعض أنه من الشريعة ضرب وتكسير عظام الفتيات وحتي الوصول لإحداث عاهة مستديمة؛ مشيرة إلى أنه يتم دفن طفلات تم قتلهن بعد ضرب مبرح بتكتيم شديد علة وقائع جريمة حدثت ممكن أن تنكشف ومن الممكن أن تمر مرور الكرام.
وتابعت الحديث عن أن المعتقدات التربوية الخاطئة تأتي نتيجة زرع فكرة لدي الأخ أن أخته ملك له "بتاعته" أو أختك شرفك، يستطيع أن يفعل أي شيء لتربيتها، لتتضخم تلك الفكرة الجهنمية وتزيد في مجتمع الأرياف والصعيد يوما بعد يوم وتؤجج حوادث عنف ضد الفتيات.