احتفلت الأمم المتحدة أمس الأحد باليوم العالمى للبيئة بالعاصمة السويدية ستكولهولم، حيث بدأ الاحتفال على انغام موسيقية كلاسيكية تاخذك بعيدا عن اجواء قلقه على الحياة على كوكبنا وتحاول ان تهدئ من روعنا ونحن نراقب عن كثب ما يحدث على الأرض من هدر وتجريف لمواردها.
ووجه انطونيو جوتيريش الامين العام للامم المتحدة كلمته فى هذه المناسبة قال فيها:" ان نحن نطلب كثيرا من كوكبنا لنبقى على طرقنا غير المستدامة للحياة، وان الأنظمة الطبيعية للارض لن تستطيع ان تفى بكل مانطلب والحل الوحيد هو ان نعمل مع الطبيعة وليس ضدها.
اما وزيره المناخ والبيئه السويديه انيكا ستراند هول فقد تحدثت عن اللحظات الفارقة اللحظة الفارقه بانعقاد مؤتمر الانسان والبيئة فى استكهولم ايضا منذ 50 عاما واللحظة الفارقة الان 2022 والتطرف المناخى يفتك بالأرض مع فقد مستمر لمواردها وليس امام العالم وقت للتراخى وأشارت الى دلالة اختيار مكان الاحتفال وهو المتحف التكنولوجى اذ لابد ان للحلول التى أنجزها العلم والتكنولوجيا والتحول لوسائل الحياة المستدامة ومنها وسائل النقل المستدامة والطاقة المتجددة.
وشهدت قاعات المتحف ايضا فى هذا الاحتفال إقامة معرض تحت عنوان ziro city، وفى اشارة الى عدم وجود اى هدر للموارد أو أي مخلفات.
وشاركت فى الاحتفال السيدة انجر اندرسون المديرة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة للبيئة وتحدثت عن الفقد فى التنوع البيولوجى وذكرت ان العالم فقد مايربو على 600 الف طائر مثلا جراء التلوث وتحدثت عن خطورة تعرض الأطفال للرصاص وضرورة التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري.
وأشارت اندرسون، وبقوه على علاقة قضايا البيئه بالسياسة ومجتمع الأعمال وقالت ان العالم ليس ملكا للسياسيين ورجال الأعمال فقط بل هو ملك لنا جميعا وملك للشباب والمستقبل وتوجهت بحديثها الي الجميع باتباع الحلول النى قدمها العلم لنا والتأمل فى بصمتنا البيئية وحث الحكومات على التحول للاقتصاد الأخضر وتقول انه لا احد يطلب من الناس الحد من أحلامهم وطموحاتهم فى الحياه لكن فقط ان يتم ذلك بالصداقة مع الطبيعه والبيئه والاستدامة .
وتحدثت اندرسون بشكل خاص عن افريقيا وتاثير التغيرات المناخية عليها وضرورة دعم الدول الافريقيه و الدول الناميه وقال فى ختام كلمتها كوكب واحد وانسانيه واحدة .
كما شهد الاحتفال بيوم البيئة العالمى ٢٠٢٢بالعاصمه السويدية ستوكهولم، الحوار بين مجموعة من الشباب من داخل وخارج السويد وتركزت أسئلة الشباب عن مايمكن ان يقوموا به وضرورة التوعية فى المدارس والجامعات، كما تم إقامة حوار مع عدد من الجمعيات الأهلية النشطة بيئيا ذات التجارب الملهمه عالميت ومنها تجربة مؤسسة terraformation في مجال استعادك الغابات وهناك ايضا مؤسسة sustainability micro learning وغيرها .
كما تنظيم مائده مستديره بمشاركة عدد من اشهر الطباخات والموضوع هو عدم هدر الغذاء وتقليل استهلاك البلاستيك .
ولعل مؤتمر «ستوكهولم +50»، الذي استضافته دولة السويد وتم الاحتفال باليوم العالمى للبيئة به، يمثل ذكرى كذلك عن مرور نصف قرن على مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية، أحد أبرز الفعاليات التي أعادت للأذهان قصة تأ سيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ودور العالم المصري الراحل، الدكتور مصطفى كمال طلبة، في تأسيس برنامج «يونيب»، الذي يقود العمل البيئي على الصعيد العالمي.
وشارك الدكتور طلبة في مؤتمر ستوكهولم ممثلاً لمصر، حيث كان يتولى آنذاك رئاسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وتم اختياره من قبل الدول العربية والأفريقية ليكون متحدثاً باسمها، قبل أن يتم انتخابه نائباً لرئيس المؤتمر، ليبدأ مشواره نحو تحقيق الحلم الذي طالما راوده لإنقاذ كوكب الأرض وتحسين نوعية حياة البشر، عبر إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، جنباً إلى جنب مع رجل الأعمال والدبلوماسي الكندي، موريس سترونج، الذي أصبح أول مديراً تنفيذياً لبرنامج «يونيب».
حيث سعى الدكتور مصطفى كمال طلبة، في إطار جهوده لتحقيق هذا الحلم، إلى العمل على تحويل العمل البيئي من مجرد شعارات وأمنيات، عبر عنها المشاركون في مؤتمر ستوكهولم للبيئة البشرية، إلى معاهدات واتفاقيات دولية
كما يُعد أول من أطلق مفهوم «دبلوماسية البيئة»، الذي اعتمده أسلوباً لحل المسائل الخلافية العالقة بين الدول النامية والصناعية، من خلال صياغات توافقية تلقى قبولاً من كلا الجانبين.
وكان من أبرز توصيات مؤتمر ستوكهولم إنشاء منظمة أو كيان ما، يتبع الأمم المتحدة، لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر، وبالفعل تم إطلاق برنامج «يونيب» بداية عام 1973، وطلب سترونج من الدكتور طلبة، بشكل شخصي، قبول ترشيحه كنائب للمدير التنفيذي، مؤكداً أنه يحتاج «شخصاً قادراً علمياً، ومقبولاً من الدول النامية» ليكون إلى جانبه، وبالفعل قدم الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت، كورت فالدهايم، طلباً إلى الحكومة المصرية للحصول على موافقتها لتعيين الدكتور طلبة نائباً للمدير التنفيذي للمنظمة الوليدة.