قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، عن المجموعة القصصية “نيافة الراعي والنساء”، للكاتب والصحفي روبير الفارس: ينتقل القاص الي مساءلة الواقع الصحافي في قصته (التكرار في قصة المزة والحمار)، و التكرار هنا ليس آلية فنية لكنه إمكانية معاودة الحدث واستمراره بصيغ مختلفة.
وأضاف: تلوح في قصة التكرار وحدتان مركزيتان. المزة من جهة والحمار من جهة ثانية، بائعة البسكويت والحلوى في الكشك الضيق محل الرغبة والترقي معا، حيث الصحافي الكبير الذي يحولها بجرة قلم إلى كاتبة ويفتح أمامها النوافذ والمسارات، وفي الجانب الآخر الحمار الذي صدق هجوم العجوز الشيوعي عليها في البداية ليجلب لها مزيدا من التعاطف، فكان الحمار الذي يركب الاتوبيس المزدحم اول المتعاطفين، وتصبح لحظة التنوير او الاستفاقة هنا في المفارقة التي تظهر حين يراها من زجاج الاتوبيس المتهالك وهي في سيارتها الجديدة البي ام دبليو.. ينهض النص على المفارقة الساخرة والأخرى الدرامية معا؛ وهكذا معظم قصص المجموعة.
جاء ذلك خلال الندوة النقدية لمناقشة المجموعة القصصية "نيافة الراعي والنساء" للقاص والروائي روبير الفارس، والتي انعقدت بمكتبة خالد محيي الدين في حزب التجمع الوطني، والذي ينظمه منتدى المستقبل للفكر والإبداع.
حضر الندوة الكاتب والناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والناقد الأدبي الدكتور رضا عطية، وأدار الندوة الإعلامي عمرو الشامي.
وتابع: في "نهارات البطريق الحزين" يستخدم السرد بضمير المتكلم بعد استخدامه الحكي بضمير الغائب في القصص التي سبقتها ثم يعود لاستخدام ضمير الغائب أيضا في (تبات نار تصبح بحيرة)، و(يصفف شعر الشر)، و(مخازن الشك القديم)، وغيرها.
وأشار عبدالله إلى قصة “موت مدير” التي تحيل القاريء الي قصة تشيكوف الشهيرة موت موظف. يقول: الإهداء يشير إلى ذلك لكن المتن يختلف، المدير الذي تعطس نادية الموظفة الجميلة والبائسة معا على صلعته في دار الأوبرا في مشهد كوميدي يكشف عن النزعة الساخرة التي تغلف بعض نصوص المجموعة، والنهاية المتوقعة بدلالة العنوان، عالم من الشرور المتطايرة والسخافات اللانهائية والعسف واستعمال المقدس في غير موضعه، تطل فيه صورة قاتمة عن واقع معقد ومضطرب.
صدرت مجموعة "نيافة الراعي والنساء" عن دار روافد بالقاهرة، وروبير الفارس كاتب وباحث صدر له كتاب "في الفلكلور القبطي"، فضلا عن عدد من الأعمال الإبداعية من بينها: "مترو مار جرجس"، و"الرعاع"، و"جلابية ستان"، وغيرها.
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".