بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي التاسع عشر لرؤساء أجهزة المرور المنعقد بحضور كلا من العميد مهندس محمد بن عوض الرواس رئيس المؤتمـــر، وأعضاء الوفود العربية .
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث رحب بالحضور و أعرب عن تقديره البالغ للرعاية الكريمة التي تحيط بها تونس العزيزة المجلس وأمانته العامة، موجهاً كل الشكر والعرفان و التقدير.
كما وجه إلى وزراء الداخلية العرب كل التقدير والامتنان للدعم الكبير الذي يوفرونه لأمانتهم العامة، وللجهود المحمودة التي يبذلونها لتعزيز مسيرة التعاون الأمني العربي.
وقد جاءت كلمته على النحو التالى :-
تجتمعون اليوم حُضوريا بَعد أن فرضت جائحة كوفيد 19 عقد مؤتمركم الماضي عن بُعد وحرمتنا من اللقاء بكم وجها لوجه. واسمحوا لي أن أجدد بهذه المناسبة الإعراب عن تقديرنا البالغ للدور البناء الذي قامت به أجهزتكم الموقرة في التصدي لهذه الجائحة وسهرها على تطبيق إجراءات الحجر الصحي مما كان له إسهام كبير في تقليص عدد الضحايا، مُكبرين كل الإكبار التضحيات العظام التي بذلها رجال ونساء المرور في سبيل أداء هذه الرسالة النبيلة وتحمُّل هذه الأمانة الجسيمة.
تستأثر المستجدات في مجال السلامة المرورية بنصيب وافر من جدول أعمالكم اليوم من خلال بندين يُترجمان حرصكم على مواكبة المستجدات في مجال حوادث الطرق والحد منها ومن آثارها الكارثية.
ويتعلق أول هذين البندين بالازدياد المطّرد لاستعمال الدراجات بدوافع عدّة منها الصحي المتعلق بالمحافظة على اللياقة البدنية وتجنب أمراض العصر ومنها البيئي المتعلق بالحد من انبعاث الغازات المتسببة في الانحباس الحراري وما ينتح عنه من تقلبات مناخية وخيمة علاوة على السعي إلى تجنب الاختناقات المرورية وتقليص كُلفة الطاقة، ولئن كُنّا نُشجع استعمال الدراجات خاصة الهوائية والكهربائية للدوافع المذكورة آنفا فإنه لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا تداعيات هذا الاستعمال على السلامة المرورية وما يقتضيه من اتخاذ إجراءات على أصعدة متعددة منها التوعية المرورية والتخطيط العمراني وتجهيز الطرقات إلى غير ذلك من التدابير التي تكفل الاستعمال الآمن للدراجات على الطرق.
أما الموضوع الثاني فيتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز السلامة المرورية.
وكما تعلمون جميعا فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في شتى جوانب الحياة البشرية ما فتئ يزداد ويتعزّز يوما بعد يوم. فقد بات يُعتمد عليه في مجالات الطب والزراعة والتعليم والنقل والعمران إلى غير ذلك من المجالات الحيوية. وإن هذا الاعتماد مُرشح كما هي سُنة الحياة الى الازدياد بوتيرة متسارعة في السنوات القادمة.
ولا شك أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم بصورة فعّالة في السلامة المرورية في مُستويات عدة منها على سبيل المثال تجهيز المركبات بالنظم الآلية التي تساعد على الحد من الحوادث مثل وسائل الاستشعار المتعددة وبرامج التحكم الآلي المختلفة.
وإلى جانب هذين الموضوعين سيكُون هذا المؤتمر مناسبةً لتبادل المُمارسات الفضلى من خلال استعراض تجارب بعض الدول في مجال تنظيم حركة المرور والحد من حوادث الطرقات، بما يسمح للدول الأخرى بالاستفادة من هذه التجارب في تعاطيها مع معضلة حوادث المرور.
وفي إطار تبادل الخبرات يندرج كذلك البند المتعلق باحتفالات الدول الأعضاء بأسبوع المرور العربي وما تنظمه من فعاليات بهذه المناسبة الهامة.
يُسعدني في الختام أن أرحب بسعادة المستشار الذي يُشاركنا في أول يوم عمل له كمستشارٍ للأمين العام مُتمنين له دوام التوفيق، كما أجدد الترحيب بكُم جميعاً، واثقا من أن هذا المؤتمر سيُسهم بما سيُسفر عنه من نتائج بنّاءة في تعزيز السلامة على الطرقات العربية.