لكل عاشق وطن، لكن لكل مشجع كرة قدم عشق كبير لناديه، لا يعلمه سوى الشخص ذاته، لذا من الصعب أن تجد عائلة كروية من الجد إلى أصغر حفيد تحب النادى الأهلى بطريقة احترافية ممتزجة بالتضحية من أجل رسم الفرحة على وجه كل فرد منها؛ عندما يحصد الأحمر لقبًا أو يفوز فى مباراة.
خطفت عائلة أهلاوية الأنظار، من خلال رفع لافتة تحمل عبارة مفادها «يختلف العمر والعشق واحد»، فى إشارة إلى تعاقب الأجيال التى ترث حب النادى بالأعمار المختلفة، وكان ذلك فى مباراة الفريق الأول أمام نظيره الجزائرى وفاق سطيف، بذهاب دور نصف النهائى ببطولة دورى أبطال أفريقيا، والتى حسمها المارد الأحمر برباعية نظيفة. «البوابة نيوز» انتقلت إلى محافظة دمياط، لمعرفة أسرار هذه العائلة فى تشجيع الأهلى، وكذا أسرار اللافتات التى يتم رفعها فى المدرجات.
الجد: صممت على تعليم أبنائى وأحفادى نبذ التعصب واحترام المنافس
بدأ الجد عادل عبده سعد الزهار (74 سنة)، الحديث عن أسرار وطقوس تشجيعه للقلعة الحمراء، بأنه يشجع النادى منذ عام 1970، وكان يذهب لمشاهدة المباريات وملامح يديه لم تبدو واضحة بسبب امتلائها بالغراء، حيث كان يعمل نجارًا، وبالرغم من تقدمه فى السن إلا أنه يواصل مؤازرة فريق الكرة من المدرجات، يسافر من دمياط إلى القاهرة فى رحلة تستغرق أكثر من 3 ساعات، لكنه أكد على عدم شعوره بالإرهاق أثناء هذه العملية، حيث تنتابه حالة من السعادة حينما يسافر من أجل مساندة الأحمر، مشيرًا لنسيانه أى تعب عندما يحقق ناديه الفوز فى أى لقاء أو حصد بطولة.
وعن اللافتة التى رفعها مع نجله وحفيده، شدد على فخره بها لرؤية أبنائه وأحفاده يسيرون على نهجه فى حب وتشجيع الأهلى، وتابع بأنه أصر على تعليمهم على نبذ التعصب واحترام جماهير المنافس، حيث إنه كان يشجع الزمالك أمام الرجاء المغربى فى نهائى أفريقيا 2002، باعتباره ممثلًا للكرة المصرية حينذاك.
أما عن الأجيال المختلفة التى لعبت بقميص الشياطين الحمر، لفت «عادل» إلى أن جيل محمود الخطيب هو المفضل بالنسبة له، كما أن الخطيب هو نجمه المميز وأفضل من أنجبت الكرة المصرية لما كان يمتلكه من لمسة مختلفة للكرة، وأضاف بأن أسوأ اللحظات فى حياته بتشجيع الأهلى، هى خسارة نهائى أفريقيا 2007 أمام النجم الساحلى، بينما الأفضل بالنسبة له كانت هدف الفوز على الصفاقسى فى نهائى 2006.
وأردف بأن سر تفوق الأحمر، هو العزيمة والجدية والروح، مضيفًا بأن الأهلى مثل الشمس إذا انظفأت الظلام سيسود، على حد تعبيره.
الأب يحارب التعصب الجماهيرى برسائل الدعم واللافتات الطريفة
أما عن الأب محمود عادل الزهار (32 سنة)، صاحب فكرة اللافتة، فإنه يشجع ناديه منذ 20عامًا ويذهب للاستاد منذ عام 2010، حيث يعتبر سفره لمساندة فريقه رحلة ترفيهية لم يتملك الإرهاق من جسده؛ لأن فرحة الفوز تغطى على ألم، كما يعتبر هدف سيد عبدالحفيظ أمام الترجى التونسى فى نصف نهائى بطولة أفريقيا موسم 2001، علامة فارقة فى حياته الكروية فى تشجيع الأهلى.
