مع الضوء الأول للشمس معلنة عن نهار جديد، توجه رجل مسن، يقيم بمركز العياط جنوب محافظة الجيزة، كعادته نحو أرضه لمباشرة أعمال الزراعة، بعد أن ودع أسرته، مغادرًا المنزل على أمل العودة في ساعة القيلولة لأخذ قسط من الراحة وتناول وجبة الغداء، رافعاً أكف الضراعة طوال الطريق للمولى عز وجل، والأمل يحدوه بالحصول على رزق كثير يوفر له متطلبات بيته، لكنه لم يدر أنه كان بمثابة اللقاء الأخير، عقب قيام شخصين من جيرانه بالتعدي عليه بالضرب بفأس، بسبب وجود خلافات سابقة بينهما، ليلقي مصرعه في الحال، فيما لاذا المتهمان بالفرار.
كواليس الجريمة المأساوية بدأت عندما تلقت وحدة مباحث مركز شرطة العياط بمديرية أمن الجيزة، بلاغاً من الأهالي بالعثور على جثة "أحد الأشخاص؛ مقيم بدائرة المركز" بقطعة أرض وبها جرح غائر بالرأس، كما عُثر بالمكان على "فأس" مُدمم.
في غضون دقائق استقل رئيس مباحث المركز عربة الشرطة "بوكس" نحو محل البلاغ، وفور وصوله، عاين الضابط الشاب جثة الضحية، ثم أستمع لاقوال مكتشف الواقعة، والذي روي له كواليس العثور علي الجثة، ليوجهه معاونيه بسماع أقوال أهالي المنطقة وأسرة القتيل، ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها، والوقوف على خلافات بين المجني عليه وآخرين ترتقي لارتكاب الواقعة.
دقائق معدودة كانت كفيلة أن تتبدل الأجواء بنطاق مسرح الجريمة رجال شرطة يطوقون الأرض وفرض كردون أمني ومنع حركة الدخول والخروج ، ومع انتهاء معاينة الأدلة الجنائية وفريق النيابة العامة، تم نقل الجثة إلى المستشفى ووضعها تحت تصرف النيابة.
التحريات الأولية لرجال مباحث مركز شرطة العياط، دلت أن وراء إرتكاب الواقعة “شخصين” لأحدهما معلومات جنائية؛ مقيمان بدائرة المركز.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن من النيابة العامة تم استهدافهما وأمكن ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة لوجود خلافات بينهم.
تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على النيابة العامة والتي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات