إعادة بناء الجيش المصرى.. وخطة عبدالمنعم رياض «الأعماق الثلاثة» لحماية مصر من طيران العدو
معركة رأس العش أول انتصار مصرى بعد الهزيمة.. وإسقاط طائرتين حربيتين إسرائيليتين
«حرب الاستنزاف» بدأت شرق قناة السويس.. ومصر نقلت المعارك إلى مواقع العدو فى عقر داره
إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» أول عملية فى التاريخ العسكرى التى يتمكن فيها زورق صواريخ صغيرة من إغراق مدمرة
العملية «27 رجب» أسقطت طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز» وقتلت نخبة علماء عسكريين إسرائيليين
في مساء 9 يونيو 1967، وهو اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن، خرج الرئيس جمال عبدالناصر على الشعب المصري والعربي، ليُعلن عن مسئوليته الكاملة عن وقوع الهزيمة وتنحيه عن رئاسة الجمهورية.
قال «عبدالناصر» في خطابه؛ «أقول لكم بصدق، وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي في الأزمة، فإنني على استعداد لتحمل المسئولية كلها، ولقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدوني عليه.. لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي، وأي دور سياسي وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر».
لكن خطاب تنحي «عبدالناصر» كان الدافع لخروج ملايين المصريين في الشوارع، في اليوم التالي للبيان، رفضًا للهزيمة والاستسلام، ورغبةً على الاستمرار في الكفاح ضد العدو الإسرائيلي، من أجل إزالة آثار العدوان والانتصار.
وأمام رغبة الجماهير، تراجع «عبدالناصر» عن التنحي، في اليوم التالي من إعلانه، واستمر في منصبه. وبدأ أولى خطوات رحلة استعادة الأرض؛ بتعيين الفريق أول محمد فوزي قائدًا عامًا للقوات المسلحة، والفريق عبدالمنعم رياض رئيسًا للأركان، وإعادة تسليح الجيش، لتنطلق في مارس ١٩٦٩ حرب الاستنزاف.
خطة الأعماق الثلاثة
كانت خطة «الأعماق الثلاثة» أولى خطوات استعادة الأرض من العدو، فبعد عدة أيام من تعيين عبد المنعم رياض رئيسًا لأركان الجيش، استقبله الرئيس عبد الناصر في منزله بعد عودته من قيادة الجبهة في الأردن، واستمع منه لخطة «الأعماق الثلاثة» في حضور القائد العام الجديد للقوات المسلحة، الفريق أول محمد فوزي.
قسمت خطة الفريق، سماء مصر إلى ٣ أعماق، الأولى «منطقة الصعيد الأعلى» التي تمتد من جنوب أسوان حتى جنوب القاهرة، والثانية «القاهرة وشمالها» وتشمل الدلتا حتى الساحل الشمالي، والثالثة «منطقة قناة السويس وطول الشاطئ الموازي للبحر الأحمر».
وهدفت الخطة، إلى دفع كتائب الصواريخ وبطاريات الدفاع الجوي إلى الأعماق الثلاثة لحماية سماء مصر، على أن تكون البداية من المنطقة الأولى. كما عزز الفريق محمد فوزي مقترح رئيس أركان الجيش، بضرورة توفير شبكة رادار قوية ومُتعددة المهام والقدرات.
وفي أواخر الشهر نفسه، حقق الفريق عبد المنعم رياض انتصارًا عسكريًا في معركة رأس العش، حينما منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد. وتوالت الانتصارات بإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية بين عامي ١٩٦٧ و١٩٦٨، بالإضافة لتدمير حوالي ٦٠٪ من تحصينات خط برليف.
توفير السلاح
كانت هزيمة يونيو ١٩٦٧ حجر الأساس في مرحلة إعادة تنظيم، وتدريب، وتسليح الجيش المصري. ولعل أبرز لحظات تسليح الجيش وإعداده عسكريًا، حين وصل القاهرة الرئيس السوفيتي «نيكولاي بودجورني»، لبحث المطالب من الأسلحة والمعدات لإعادة بناء الجيش، وتنظيم قواته، ورفع كفاءتها القتالية.
ثم خاض الجندي المصري حروب الاستنزاف بـ«عمليات استثنائية» كبد فيها العدو الإسرئيلي خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات. ولإيقاف حرب الاستنزاف، بدأت إسرائيل مُنذ منتصف عام ١٩٦٩، في استخدام أحدث أسلحة الجو العالمية، ذات القدرات القتالية المتقدمة، لاستهداف العمق المصري، خاصة الأهداف المدنية والاقتصادية.
ولخطورة الموقف، وصل الرئيس جمال عبد الناصر، في يناير ١٩٧٠، إلى موسكو، وكان في استقباله زعيم الاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف، ووزير الدفاع المارشال غريتشكو.
