شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الأول لزيادة التعاون المشترك مع الدول الأفريقية في الرعاية الصحية ونقل الخبرات العلمية المصرية لهم في إدارة وتجهيز المستشفيات وتقديم خدمات التمريض وعرض إمكانيات الشركات الطبية المصرية من أجهزة متطورة لتجهيز المستشفيات ومراكز التحليل والاشعة لديهم.
كما تفقد الرئيس السيسي المعرض حيث أن المؤتمر الطبي الأفريقي الأول يتم تنظيمه بمشاركة أكثر من 400 عضو من غرفة الرعاية الصحية وعدد من الشركات العالمية والمحلية تعمل في مختلف خدمات القطاع الطبي على رأسهم الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية واتحاد المستشفيات العربية وعدد من ممثلي وزارة الصحة الأفريقية.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر لم تدخل فى صراع مع الأشقاء الأفارقة لزيادة حصتها من مياه النيل على مدار السنوات الماضية رغم زيادة عدد سكانها من 4 مليون مواطن إلى أكثر من 100 مليون نسمة وأن الدولة المصرية تنفذ العديد من البرامج لتعظيم الاستفادة واستخدام كل نقطة مياه وفقا للمعايير العالمية.
وأعلن الرئيس السيسى عن مبادرة مصرية لتقديم 30 مليون جرعة تطعيم ضد فيروس كورونا للأشقاء الأفارقة وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقى.
وتقدم الرئيس السيسى بخالص التحية والتقدير والاحترام للدكتور هارفى جيمس أولتر الحاصل على جائزة نوبل ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى وذلك تقديرا لجهوده العلمية وخدمة البشرية وأكد الرئيس أن جهود العلماء الأجلاء مقدرة جدا على المستوى الإنسانى والأخلاقى.
وقال الرئيس أنه كان يرى على المستوى الشخصى أن هذا المرض مؤلم للغاية وكان يعانى منه ملايين المصريين ولكن التجربة أثبتت أنه بالإرادة والأمل سيكون هناك إنجاز
وأضاف الرئيس: كنت زمان بقول محدش قادر مننا يكتشف مرض فيروس سى وعلاج ليه وربنا سبحانه وتعالى خلانى أعيش وأشوف المرض والعلاج والحمد لله قدرت أساهم مع أبناء بلدى لإنهاء المرض فى مصر
وتابع الرئيس أن قلة الموارد لا يمكن أن تكون عائقا أمام تحقيق الأهداف مشيرا إلى إجراء الفحص الشامل لمرضى فيروس سى فى مصر وإطلاقه على المستوى القومى ليصبح ذلك تجربة مصرية لعلاج ملايين المصابين من المرض.
وقال الرئيس لقد جلسنا مع شركات الأدوية الأمريكية المصنعة لعلاج فيروس سى لبحث المساهمة فى توفير العلاج بتكلفة مالية مناسبة لملايين من المصابين فى مصر وكانت التكلفة تقدر بحوالى 10 آلاف دولار للفرد ولكننا حصلنا عليه بتكلفة أقل بكثير مقدما لهم الشكر والتقدير على دعم جهود مصر فى علاج ملايين المصابين كما رحب السيسى بممثلى كبرى شركات الأدوية الامريكية المشاركة فى المعرض والمؤتمر الطبى الأفريقى.
وقال الرئيس أن إفريقيا سوق واعد وكبير، حيث يبلغ عدد سكان القارة مليار و300 مليون نسمة وسيصل هذا العدد إلى 2.5 مليار مواطن بحلول عام 2050.
وأكد السيسى أن مصر دولة إفريقية كغيرها من دول القارة مواردها وقدراتها ليست كبيرة وعدد سكانها ليس بالقليل يبلغ أكثر من 100 مليون نسمة مؤكدا استعداد مصر بالتعاون مع دول القارة فى كل المجالات المتعلقة بالقطاع الطبى سواء فيما يتعلق بالتعليم أو التدريب أو العلاج أو التأهيل
وقال الرئيس السيسي أن القدرات الموجودة فى مصر متاحة للأشقاء الأفارقة مؤكدا استعداد مصر لرفع المعاناة عن كل الاشقاء بالقارة أو خارجها فى كافة المجالات حتى فيما يتعلق بصناعة الدواء واللقاحات.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه إذا كانت الأزمة عالمية فستبقى إفريقيا وحدها فى المواجهة وأن أفريقيا لديها موارد هائلة فى كافة المجالات بدءا من الموارد البشرية وصولا إلى مختلف الموارد الأخرى وأن المستقبل للقارة الأفريقية حيث أن 60 إلى 65٪ من سكانها من فئة الشباب
وأوضح الرئيس أن قدرات مصر الاقتصادية لا تتيح تقديم خدمة طبية بالمعايير العالمية لأكثر من 100 مليون مواطن بسهولة مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى رزق مصر بالأفكار لحل المشكلات والتحديات الطبية التى تواجهها
وقال إن الأزمة التى تواجه الدولة فى أى مجال دائما هى قلة الموارد وشح الأموال المخصصة لمواجهتها وأنه فى مصر لم نتوقف ولم نحبط ومفيش عقبة أو تحدى يقف أمام إرادة لا تلين من أجل تجاوز هذا التحدى مؤكدا أن الشركات العملاقة لم تنجح بالأمانى ولكن بالعمل والإصرار والإرادة والجهد.
