الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

مخاوف من ركود اقتصادى فى الصين رغم هزيمة "كورونا"

كورونا في الصين
كورونا في الصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بات اقتصاد الصين على حافة الركود نتيجة استمرار خضوع الملايين من مواطنيها لسياسات الإغلاق في أجزاء من البلاد بسبب فيروس كورونا، وفقًا لآراء المحللين.

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن ذلك يأتى بالرغم من إعلان الصين الانتصار فى معركتها للحد من تفشى "كوفيد 19"، فى مدينة شنجهاى وهو ما يدل على الالتزام المستمر لـ بكين باستراتيجية "صفر كوفيد".

جاءت مزاعم الصين في هذا الصدد على خلفية ظهور سكان "شنجهاى" البالغ عددهم  26 مليونًا خلال الأسبوع الجارى في الأماكن العامة والمتنزهات، عقب انخفاض أعداد حالات الإصابة اليومية إلى أدنى مستوى لها في 3 أشهر، مستقرة  عند 61 حالة يوم أمس الأربعاء، بعد الإغلاق لمدة تقرب من شهرين، استجابة لأوامر السلطات في التصدي لموجة متحور كورونا (أوميكرون) شديد العدوى، الذى بلغت ذروة إصاباته ما يقرب من 30 ألف حالة في أبريل الماضي.

تحذيرات الخبراء
اقتصاديون عدة أكدوا فى تصريحات صحفية لـ "فاينانشيال تايمز" أن اقتصاد الصين أصبح قريبًا من الدخول في موجة ركود خلال الربع الحالي من العام المالي،وذلك لأول مرة منذ بداية انتشار الوباء في عام 2020، وللمرة الثانية فقط خلال ثلاثة عقود، مرجعين السبب إلى ضعف الآمال فى العودة العودة السريعة إلى الحياة الطبيعية، بسبب استمرارا تكاليف سياسة "صفر كوفيد" في التصاعد مسط الاستمرار في البناء واسع النطاق لمنشآت الاختبار والحجر الصحي.

أليسيا جارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين المعنيين بشئون منطقة آسيا والمحيط الهادئ في معهد "Natixis" للأبحاث، توقعت انتعاشًا شكل حرف "V"، وهو ما يعنى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر سوق استهلاكي، سينزل إلى السالب وبعد ذلك سيعود إلى الصعود مرة أخرى، في حالة استمرار سياسة الرئيس شي جين بينج لمكافحة فيروس كورونا.

وقالت "هيريرو": "إن سياسة صفر كوفيد تعد فكرة مجنونة لدولة مثل الصين، وبصراحة بصفتي خبيرة اقتصادية أعتقد أن الناس قد أدركوا الآن مدى تكلفة عمليات الإغلاق".

بيانات رسمية
واستندت "فاينانشيال تايمز" في معرض تقريرها، إلى بيانات رسمية، كشفت عن ضربات واسعة النطاق اقتصاد الصين عبر المؤشرات الحاسمة للتصنيع والاستثمار والخدمات والاستهلاك، فضلاً عن قطاع العقارات، كما أظهرت بيانات النقل الجماعي غير الرسمية التي تهتم بمعدلات التنقل بين المدن وداخلها نظرة قاتمة للوضع، حيث لا يزال النشاط في معظم المقاطعات الصينية يتخلف عن مستويات ما قبل الوباء.

وردًا على ذلك، سلطت الصحيفة البريطانية الضوء على قرارات بكين الخاصة بسن إجراءات تحفيزية في محاولة لتخفيف التداعيات الاقتصادية لسياستها في مكافحة كوفيد، حيث حث رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج المسئولين على "مضاعفة" جهودهم في تسريع تنفيذ سياسات تخفيف القيود وإزالة الاختناقات المعوقة في سلسلة التوريد.

توقعات سلبية أخرى
وفى سياق متصل، قالت وكالة فيتش إنها ترى مخاطر سلبية متزايدة على توقعاتها لاقتصاد الصين في الفترة المستقبلية القادمة، على الرغم من إيجابية الوضع الراهن للاقتصاد الذى يعكسه وصول التصنيف الائتمانى عند "A+".

خطوات لإصلاح الوضع
وعلى جانب آخر، تعهد المسؤولون الصينيون بتنفيذ عدد كبير من السياسات الحكومية لتحفيز النمو بعد دعوة رئيس مجلس الدولة "لي كه تشيانج" الأخيرة لتجنب الانكماش الاقتصادي الذي يغذيه انتشار "كورونا" خلال الربع الجاري.

وقالت وزارة المالية الخميس، إنها ستسرع في إعادة مبالغ ضرائب القيمة المضافة، وتسهل على الشركات الصغيرة تقديم عطاءات على مشتريات المشاريع الحكومية، وستضمن سلاسة إصدار السندات المحلية الخاصة، التي تستخدم بشكل أساسي لتمويل مشاريع البنية التحتية، بحسب إفادة الوزارة. وفي مؤتمر صحفي منفصل، وعد مسؤولو بنك الشعب الصيني بتكثيف خططهم لتنفيذ السياسة النقدية للمساعدة في الحفاظ على النمو.

وكشف أحد تقارير وكالة فيتش للتصنيف الائتماني والذي تم نشره منذ ما يقرب من أسبوعين، أن التعافي المالي العالمي خلال عام 2021 بعد تداعيات فيروس كورونا قد تباطأ بشكل حاد، حيث جاء التباطؤ الشديد إثر ارتفاع أسعار السلع الأساسية وارتفاع التضخم، فضلا عن زيادة تكاليف الاقتراض وتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي وكذلك الحرب في أوكرانيا.