رغم إعلان مؤتمر وزراء خارجية الدول الصناعية السبع G7 في ألمانيا، أن القضيتين الرئيسيتن على طاولة اجتماعتهم، هما الصراع الروسي الأوكراني، وأزمة الغذاء العالمية، لكن الواقع هو استخدام هاتين القضيتين لوضع حد للصين وروسيا.
واعتبرت اروسيا، أن عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا التي انطلقت في 24 فبراير الماضي، ملاذها الأخير، لأنها لو لم تستخدم تلك الطريقة، لانضمت أوكرانيا إلى الناتو، وعندئذ يتعين على روسيا اتخاذ إجراءاتها العسكرية ضد الناتو، إذا أرادت حل المشكلة.
وفي ظل القوة الكبيرة الحالية للناتو وروسيا، فإنه يستحيل على روسيا مجابهة الناتو بمفردها، لذلك قررت روسيا أن تأخذ زمام المبادرة وتهاجم أوكرانيا، وإذا استطاعت روسيا الانتصار في الصراع الروسي الأوكراني، ستتمكن من جعل أوكرانيا تقدم تنازلات.
وتنادي دول G7، الصين بالتوقف عن تقديم المساعدات لروسيا في رغبة منهم لقطع علاقات التعاون الروسية الأوكرانية، ورغم أن دول G7 تنادي الصين بفعل ذلك، لكن في الحقيقة أصبح ذلك تهديد، وباستثناء وزراء خارجية دول G7 إلا أن الكتل الغربية حذرت الحكومة الصينية مرارًا وتكرارًا من أجل فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
والسبب الرئيسي لهذه التحذيرات الغربية للصين، حصول روسيا على كمية كبيرة من المواد الأساسية من خلال التبادلات التجارية مع الصين، فوجود الصين يمنح روسيا القوة لإطالة مدة الحرب.
وعلى الرغم من الرغبة الغربية في قطع الصين علاقاتها التعاونية مع روسيا، لكن في الواقع هذه الرغبة يصعب تحقيقها، بسبب حفاظ الصين علي موقفها المحايد في هذا الصراع الروسي الأوكراني، وعدم تدخلها، فهذا من شأنه جعل الدول الغربية عاجزة عن مهاجمة الصين التي تمتلك القدرة الذاتية على مواجهة دول أوروبا قاطبة، لذلك لن تقدم الصين أي تنازلات لدول أوروبا بالرغم من هذه الضغوط، وذلك باعتبارها أكبر دولة اقتصادية في العالم.
وتحاول الصين الحفاظ على موقفها المحايد، بهدف ترسيخ السلام العالمي، كما تحاول الصين لعب دور الوساطة لحل الخلافات بين البلدين من خلال طريقتها الخاصة. وتأمل الصين في وجود أوضاع سلمية، لأن ذلك من شأنه مساعدتها في تحقيق تنمية اقتصادية مستقرة، وذلك باعتبارها دولة نامية.
وبالرغم من المحاولات الشفهية لدول الغرب لإنهاء الحرب، لكن في الواقع هذه المحاولات تجعل نطاق الحرب يستمر في الاتساع.