وكشف «محمود» سر اللافتة، حيث من كواليسها عندما كان يحجز تذاكر مباراة وفاق سطيف ويضيف ابنه كمرافق فى نظام «تذكرتى»، لاحظ تفاوت الأعمار بينه وبين والده ونجله، فقرر كتابة أعمارهم بالتسلسل الزمنى، مدعمة بعبارة (يختلف العمر والعشق واحد)، يتوسطهم شعار النادى لأن حب الأهلى دائمًا يجمعهم، حسب قوله، كما أشاد الأب بالنظام الجديد لحضور المباريات، مؤكدًا بأنه أفضل طريقة من حيث التنظيم والتفتيش الذى يحمى كل مشجع، كما أن الأمن يحافظ على سلامة المشجعين من أى أعمال شغب، كما تحترم قوات الأمن المتواجدة فى محيط الاستاد، كبار السن بصورة مميزة، تجعل الأسر مطمئنة عند مشاهدة اللقاءات من المدرجات.
وقال «محمود» إنه لن ينسى مباراة المارد الأحمر أمام إنترناسيونال البرازيلى فى كأس العالم للأندية 2006 والتى خسرها الفريق بهدفين مقابل هدف، لذا من أكبر أحلامه رؤية الأهلى يرفع كأس مونديال الأندية، كما يعد هدف محمد مجدى أفشة فى مرمى الزمالك بنهائى أفريقيا 2020 الأفضل له على الإطلاق لأنه له طابع خاص فى ظروف غير طبيعية للبطولة التى أحرزها الفريق.
وتطرق، إلى أن زوجته تغار من حبه للأهلى، حيث دائمًا تقول له: «يا ريتك تحبنى زى ما بتحب الأهلي»، وأنه مستعد للسير على أقدامه وقطع آلاف الكيلومترات لمؤازرة الفريق أينما كان. ولم تكن اللافتة المذكورة أعلاه هى الأولى التى رفعها محمود فى المدرجات، حيث حرص على توجيه رسالة دعم رائعة لأسرة الطفل (أدهم الكيكي) المشجع الزملكاوي ابن دمياط الذى توفاه الله أثناء سفره للقاهرة لتشجيع الأبيض فى إحدى المباريات، وطبع صورة أدهم على قمصان بيضاء وكتب عليها، «فى الجنة يا أدهم»، وكان ذلك فى مباراة الأهلى أمام صن داونز الجنوب أفريقى فى ذهاب ربع النهائى الأفريقى 2020.
وبسبب هذه الرسالة، اتصل به المهندس عدلى القيعى ودعاه لزيارة النادى والتقاط الصور مع الكئوس، كما استضافته قناة الزمالك فى حلقة من أجل نبذ التعصب الجماهيرى مع والد الطفل أدهم. كما صمم بانر خاص للنجم المعتزل عمرو زكى رئيس قطاع الناشئين الحالى بالقلعة البيضاء، لدعمه أثناء فترة مرضه واختفائه عن الأضواء، وكذلك رفع لافتة (أفضل سحور فى رمضان) بمعاونة صديقه المقرب محمود الفناجيلى ابن شقيق الراحل رفعت الفناجيلى، مشددًا على أنه بشكل دائم يحصل على الإذن من قادة الأمن فى الاستاد لرفع هذه اللافتات.
الحفيد يثأر لعدم وصول المنتخب الوطنى للمونديال بالبلاى ستيشن
فيما أطل الحفيد ياسين محمود الزهار، صاحب الـ6 سنوات، بقميص الأهلى، أنه يعشق الحارس والقائد محمد الشناوى لأنه يوجه اللاعبين بصفة دائمة، كما يحب احتفال بيرسى تاو مهاجم الفريق بالأهداف، ومحمد صلاح نجم ليفربول هو أكثر لاعب يحبه حول العالم.
وأكد «ياسين» على أنه يستعد جيدًا لحضور المباريات مع والده وجده، ويشعر بسعادة بالغة عند السفر لمساندة الأهلى، وعن أكثر هتاف يفضله حينما يكون متواجدًا فى المدرجات هو «بالدم بالروح.. أفريقيا مش هتروح».
وأشار إلى منذ تأهل منتخب السنغال على حساب المنتخب الوطنى لنهائيات كأس العالم 2022، إنه يثأر منهم بالفوز عليهم فى مباريات البلاى ستيشن، ويخبر أبيه بالنتائج التى يفوز بها.
محرر «البوابة نيوز» مع العائلة الأهلاوية