الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العلمانية.. ذلك اللفظ الرجيم !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

* الرجيم = المرجوم مثل إبليس، صار لفظ (العلمانية) في ثقافتنا العربية، اللفظ المرجوم هكذا يؤكد المفكر السورى العظيم الراحل  جورج طرابيشي  في "هرطقاته"، كتبه القيمة، المعنونة  (هرطقات 1) و(هرطقات 2) التى (ادعى فيها) مفكرنا الكبير والناقد والمترجم الأكبرعربيا أنه يهرطق بينما كتب أهم ماكتب من أوراق عبر مشروعه الفكرى الهام.  

* فمثقفونا الكبار( بين مزدوجين)  - أو هكذا يطلق عليهم يطالبون بحذفها تماما من اللغة العربية  - محمد عابد الجابري -
* أو علي الأقل التنصل منها تأكيدا للتطهر وصونا للذات  وإمعانا في التمييز والغيرية ونقاء الهوية - حسب حسن حنفي-.

* والعلمانية حسب طرابيشي لفظ منبوذ لم يفلح في الفوز بحقوق المواطنة داخل لغتنا العربية، أو ثقافتنا العربية، ونجح المثقفون فى ابتذاله وتشويهه ونجح  الإسلامويون فى إلصاقه بالكفر وجعله رديف للإلحاد، وجعلوا منه معاديا للدين وهذا عجيب ومريب ويدعوا للشك والبحث والفهم طبعا.

* والعلمانية حسب معجم روبير الفرنسي هي: التنظيم السياسي للمجتمع الذي لا تمارس فيه الدولة أية سلطة دينية.. ولا تمارس فيه المؤسسات الدينية أية سلطة سياسية.

* والعلمانية لمن لايعرف تقوم علي مبادئ ثلاثة.

* أولها: حياد الدولة تجاه الشأن الديني..يعني أنها لا تتخذ من دين أي مواطنيها دينا رسميا لها
، حتي لا يتحول باقي المواطنين إلي مجرد مقيمين أو ذميين.
وتمنع رجال الدين من التدخل في السياسة حتي لا يسخرها كل منهم لخدمة دين.. ضد أديان مواطنين آخرين، مما قد يؤدي إلي اضطهاد أو يفضي إلي حروب دينية.

* سعد باشا  زغلول صونا لوحدتنا قال قولته المشهورة: الدين لله والوطن للجميع.. وفسرها د. محمد سليم العوا  أن الزعيم الأزهري بالأساس اختار الشعار من القرآن الكريم من آيتين 
الاولي:- ألا لله الدين الخاص.....سورة الزمر آية 3..
والثانية:-   ووالأرض وضعها للأنام.....سورة الرحمن آية 10
والرسول قال في وثيقة المدينة نحن المسلمين ويهود بني عوف أمة واحدة ننتصر علي من يعادينا وندفع تكاليف الحرب سويا.

* المبدأ الثاني: حياد المدرسة الحكومية إزاء الشأن الديني
أي حظر الدعاية لأي دين، لقطع الطريق علي نمو نزعات دينية متعصبة، فالمدرسة دورها تحويل الكائنات الطائفية إلي كائنات مدنية تقدم انتماءها الوطني وتتجاوز انتماءاتها الأولية الصغيرة. كي تكون قابلة للتعايش بدلا من الصراع، للاندماج بدلا من الانفصال والعداوة والتشرذم.

* المبدأ الثالث للعلمانية: حرية الضمير والاعتقاد أي ضمان الحقوق الدينية كإقامة الشعائر لجميع المواطنين..

* والدولة العلمانية لا تفتش في القلوب والضمائر ولا تحاسب المشاعر والأفكار وإنما تحاسب علي الأفعال فقط.إن هي خالفت القوانين.......لا إكراه في الدين..

*  لم تصبح فرنسا  علمانية اختيارا بل اضطرارا لفصل الفصائل المتصارعة عن السيطرة علي الدولة والمتأهبة لسحق الآخر (الكاثوليك والبروتستانت )
* العلمانية كانت شرطا لبقاء فرنسا.
والميثاق العلماني الفرنسي 1905 ينص في مادته الأولي علي:
تضمن الجمهورية حرية الضمير
كما تضمن حرية ممارسة العبادات..
المدرسة الحكومية تبني علي حساب الجميع ولها هدف وطني جامع ولابد من احترام قواعدها
وتمكينها من تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها فلا يصح أن تنحاز لأتباع أي دين بينما يكون مسموحا لأتباع أي دين إقامة مدارس دينية خاصة بهم والحجاب وأي رموز دينية إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو هندوكية أو...... ممنوعة في المدرسة الحكومة فقط.