ووقال الرئيس أنه فى مصر تم حل الكثير من تحديات ومشكلات القطاع الطبى بالمبادرات التى أطلقتها وعلى رأسها مبادرة 100 مليون صحة وعلاج فيروس سى وقوائم الانتظار وان قوائم الانتظار ليست علاجا طبيا عاديا ولكنها عمليات جراحية كبرى فى تخصصات دقيقة مثل المخ والاعصاب والقلب.
وأكد الرئيس أن ما حققته مصر فيما يخص تقليل قوائم الانتظار خلال الـ 3 سنوات الأخيرة لم تحققه دول أكثر قدرة اقتصادية عن مصر وأن اجراء حوالى 1.3 مليون عملية جراحية من قوائم الانتظار بلغت تكلفة الواحدة منها ما بين 100 ألف جنيه وحتى 400 ألف جنيه.
وأشار الرئيس إلى أن القائم بأعمال وزير الصحة والسكان وجه بسرعة العمل على تقليل مدة انتظار المرضى لأقل من 3 أسابيع قائلا: مش عايزين مريض يتألم ويعانى فى بيته فترة طويلة ولازم العمليات تتم بأسرع وقت ممكن
كما أكد الرئيس أن الدولة المصرية تستهدف الانتهاء من منظومة التأمين الصحى الشامل لكل المصريين خلال 10 سنوات، مشيرا إلى أن أول عرض للمشروع عليه كان يستهدف الانتهاء من المنظومة خلال 15 الى 20 عاما مؤكدا أنه رفض تأجيل الانتهاء من تقديم خدمة طبية شاملة ذات شأن للمواطنين بعد كل هذه المدة.
وقال أنه تم إطلاق البرنامج فى 5 محافظات وسيكون هناك تأمين صحى شامل لكل المصريين خلال 10 سنوات وأن عدد السكان فى مصر يزيد بمعدل 2 مليون نسمة كل عام، ويحتاج هذا العدد سنويا حوالى 4 آلاف سرير بتكلفة تبلغ 2.5 مليار دولار.
واضاف :مش بنخاف ولا بنحبط من التحديات.. وهنفضل نشتغل ونشتغل ونتحدى التحدى" مؤكدا أنه رغم الموارد المحدودة إلا أن مصر ستظل تعمل وتتحدى التحدى حتى تتغلب عليها إن شاء الله
كما أكد الرئيس السيسى أن حصة مصر من المياه 55 مليار متر مكعب سنويا ولم تتغير على مدار العقود الماضية عندما كان عدد سكان المصريين 3 إلى 4 مليون نسمة وحتى الآن عندما بلغ عدد السكان 104 مليون نسمة مشيرا إلى أن مصر بالرغم من ذلك لم تدخل فى صراع مع الأشقاء لزيادة حصتها من المياه، موضحا أن مصر ركزت على تعظيم كل الموارد المائية المخصصة
وقال الرئيس السيسي ان التحدى هو فرصة وأوعى تعتبره عائق والتحدى فرصة للتغلب عليه وأن الدولة المصرية وضعت برامج لمعالجة المياه معالجة ثلاثية متطورة، مشيرا إلى أن البرامج التى تم تنفيذها فى مصر فى هذا المجال حتى تسمح لحصول كل مواطن فى مصر على المياه والاستفادة من كل نقطة مياه وذلك طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية ما سيجعل مصر أول أو ثانى دولة فى العالم تعظم وتستفيد من معالجات وتحلية المياه لصالح شعبها.
وأوضح الرئيس السيسى إلى أن إفريقيا قادرة على مواجهة أى تحدى بالتكاتف والاخلاص معا لتجاوزه، مشيرا إلى أنه عندما ذكر سابقا أن الاستقرار والأمن حق من حقوق الإنسان لم يستوعبه الكثير وخاصة الدول المتقدمة، موضحا أنه فى حالة عدم وجود استقرار وأمن فى أى دولة فلن يكون هناك تواجد لشركات تضخ استثماراتها خوفا من تدميرها أو تخريبها وستظل هذه الدولة داخل دائرة من الأزمات التى لا تنتهى ويظل شعبها يعانى، مشددا على أن أول خطوة فى بناء التنمية الحقيقية هى الاستقرار والآمن وفى حالة انعدامها تكون فرص النجاح معدومة.
وقال الرئيس السيسى أن تجربة مصر فى هيئة الشراء الموحد استفادت منها كثيرا وساهمت فى توفير كل المستلزمات الطبية التى تحتاجها الدولة سواء من السوق المحلى أو تستوردها من الخارج مشيرا إلى أنه فى حال تكرار تلك التجربة فى كل المجالات التى تستوردها الدولة من الخارج سيكون العائد من هذا العمل المؤسسى وتوفير الأدوية والمستلزمات والأجهزة والمعدات سنحقق أفضل النتائج.
ولفت الرئيس السيسى إلى أنه إذا استطعنا فى القارة الأفريقية تنفيذ التجربة المصرية فى هيئة الشراء الموحد ستقل تكلفة العلاج ما بين 30 إلى 50٪ عن شراءها بشكل فردى.