الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"خرج يلعب مرجعش".. حكاية قتل الطفل اليتيم على يد شيطان الشرقية

المجني عليه_ والمتهم
المجني عليه_ والمتهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ظهر يوم الثلاثاء الماضي، فوجئ أهالي قرية طاروط بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، بسؤال خرج من سيدة أرملة تقطن بذات القرية، محدثه إياهم "ماحدش شاف أحمد ابني يا أولاد؟ أحمد اختفي.. يا رب استر يا رب.. يا ترى أنتِ فين يا أحمد؟"، لكن لم تكن هناك إجابة شافية، فأقصى ما حصلت عليه كان سؤال من أحد الجيران " ليكم قرايب في مكان هنا جايز يكون راح لهم".

حالة من الفزع والرعب الشديد انتابت قاطني القرية عقب اختفاء الطفل "أحمد يوسف " في ظروف غامضة، تبدلت معها أرجاء القرية والتي تجمع على إثرها الأهالي من كل حدب وصوب لمساعدة الجاره التي اختفي طفلها الصغير للتو، وسط حيرة حول سبب الاختفاء المفاجئ للطفل صاحب ال ١٠ سنوات، من الشارع دون معرفة أي شيء عنه سوى أنه خرج للهو مع الاطفال، لتبدأ رحلة البحث للوصول لطرف خيط يقودهم نحو كشف لغز الدقائق والساعات التي مرت على غيابه، حتى عثر مجموعة شباب من قريته على جثمانه بمياه ترعة طاروط جثة هامدة، ليختفي سؤال "أين هو؟"، وتبدأ أسئلة أخرى في الظهور وتنتظر من يجيب عنها.

خلال دقائق تبدلت الأجواء داخل القرية 180 درجة، فلا حديث ولا أمر يشغل بال الجميع هنا سوي قصة الطفل اليتيم الذي عثر علي جثته، ووجود شبهة جنائية في الوفاة، فالكل منتظر ما ستعلن عن الساعات القادمة من مفاجآت في مسلسل قتل المجني عليه، إلا ذلك الشاب العشريني، الذي يقيم في قرية مجاورة لهم ، والمتواجد معهم من البداية منذ اختفاء الطفل، فهو الشخص الوحيد الذي يعلم ما سيدور في أحداث الحلقة الاخيرة، عقب الكشف عن جريمته.


بداية الإجابة عن الأسئلة الصعبة، جاءت من خلال جهود رجال المباحث، بعد تفريغ كاميرات المراقبة، حيث نجحت في  تحديد هوية المتهم، حيث وثقت آخر مشاهدة للطفل يستقل دراجة هوائية، أمام شاب فى العشرينات من قرية كفر جمعة، وبتتبع خط السير تبين عودة الشاب بدون الطفل.

وقامت الأجهزة الأمنية بالقبض على الشاب المشتبه فيه، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته للنيابة العامة بمركز الزقازيق التى صرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

وخلال التحقيقات اعترف المتهم، بأنه قام بتوثيق الطفل والإعتداء عليه ثم قتله ولاذ بالفرار.

فيما شيع المئات من أهالى القرية والقرى المجاورة جثمان الطفل فى جنازة كبيرة خرجت من مسجد أبو السعود بالقرية، وسط حزن شديد فى المصاب الجلل الذى شهدته القرية، ليسدل الستار علي واحده من ابشع الجرائم التي هزت قلوب أهالي محافظة الشرقية خلال الساعات القليلة الماضية