"موسم تأهُّب"، هذا ما يدور داخل البيوت المصرية خلال الفترة الحالية؛ بسبب "الثانوية العامة" التي تنطلق اختباراتها للعام الثاني على التوالي بنظام البابل شيت، بالأسبوع الأخير من الشهر الحالي وستُصحَّح إلكترونيًّا.
العد التنازلي لموعد الامتحان هو ما يَدفع أولياء الأمور، بطرح كثير من الأسئلة، وكذا حالة الترقُّب للامتحان ومخاوف من صعوبته؛ لأن جميع أولياء الأمور يتمنون أن تأتي محاور الأسئلة كما يطلبون أو كما يتوقعون من دون اختلافات محتملة أو تدرج في صعوبة الأسئلة. هذا الحال يَضع الطالب تحت ضغط شديد؛ لأن أفكار الغالبية بُنيت على سيستم الدروس الخصوصية، والمراجعات الخارجية، التي لم تنتهِ بعدُ، رغم محاولات التصدي لها رسميًّا، فضلًا عن شكاوى الآباء والأمهات من أسعارها وانتشارها، ومع ذلك يلجئون إليها.
التركيز على محاور معينة، وموضوعات محددة جعلت الكثيرين يتجاهلون تعليمات ومنصات الوزارة التي أتاحت لهم فرصة التدريب من خلالها، الأزمة الأكبر هنا في طريقة إرساء فكرة أن الطلبة جميعهم بنفس المستوى، وسط الزحام الذي يراه الجميع في الدروس الخصوصية والسناتر التعليمية، وأن لديهم نفس المهارات، ومن ثَمَّ وجود أي عنصر مفاجئ أو أسئلة تُخاطب المهارات العليا أو حتى الطالب المتوسط الذي تعوَّد على الحفظ، تكون في بعض الأحيان غير مألوفة.
الحقيقة أن الوزارة بذلت حتى الآن مجهودًا مكثفًا لطمأنة الطلاب وأولياء الأمور، واستجاب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي لمطالبهم، وتوفير مجلدات مفاهيم لطباعتها، والتدريب عليها قبل الامتحان، ونالتْ رضاء الكثيرين.
بديل الكتاب «أوبن بوك»، فضلًا عن إتاحتها للتدريب عليها قبل الامتحانات بشهر تقريبًا، وأوفى وزير التعليم وَعده حينما أعلن عن إتاحة ذلك.
كما نشر الوزير نصائح وتعليمات عبر صفحته الرسمية أوضح خلالها آلية التعامل مع الامتحان بشكل مُبسَّط.
وأتاحت الوزارة فيديو توضيحيًّا لطريقة أداء الطلاب الامتحان بنظام البابل شيت للتسهيل على الطلاب.
الأمر هذا العام أقل انزعاجًا ربما أن هناك تفاصيل وضحت عمليًّا عقب تجربة العام الماضي ومتابعة الطلاب بشكل أكثر، فضلًا أن طريقة أداء الامتحان بالبابل شيت كانت متوقعة بنسبة عالية على عكس دفعة 2021.
لقد سعى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، لتذليل العقبات، ويتابع كل الأمور المتعلقة بمنظومة الامتحانات بنفسه لتلاشي أي عوائق أو تحسبًا لحدوث أي مشكلة من المشكلات التي اشتكى منها الطلاب العام الماضي؛ لذلك الأمر الآن في يد الطالب "تنظيم الوقت، والمذاكرة، وترك الهاتف المحمول، الاستذكار للفهم لتحقيق النتائج مع نظام الامتحان الجديد، ومشاهدة المراجعات التي أتاحتها الوزارة عبر قنواتها على يوتيوب ومنصة حصص مصر، مراجعة المعلومات أولًا بأول".
ويأتي الدور الأكبر والمهم لوزارة التربية والتعليم لمنع الغش تمامًا، والتعامل مع التصحيح الإلكتروني بدقة، وضرورة تجاوز أي خطأ يصل بالطلاب إلى ما حدث العام الماضي بداية من تقديم آلاف التظلمات، ورفع القضايا، إلى الاحتجاج والأمر الأخير مرفوض بالطبع.
ومطلوب أيضًا أن يكف المهتمون بالثانوية العامة -لأي سبب كان- عن الصياح من أجل «الشو»، في أمور لن تجدي شيئًا الآن.
ونتمنى أن القرارات التي يقرها الوزير، وترتبط بالسنة المصيرية، مثل الثانوية العامة، تكون من بداية العام الدراسي، وبوضوح؛ لحسم الجدل ووقف الشائعات.
أخيرًا: نتمنى أن تسير الفترة الحالية والمقبلة بهدوء.. ويكون التوفيق حليف جميع الطلاب ويحققون ما يتمنون.