قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة: ست عشرة قصة قصيرة تشكل المتن السردي للمجموعة القصصية (نيافة الراعي والنساء) للقاص روبير الفارس، تبدأ بـ(دور يوسف شعبان) وتنتهي بـ(قبل اللعنة بمحطة).
وأضاف: تحيلك القصة الأولى (دور يوسف شعبان) إلى جملة من المشاهدات الحياتية والخبرات المعرفية التي يتم تضفيرها في بنية النص القصصي وتصبح اساسا يتكئ عليه، فثمة حديث تلفزيوني في قناة كلاسيكية يهواها البطل المأزوم، يدور حول دور فرج في فيلم (زقاق المدق) المأخوذ عن رواية الكاتب العالمي نجيب محفوظ، يعلن فيه الممثل يوسف شعبان تماهيه مع الشخصية الفنية في تلك اللحظة (لحظة الأداء)، وإنه يجب تنفيذ كل ما يراه الكاتب والمخرج معا.
جاء ذلك خلال الندوة النقدية لمناقشة المجموعة القصصية "نيافة الراعي والنساء" للقاص والروائي روبير الفارس، والمنعقدة الآن بمكتبة خالد محيي الدين في حزب التجمع الوطني، والذي ينظمه منتدى المستقبل للفكر والإبداع.
حضر الندوة الكاتب والناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله، والناقد الأدبي الدكتور رضا عطية، ويدير الندوة الإعلامي عمرو الشامي.
وتابع الدكتور يسري عبدالله: من هنا تبدأ القصة عبر استعادة مرويات أخرى تمهد للمشكلة الرئيسية في النص حيث الصراع النفسي الذي يدور داخل سيكولوجية فتى الصيدلة الذي صار مندوبا للمبيعات، ويطالبه الدكتور حسان بأن يفعل مثل شركات الأدوية المنافسة الذين يعرضون عليه صورا لفتيات جميلات ليختار من بينهن من تروق له، يتذكر البطل هنا فرج القواد، ويشعر بأن دور يوسف شعبان ينتقل من الفن الي الواقع ليحاصره في نص مبني على هذه المراوحة بين المرويات والوقائع في بنية متناغمة.
صدرت مجموعة "نيافة الراعي والنساء" عن دار روافد بالقاهرة، وروبير الفارس كاتب وباحث صدر له كتاب "في الفلكلور القبطي"، فضلا عن عدد من الأعمال الإبداعية من بينها: "مترو مار جرجس"، و"الرعاع"، و"جلابية ستان"، وغيرها.
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".