ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها الدول الأوروبية على قطاع النفط الروسي يوم الإثنين الماضي جراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تعد خطوة مهمة طال انتظارها من أجل ممارسة ضغوط اقتصادية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة -في مقالة افتتاحية- أنه بعد مفاوضات استمرت ما يقرب من شهر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تمت الموافقة على اعتراض المجر على الانضمام إلى الدول التي تطبق العقوبات على روسيا وتم إعفائها بشكل مؤقت من الدول التي تفرض حظرًا على واردات روسيا من مواد الطاقة.
وقالت الصحيفة إن الحظر الأوروبي على روسيا أصبح يشكل ما يربو حاليًا على 90 بالمائة من واردات روسيا من الطاقة للدول الأوروبية؛ بهدف حرمان روسيا من مصادر تمويل لآلة الحرب طويلة المدى التي تشنها على أوكرانيا.
وتضيف الصحيفة أن جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كان محقًا حين وصف هذا القرار الذي تم اتخاذه في قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بأنه اتفاق تاريخي يعكس مدى وحدة الصف داخل الاتحاد.
وأشادت الصحيفة بالقرار الذي اتخذه قادة الدول الأوروبية خلال القمة بتقديم دعم اقتصادي لأوكرانيا تصل قيمته إلى 9 مليارات يورو على الرغم أن هذا المبلغ غير كاف حيث تشير إحصائيات أكاديمية كييف الاقتصادية إلى أن التكلفة المبدأية لخسائر البنية التحتية في أوكرانيا بسبب الحرب في الأسبوع الواحد تصل إلى 4.5 مليار دولار بينما تقدر التكلفة الإجمالية لإعادة البناء في مرحلة ما بعد الحرب إلى مئات المليارات من الدولارات.
وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي تعزز فيه الدول الأوروبية عقوباتها الاقتصادية على الرئيس بوتين يجب استمرار الغرب في تقديم الدعم العسكري الذي تحتاجه أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، بينما تسعي الدول الغربية في نفس الوقت إلى العمل على تجنب أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع العسكري هناك وتوسيع نطاقه.
وتشير الصحيفة إلى تعهد الولايات المتحدة بتخصيص 40 مليار دولار في صورة مساعدات لأوكرانيا إلى جانب توفير أسلحة أمريكية لها، مشيرة إلى أنه يجب على الدول الأوروبية أن ترفع من وتيرة تقديم المساعدات لكييف في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى تركيز قصفها على مناطق شرق أوكرانيا بهدف ضم المزيد من الأراضي.
وتضيف الصحيفة أن الهدف من كل هذه الإجراءات هو تعزيز موقف الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنيسكي خلال مفاوضات إنهاء الحرب هناك للتوصل إلى اتفاق يحفظ لأوكرانيا كرامتها.
وتختتم الصحيفة المقال بالتأكيد على أهمية تحقيق هذا الهدف من خلال ممارسة ضغوط اقتصادية على موسكو وتعزيز المقاومة العسكرية لأوكرانيا والسعي لكبح جماح طموحات الرئيس بوتين، مؤكدة أن العقوبات الأخيرة تمثل خطوة على الطريق السليم لتحقيق هذا الهدف.