استمرت الزيارة لمدة ٤ أيام، عُقد خلالها مباحثات سرية بين «عبد الناصر» و«بريجنيف"» من أجل الحصول على موافقة الاتحاد السوفيتي بـتزويد مصر بأحدث أسلحة الدفاع الجوي.
ورغم اعتراض، ثم ممالطة، الجانب السوفيتي في تحقيق طلب «عبد الناصر» إلا أن الزيارة أثمرت عن موافق السوفييت على تسليح قوات الدفاع الجوي المصري بصواريخ «سام ٣»، وإرسالها بأطقم سوفيتية، كما تسلمت مصر لاحقًا؛ طائرات ميج ٢٣ للطيران الليلي، وطائرات الميج ٢٤ لتدريب الطيارين المصريين عليها.
عمليات «إيلات الثلاث»
رغم أن «حرب الاستنزاف» بين القوات المصرية والعدو الإسرائيلي بدأت شرق قناة السويس في الجزء المُحتل من الأراضي المصرية، إلا أنه بعد فترة نقلت مصر المعارك إلى مواقع العدو نفسه، في عقر داره.
ومن بين تلك المعارك، غارات مصر على أسطول وميناء إيلات الإسرائيلي، التي بدأت بعد أشهر قليلة من النكسة. ففي أكتوبر ١٩٦٧، أغرقت القوات البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية «إيلات» في عملية عسكرية بحرية هي الأولى في التاريخ العسكري التي يتمكن فيها زورق صواريخ صغير من إغراق مدمرة كبيرة كـ«إيلات».
لكن في بداية سنة ١٩٦٩، تسلمت إسرائيل من أمريكا، ناقلتين بحريتين، الأولى «بيت شيفع» التي تحمل ٧ مدرعات برمائية، والثانية ناقلة الجنود «بات يام». واستخدم العدو الناقلتين، في شن عمليات عسكرية على السواحل الشرقية لمصر، لأسر رهائن ونهب معدات. وما كان من الجانب المصري إلا استهداف السفن الإسرائيلية وتدميرها.
وفي نوفمبر ١٩٦٩، بدأت أولى عمليات إيلات الثلاث، التي دمرت فيها القوات البحرية المصرية السفينتين الإسرائيليتين هيدروما ودهاليا.
ثم جاءت العملية الثانية، في ٥ فبراير ١٩٧٠، حين تشكلت مجموعتان من الضفادع البشرية، واحدة فيها الملازم أول بحري عمر البتانوني، والعريف بحري علي أبوريشة، ومهمتها تدمير السفينة الحربية الإسرائيلية «بيت شيفع». والثانية فيها الملازم أول بحري رامي عبدالعزيز، والرقيب فتحي محمد أحمد، وهدفها تدمير السفينة الحربية «بيت يام».
تحركت الضفادع البشرية، بمعداتهم وألغامهم، من الإسكندرية إلى العراق، ومنها إلى ميناء العقبة بالأردن. وانطلق الأبطال المصريون في الماء نحو ميناء إيلات على مسافة ٤ كيلومترات. وفي الطريق، منع نفاد الأكسجين الرقيب فتحي محمد من استكمال مهمته، وتولى الملازم أول "رامي عبد العزيز" تنفيذ مهمة المجموعة الثانية بمفرده.
وقبل منتصف الليل، تعرف جنود القوات البحرية على أهدافهم. وضع رامي عبد العزيز اللغم في مصافي الماكينات الرئيسية للسفينة«بات يام». وثبت البتانوني وأبوريشة ألغامهما أسفل السفينة «بيت شيفع». ثم عادوا إلى نقطة انطلاقهم خارج الميناء. وبعد مرور ساعتين، وقع انفجار شديد، وحدثت خسائر فادحة، وشاهد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشى ديان، آثار انفجار السفينتين، وانقلاب «بات يام» رأسًا على عقب.
العملية ٢٧ رجب
كما شهدت فترة حرب الاستنزاف، إحدى أهم العمليات النوعية للجيش المصري، حين نفذ الدفاع الجوي المصري، في ١٧ سبتمبر ١٩٧١، العملية المعروفة باسم "٢٧ رجب" وهي التي أسقط فيها؛ طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز»، ما أدى لمقتل نخبة علماء عسكريين إسرائيليين.
كانت طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز»، قد أقلعت وعلى متنها ٨ أفراد من نخبة علماء الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، لتصوير الجبهة المصرية في منطقة قناة السويس، وجمع معلومات استخباراتية عن مواقع بطاريات صواريخ أرض-جو المصرية. وما هي إلا ٤٠ دقيقة مرت على إقلاعها، حتى نفذ الدفاع الجوي المصري خطة مُحكمة، سبقها رصد تحركات، للإقلاع بأحدث طائرات العدو الإسرائيلي في الاستطلاع «الطائرة ستراتوكوز».
