في منتصف الشهر الجاري، وتحديدا في 17 يونيو 2022 تنتهي المدة المحددة للجنة المؤقتة القائمة بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية برئاسة الإخواني مصطفى طلبة، والتي أعلنتها في منتصف ديسمبر الماضي جبهة إسطنبول بقيادة الإخواني محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة.
ولم تنجح اللجنة المؤقتة في عزل أحد أطراف الصراع، أو حتى رأب الصدع والانقسام الكبير الذي بات متداولا في وسائل الإعلام، مع استمرار الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع جبهة إسطنبول وجبهة لندن التي يقودها الإخواني إبراهيم منير.
وقال الدكتور جاسم محمد، مدير المركز الأوروبى لدراسات ومكافحة الإرهاب، إن الانقسام القائم حاليا بين جبهة لندن وجبهة أنقرة انقسام حقيقى، وفى تصورى هو انقسام عمودى وأفقى لم يشهده التنظيم منذ عقود، وبلا شك هو مؤثر على تماسك التنظيم، فالخلافات عندما تصل إلى حد وسائل الإعلام والقنوات العلنية يعنى أن هناك كسر عظام بين الأطراف داخل الجماعة.
وأضاف: «تتزايد حدة الانقسامات وتبادل الاتهامات بسبب ضعف التنظيم، وقد أصابه الضعف نتيجة الضربات العدة التى وجهتها له الدولة المصرية ما بعد العام ٢٠١٣، ويبدو أن هناك خلافات كبيرة بشأن السيطرة على الثروات، خاصة وأنه يمتلك ثروات طائلة مقسمة بين اسطنبول ولندن، وأعتقد أن حدة الاتهامات تتزايد بسبب الرغبة فى السيطرة على ثروات التنظيم».
وحذر رئيس المركز من عودة جماعة الإخوان فى شكل تنظيمات مصغرة وأفرع عديدة تمارس مهامها بعيدًا عن المركزية المتصارعة.
يذكر أن جماعة الإخوان الإرهابية شهدت عبر تاريخها الممتد لأكثر من تسعة عقود ماضية، العديد من الظواهر والتحولات الحاسمة، وفي هذه المرة تشهد الجماعة تحولا لمركز القيادة للمرة الأولى من القاهرة إلى عواصم ومدن أجنبية مثل لندن وإسطنبول، ما طرح العديد من الأسئلة حول مستقبل الجماعة وتأثيرها لجانها وتنظيماتها المصغرة في العديد من الدول العربية.