* وحسب موريس باربييه هناك 4 أنواع من الدول: دينية يحكمها الدين ويقودها.. وطائفية تدعم دينا بعينه وتنحاز له..علمانية لا تتدخل في الشأن الديني.. إلحادية تلتزم بمكافحة التدين..وقد انتهت بنهاية الاتحاد السوفيتي السابق من العالم

* والعلمانية ليست دينا وليست أيديولوجيا، وليست نظرية وإنما هي: آلية سياسيه لبناء الدولة الحديثه، مجرد  آلية  توحيد ومساواة بين أفراد مختلفين دينيا أو طائفيا من أجل التعايش ومن أجل تنظيم المجتمعات وحتي لا تسحق أي فئة أو جماعة أي فئة أو جماعة أخري - حسب د. رجاء بن سلامة -

* وفي تاريخ المسلمين سحق أبناء العم بعضهم البعض، أحفاد الأخوة (عبد شمس وهاشم) أبناء عبد مناف بن قصى بن كلاب   من أجل السلطة الدينية والدنيوية.

*  صراع مرير طويل بين أحفاد العائلة الواحدة، عائلة الجد الأكبر قصى بن كلاب، أحفاد (أمية بن عبد شمس،  وعبد المطلب بن هاشم)، السنة الذين وافقوا على إمارة معاوية حفيد أمية  سحقوا  الشيعة الذين رفضوا حكم معاوية وانحازوا الى على بن أبى طالب سليل عبد المطلب عندما تمكنوا وذبح آل البيت النبوي( ذبح الحسين و73 معه من أقارب النبى )  وضربت الكعبة بالمنجنيق مرتين من قبل مسلمين عصر( أمير المؤمنين) يزيد بن أحد كتبة  الوحى معاوية بن أبى سفيان   و(أمير المؤمنين) عبدالملك بن مروان نجل مروان بن الحكم بن أبى  العاص بن أمية، وعندما صار الأمر للشيعة سحقوا السنة أيضا  هذا علي مستوي الطائفة، أما علي مستوي المذهب..مالكي.حنبلي ، فقد كان الاضطهاد سيد الموقف  والتعذيب والذبح أيضا. كلما راحت السلطة لأى من أصحاب أحد المذاهب.  

*العلمانية لا تلغي الدين من أجل المساواة، ولكن تنظم وتفصل بين المجالين  العام الوطني و الخاص الفردي.

*  العلمانية لا علاقة لها بالدين، وليست معادية له وهي ليست دينا، ولكنها اتفاق علي التعايش، وتنظيم المجتمع السياسي (الشعب ) وآليه لبناء دولة المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات وعدم التمييز بين المواطنين لأي سبب، واعتماد معيار واحد للمفاضلة بينهم وهو الكفاءة.

*لذلك فهي معادية لفهم التيارات التي تخلط العام بالخاص والدين بالسياسة  وتستخدم المسجد في السياسة وتستخدم الدين للفوز بأصوات البسطاء.

* العلمانية تمنع التوسل بالدين لتحقيق أهداف سياسية، لذلك فهي مرجومة طبعا وكافرة وملحدة وتريد أن تحبس الدين في الجامع... الخ، كما يدعى المتأسلمون.

* إنها الحرب الضروس من كل المتطرفين وميليشيات الإسلام السياسي  وكل من تسيطر على هويتهم انتماءاتهم الدينية أو الطائفية حصرا،  إنها حربهم المقدسة  علي الدولة الوطنية الجامعة دولة كل مواطنيها دون تمييز بسبب الدين أو الملة أو الطائفة أو المذهب أو الجماعة، أو العرق أو اللون أو الجنس أو.. وعلى أهم أدوات صناعتها توأم الديمقراطية الملتصق،  العلمانية. 
والخلاصة أن العلمانية آداة سياسية وتعنى  : (حياد) الدولة ( الإيجابى) فى الشأن الدينى للمواطنين، أى أن تكون الدولة محايدة تجاه معتقدات مواطنيها والعلمانية هى أداة محض(وطنية) للتوحيد والمساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، والعلمانية هى توأم الديمقراطية الملتصق، ولايمكن أن توجد ديمقراطية دونما مساواة وطنية بين المواطنين أى دونما علمانية.

*العلمانية مساواة فى المجال الوطنى، وتعنى أن لاتنحاز الدولة الوطنية الجامعة الى معتقدات بعض من مواطنيها.

*والعلمانية تعنى أن تتحلى الدولة بالحياد الإيجابى  عند إعطاء الحقوق وعند طلب الواجبات من مواطنيها فالدولة كيان حداثى جامع للجميع فى خدمة الجميع والدولة تتأسس على المواطنة ولا تتأسس حسب نوع دين الفرد أو ملته ولاتفرق بين مواطنيها بسبب الدين أو الجنس أو العقيدة الدينية أو الطائفة أو المذهب أو العرق أو الطبقة والدولة علمانية محايدة جامعة،  أما المواطنين فلايجب أن نصفهم بذلك والعلمانية ليست من صفات الأفراد هى من صفات الدولة ككيان وطنى  جامع.

*ولايوجد شخص علمانى، وإنما دولة علمانية، كما لايوجد شخص ديمقراطى لكن توجد دولة ديمقراطية.

*العلمانية والديمقراطية محض أدوات تنظيمية إجرائية للمجتمع السياسى،  وليست فلسفة سياسية أو معتقدات فكرية أو أيديولوجيا.
لكن يوجد أشخاص ليبراليون ويساريون ومحافظون ونرجو الإدراك.