ليس هناك من بين الكلمات ما يوصف محنة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة كأم، أن تزرع وتنمو ثمرة عمرك أمامك ثم تأت ريح عاصفة فجأة تعصف بتلك الثمرة ومعها قلبك يتأرجح بين الخوف والأمل في النجاة، حينها تنظر إلى السماء وتنتظر النجدة من الله فهذا الاختبار لا يرفعه إلى الله ولا يرد قدره الله سبحانه وتعالى.
عرفتها إنسانة ينبض قلبها للحب لمن حولها، متواضعة ترتسم السعادة على وجهها تصافح وتسامح وتحب وتحسن الاستقبال.
سيدة قوية لا تهزمها الصعاب ولم تكن الدنيا لتنل من عزيمتها سوى بطعنة غادرة في القلب.. فليس هناك من نقطة ضعف لها سوى أن يصيب مكروه ابنها.
غربة ومسافات يمتد فيها الوجع وينشر جراحه على صفحة السماء، ليلة طويلة امتدت ساعاتها.
غلبتها دموعها وهي تقف كمقاتلة في صف وطنها في مرحلة حرجة، تنزف كأم وتأبى ترك مكانها في المعركة.. عقلها هنا وقلبها هناك خلف القضبان.. تدعو وتتضرع وتطع الأمر كله في يد الله، تحسن الظن به وتتقبل قضاءه مؤمنة بأنه ما أصابك ما كان ليخطئك وأنه لا مفر من قدر الله.
في شجاعة عهدناها منها خرجت تعلن أنها في اختبار قاسي وتطلب من محبيها الدعاء، صادقة في مشاعرها وكلماتها لا تخفي وجعها ولا تجمل المأساة.. تتماسك وهي تحمل هما تنوء من حمله الجبال تدركه كل الأمهات المصريات فيدعين لها ويترقبن بزوغ فجر نجاة.
ولأنها صاحبة خلق لاقت تضامنا ومساندة وكأنها بلا أعداء يتصيدون تلك الواقعة فينالوا منها، حتى أولئك الذين كتبوا لها أن تترك مهام عملها وتتفرغ لمحنتها، كتبوا عن حب وتضامنا معها، أشفقوا عليها من ذلك الاختبار الصعب.
لكنها وكما قلت وكما أعرفها وكما يعرفها الجميع وضعت الأمر كله في يد الله، ليفعل ما يريد برضا وإيمان وثبات بأن الله وحده المتصرف في الأمر.
قلوبنا معك يا سيادة الوزيرة.. وندعو الله أن يربت على قلبك ويطمئن روحك ويجعل لك من بعد العسر يسر.
آراء حرة
سيدتي النبيلة.. إن مع العسر يسرًا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق