ذكرت صحفية "الأهرام" أنه في حلقة جديدة من مسلسل اقتحامات المسجد الأقصى، ارتفع منسوب التوتر في القدس الشرقية خلال الأيام الأخيرة، بسبب مسيرة الأعلام من قبل المستوطنين المتطرفين، ما يهدد الأمن والاستقرار ويدفع باتجاه اندلاع موجات عنف جديدة.
وأفادت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء تحت عنوان "اقتحامات الأقصى تهدد الاستقرار"- بأنه لا شك أن الإصرار المستمر من قبل المستوطنين المتطرفين على استفزاز الفلسطينيين ومشاعر المسلمين عبر انتهاك ساحات الأقصى وإقامة الشعائر الدينية حول مزاعم وأوهام ما يعرف بجبل الهيكل، يمثل تهديدا حقيقيا للاستقرار ويزيد الأوضاع سوءا، كما أن المساعي الإسرائيلية لتحقيق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى تعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي ولوضع القدس التاريخي والمسجد الأقصى الذي يعد منطقة إسلامية خالصة، وهو ما أكدته منظمة اليونسكو أيضا.
وأكدت "الأهرام" أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والديني للقدس والمسجد الأقصى، وتجنب أي إجراءات انفرادية استفزازية تؤجج مشاعر العرب والمسلمين لتغيير الوضع الديموغرافي والقانوني للقدس الشرقية باعتبارها مدينة محتلة وفقا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.
وشددت على أن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر ولذلك فإن المساس بالوضع الديني والتاريخي للقدس والمقدسات الإسلامية لعب بالنار يقود لموجة جديدة من المواجهات المسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويعطي الذريعة للتيارات والحركات الدينية المتطرفة للمزايدة وتوظيف ورقة الأقصى لتنفيذ مخططاتها وأجندتها، وهو ما قد يشعل الصراع الديني وهذا لن يكون في مصلحة أي طرف.
ونبهت الصحيفة إلى أنه بدلا من إرضاء التيارات اليمينية الاستيطانية المتطرفة، فمن المهم أن تعمل الحكومة الإسرائيلية على منع هذه الاستفزازات والانتهاكات لتهيئة الأجواء وتحقيق الاستقرار، والعمل على إحياء عملية السلام لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين.
واختتمت "الأهرام" افتتاحيتها بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل مفتاح الاستقرار والأمن في المنطقة واستمرار غياب الحل العادل والدائم لها يعني استمرار بيئة الصراع والعنف الذي يدفع ثمنه الجميع.