أطلق الدفاع الجوي المصري، صاروخين من نوع «سام-٢» باتجاه الطائرة، التي كانت على بعد ٢٢ كيلومترا شرق قناة السويس، بارتفاع ٢٨ ألف قدم عن الأرض. سقطت الطائرة التي كانت من أغلى ما تمتلك إسرائيل. وقُتل ٧ من طاقمها في الانفجار، وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي، في اليوم نفسه، عن إسقاط أغلى وسائل الحرب الالكترونية في إسرائيل «الطائرة ستراتوكروز» على يد دفاع مصر الجوي. وسُميت العملية بتاريخ القيام بها «٢٧ رجب» الموافق لذكرى رحلة الإسراء والمعراج.
معجزة العبور العظيم
توج المصريون كفاحهم بعد نكسة ١٩٦٧ بواحدة من أهم الانتصارات العسكرية في العصر الحديث، ففي ٦ أكتوبر ١٩٧٣، اجتاز الجندي المصري خط بارليف المنيع، في ٦ ساعات، وعبر إلى الضفة الشرقية من قناة السويس، مدمرًا لمواقع العدو الإسرئيلي، وهادمًا لأسطورة؛ «الجيش الذي لا يقهر».
فبعدما قضت إسرائيل السنوات اللاحقة لحرب يونيو ١٩٦٧ في إنفاق مبالغ طائلة لتحصين مراكزها في شبه جزيرة سيناء المُحتلة. وأنشأت سدًا ترابيًا على طول الضفة الشرقية بارتفاع يصل لـ٢٠ مترًا أحيانًا لمنع عبور أي مركبة برمائية من القناة إلى الضفة الشرقية. كما بنت خطًا دفاعيًا «خط برليف» على طول السد الترابي، مكوّنا من ٣٥ حصنا، تتحمل قصف المدفعية، وتحيط بها ألغام بإمكانها غمر القناة بالنيران الكثيفة لمنع أي عبور.
وعلى الجانب المصري، كانت هزيمة ١٩٦٧ بداية؛ لإعادة تنظيم، وتدريب، وتسليح الجيش. ولأكثر من ٣ سنوات، خاض الجندي المصري حرب الاستنزاف، وقام فيها بعمليات استثنائية كبدت العدو خسائر فادحة في الأفراد والمعدات. وأوهمت مصر العدو، بأنه لا نية لشن هجوم لاسترداد الأرض من خلال؛ خطة خداع استراتيجي مُحكمة، نفذتها القوات المسلحة، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، لكن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
ففي الساعة الثانية من السادس من أكتوبر ١٩٧٣، والموافق العاشر من رمضان، عبرت (٢٢٢) طائرة مقاتلة مصرية شرق القناة، ونجحت بنسبة ٩٥٪ في القضاء على محطات تشويش العدو، وراداراته، وبطاريات دفاعه الجوي، وتجمعات أفراده ومدرعاته ودباباته ومدفعيته ومخازن ذخيرته، فضلًا عن؛ استهداف النقاط الحصينة في خط بارليف. فيما قصفت المدفعية المصرية التحصينات الإسرائيلية بشكل مكثف تمهيدًا لعبور المشاة.
٦ ساعات، كانت كافية للجندي المصري، في أن ينهي أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر"، حيث تمكن سلاحا المهندسين والصاعقة المصرية من اختراق خط بارليف المنيع، وفتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع، ثم توغل ٦٠ ألف جندي من المشاة، بالدبابات والمدرعات، حوالي ٢٠ كيلومترا شرق قناة السويس. وأصبح عبور المصريين، في ٦ أكتوبر ١٩٧٣، مرجعًا أساسيًا لكل الجيوش العالمية الحديثة، ووصفه المؤرخون العسكريون بأنه «معجزة عسكرية مُكتملة الأركان».
كانت القيادة المصرية والسورية، قد خططا معًا لدخول الجولة الرابعة من جولات «الصراع العربي – الإسرائيلي»، بمهاجمة المُحتل على الجبهتين في وقت واحد، لاستعادة شبه جزيرة سيناء، وهضبة الجولان. حدد الجيشان موعد الهجوم في السادس من أكتوبر ١٩٧٣، تزامنًا مع احتفال الإسرائيليين بعيد الغفران اليهودي. وبينما حقق المصريون العبور العظيم، حقق أيضًا السوريون نجاحًا كبيرًا في اليوم الأول من الحرب.
