أكد خبراء في قطاع الذهب على وجود تأثير للدولار على سعر الذهب، خاصة بعد انخفاض السعر بشكل حاد في الأسبوعين الأخيرين من مايو، فيما تراجعت تراجعت الأسعار بشكل حاد في السوق، حيث هبطت بأكثر من 250 جنيها للجرام بعد أن تراجعت الأسعار العالمية بالسوق المحل خلال الشهر الأخير من انتهاء شهر رمضان.
وبرر خبراء أسباب ارتفاع أسعار الذهب؛ نظراً لرفع سعر الفائدة لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 0.5% وزيادة سعر المعدن الأصفر عالمياً، مؤكدين أن الذهب من السلع التي تأثرت بشدة بتلك القرارات، إذا بدأ عقب الأزمة مباشرة في ارتفاع قيمة الجرام منه لمراحل عُليا، وثبت على ذلك الارتفاع فترة طويلة، إلا أنه خلال الفترة الحالية بدأ ينخفض ويتذبذب وأحيانًا يثبت سعره.
وعقب مرور أسبوعين على الارتفاع الكبير للذهب ليلة الجمعة 7 مايو 2022، وتحقيق الذهب مستويات هي الأعلى في تاريخه، حيث سجل الذهب وقتها مستويات 1250 جنيهًا للجرام من عيار 21، إلا أنه هبط من 20 مايو قرابة 250 جنيهًا للجرام، إذ تراجع الذهب ليسجل 1000 جنيه للجرام في التداولات، وذلك مع تراجع سعر الدولار وكذلك هدوء المضاربة على الذهب في الأسواق.
قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب باتحاد الغرفة التجارية، إن الطلب على الذهب كان قويًا خلال فترة الارتفاع، ومع انخفاض السعر انخفض الطلب مقارنة بفترة الارتفاع.
وأشار إلى ارتفاع الأسعار تسببت في إحجام الجمهور عن الشراء على أمل استمرار انخفاض الأسعار، وخلال الانتعاش توقع الجميع المزيد من الزيادات في الأسعار وارتفاع الأسعار.
وأكد سكرتير عام شعبة الذهب، أن السيولة كانت ضعيفة والاقتصاد لم يكن في أفضل الظروف، لذا كان الشراء في السوق ضعيفاً، موضحًا أن ارتفاع سعر الدولار سيؤثر سلبًا على الذهب ويسبب ارتفاع سعره.
وأرجع محب ماجد، صاحب إحدي محلات الذهب، انخفاض الذهب لارتفاعات الدولار المتتالية والتي تعتبر غير مسبوقة من قبل، وبالتالي أصبح التسعير له بسعر الدولار، مشيرًا إلى أن الدولة أوقفت استيراد الذهب من أجل خفض سعره هناك، موضحا أن سعر الذهب يتحدد حسب اليوم؛ لأنه يسير بناء على العرض والطلب، وانخفاضه خلال الفترة الحالية أدى إلى زيادة الطلب عليه، مبينًا أن انخفاضه نتيجة زيادة المعروض في وقت يرتفع فيه الدولار ويكون الطلب عليه أكثر من الذهب.
وأوضح، أن الوقت الحالي رغم الانخفاض ليس صحيحًا؛ لأن هناك فرق بين الذهب في مصر والسعر العالمي بما يقرب من 168 جنيه في الجرام، إلى جانب سعر المصنعية: "الشراء في الوقت الحالي لسه هيكون فيه خسارة، لكن بعد شوية وقت سعره هينزل لأنه لازم يتساوى بالسعر العالمي".
ويرى أحمد مصطفى، بائع آخر للذهب، أن الشراء في الوقت الحالي تبعًا للانخفاض البسيط الذي حدث للذهب لن يكون مُجدي لأصحابه، ومن الممكن أن يتسبب في خسائر لمن يشتري في الوقت الحالي.
واوضح أن الذهب في مصر مرتفع في سعره عن السعر العالمي: "أسعار الذهب عالميًا سترتفع تاني بسبب الأزمات في أمريكا والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والذهب كل يوم بحال على حسب العرض والطلب في السوق لأن دي العوامل اللي يتحدد سعره".
وقال أحمد مصطفي بأن حساب بها الخسارة والمكسب من شراء الذهب يتضح من خلال ربط سعر الذهب بسعر الدولار اليوم، مفترضا أن سعر الدولار اليوم 18.5 وكان سعر الجرام في نفس اليوم ألف جنيه إذا اشتريت 10 جرامات بالمصري، يحققوا 10 آلاف جنيه لكن بالدولار بهذا السعر يصبح 540 دولار.
وأضاف: سعر الذهب يتم ربطه بالدولار ليتم تحديد قيمة الذهب اللي اشتريتها وكم تحقق من الدولارات، لأن قيمته متغيرة كل يوم في اتجاه الانخفاض، والذهب إحنا بنسميه وعاء حفظ لأنه لا يخسر مهما نزل.