معارك بطولية
وخلال أيام حرب أكتوبر المجيدة، خاض الجندي المصري عدة معارك؛ برية وجوية وبحرية، كانت الغلبة فيها للقوات المصرية، ومن بين أبرز تلك المعارك؛ كانت معركة «عيون موسى» التي اندلعت في ٧ أكتوبر ١٩٧٣، حيث تمكنت الفرقة ١٩ مشاة، بعد معركة عنيفة مع قوات العدو الإسرائيلي استمرت حتى اليوم التالي ٨ أكتوبر، تمكنت من السيطرة على النقطة الحصينة القريبة من آبار عيون موسى، وهي التي أنشأتها قوات الاحتلال بعد حرب ١٩٦٧، واستخدمتها خلال حرب الاستنزاف في قصف السويس بالمدفعية.
المعركة دارت على عمق ٨ إلى ١١ كيلومترا شرق القناة. وبنهايتها تمكنت القوات المصرية من السيطرة على؛ مواقع المدفعية الإسرائيلية عيار ١٥٥ ملليمترا في النقطة الحصينة، ثم تدمير المدافع الـ ٦ الموجودة بها وهي المدافع التي كانت موجهة نحو مدينة السويس وبورفؤاد وخليج السويس، بالإضافة لنسف ٥ دشم بالديناميت.
وفي اليوم نفسه، ٧ أكتوبر، دارت واحدة من أهم معارك حرب أكتوبر، هي معركة "القنطرة شرق"، حيث تمكنت الفرقة ١٨ مشاة، في معركة استمرت حتى اليوم التالي ٨ أكتوبر، من تدمير الحصون الإسرائيلية التي كانت تُعد من أقوى حصون خط بارليف، وذلك بعد أن حاصرت القوات المصرية مدينة القنطرة شرق داخليًا وخارجيًا، ثم دارت المعركة بينها وبين قوات العدو، وانتهت بتحرير المدينة، والاستيلاء على كمية كبيرة من أسلحتها ودباباتها، بالإضافة لأسر ٣٠ جنديا إسرائيليا، كان كُل ما هو تبقى من قوات العدو في المدينة.
«عيون موسى» و«القنطرة شرق» لم تكن المعركتان الوحيدتان اللتان سطرهما الجنود المصريون بدمائهم في سجلات شرف العسكرية المصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، فأبناء الجيش خاضوا معركة «تبة الشجرة» في ٨ أكتوبر، وتمكنوا من الاستيلاء على مركز القيادة الخاصة بالعدو الإسرائيلي فيها. كما تمكنوا في اليوم نفسه من صد هجوم لواء ١٩٠ مدرع الإسرائيلي في معركة «الفردان»، إضافة لانتصارهم على العدو في معركة المزرعة الصينية، فيما أسقطت القوات الجوية المصرية ١٧ طائرة إسرائيلية في معركة المنصورية الجوية.
استرداد كامل الأرض
استعادة سيناء، ملحمة بدأها الجندي المصري بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ التي احتلت إسرائيل على إثرها أرض الفيروز، فخاض حروب الاستنزاف، وكبد فيها المحتل خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود، ثم جاء الانتصار العظيم للعسكرية المصرية، في ٦ أكتوبر ١٩٧٣، بعبورها خط برليف المنيع واستردادها جزءًا مهمًا من الأرض المصرية المحتلة.
وبدأت معها المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، ففي يناير ١٩٧٤ تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة ٣٠ كيلومترا شرق قناة السويس، ثم في سبتمبر ١٩٧٥ تم التوقيع على الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي ٤٥٠٠ كيلو متر من أرض سيناء.
وفي سبتمبر ١٩٧٨ وقع الرئيس السادات، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، اتفاقية كامب ديفيد، برعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي انتهت بتوقيع "معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية" في مارس ١٩٧٩، التي نصت على انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري.
وفي ٢٥ أبريل ١٩٨٢، انسحب المحتل الإسرائيلي من سيناء، بعد ١٥ عاما؛ خاض فيها المصريون الحرب والدبلوماسية، وانتهت برُفع العلم المصري على كامل الأرض. واُعتبر الـ٢٥ من إبريل عيدًا قوميًا لتحرير سيناء.
ورغم قرار الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المصرية إلا أنه نشأ الخلاف حول «طابا» بعدما حاولت إسرائيل أن تظفر بها في آخر لحظة، فخاضت مصر معركة قانونية ودبلوماسية لاستعادتها.
وفي سبتمبر ٬١٩٨٦ وقعت مصر وإسرائيل شروط التحكيم الدولي، وأُحيل النزاع إلى هيئة تحكيم دولية، انتهت بإعلانها، في سبتمبر ١٩٨٨، عودة "طابا" إلى أحضان الوطن، ليُرفع العلم المصري عليها في ١٩ مارس ١٩٨٩.