- الدول العربية لن تستطيع تغير أي شي في الملف الأوكراني
- العقوبات الأمريكية لم تؤثر على روسيا
- يمكن أن تكون هناك تحالفات عالمية جديدة بعد انتهاء تلك الحرب
تدخل العملية العسكرية في أوكرانيا شهرها الثالث دون وجود أي بوادر لنهايتها في الوقت القريب، أو بإمكانية حدوث هدنة على الأقل.
في ذروتها، أدت أكبر حرب في أوروبا منذ 80 عامًا إلى نزوح أكثر من 13 مليون شخص، وقتل عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين الروس والأوكرانيين في الصراع.
وعلى الرغم من عدم وجود رقم رسمي، قال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون إن عشرات الآلاف من القوات الروسية والأوكرانية قتلوا.
وفي هذا تحدث ديميتري بريجع، المحلل السياسي الروسي، والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا (RUDN UNIVERSITY ) عن تلك العملية العسكرية، وقال إن كييف هي السبب الرئيسي في اندلاعها وأن تلك العملية لها أبعاد أخرى غير التواجد الروسي في أوكرانيا، وإلى نص الحوار:
كيف ترى العملية العسكرية الروسية حتى الآن في أوكرانيا وكيف يمكن أن تنتهي؟
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بدأت بعد رفض كييف الالتزام باتفاقية مينسك واستمرار الغرب بتدريب القوات الأوكرانية وإرسال أسلحة الى أوكرانيا، ولكن انا اعتقد بأن الهدف الأساسي للعملية هو أبعد من أوكرانيا بل هو تغيير النظام العالمي الجديد والقطبية ورسم خريطة تحالفات سياسية جديدة في العالم لأن العالم بعد أوكرانيا ليس ما قبلها.
إن دعم الدول الغربية أوكرانيا بالسلاح سوف يجر المنطقة إلى حرب لانهاية لها وقد تدخل هذه الأسلحة إلى أيدي مجموعات متطرفة وهذا الشي خطير، كما أن استمرار الوضع كما هو عليه سوف يجر العالم إلى مجاعة وإلى أزمة اقتصادية عالمية كما حدث ذلك عام 2008-2007 عندما حدثت الازمة المالية التي كانت من أعنف الأزمات العالمية منذ أزمة الكساد الكبير (1933-1929).
وتأتي خطورة وشدة هذه الأزمة كونها انطلقت من الاقتصاد الأمريكي الذي يؤثر بشكل واضح في حركة الاقتصاد العالمي، فهو الاقتصاد الأكبر في العالم بحجم يبلغ (14) تريليون دولار، وتشكل التجارة فيه أكثر من (10%) من إجمالي التجارة العالمية، هذا بالإضافة الى ان الدولار الأمريكي يشكل ما لا يقل عن (60%) من السيولة الدولية وأعتقد بأن الأزمة أكبر من التي حدثت عام 2008 قد تحدث في العالم إذا ما استمر الوضع في أوكرانيا والعلاقات بين دول كما هي عليه الآن واستمرار تطور الأسلحة أيضا قد يجر العالم الى حرب كبيرة حيث بعض الدول تدعي بان تريد استعمال هذه الأسلحة للدفاع ولكن الحقيقة تخالف ذلك.
كما أن كلام هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، خير دليل بأن استمرار الحرب ودعم أوكرانيا بالسلاح لن يكون لمصلحة أحدا وإن على القادة عدم السماح للحرب بالاستمرار لمدة أطول، وحث قادة الغرب على حمل أوكرانيا على قبول الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا حتى وإن كانت شروط التفاوض أقل من الأهداف التي تريد الخروج بها من الحرب.
ما السيناريوهات الممكنة بعد انتهاء تلك الحرب من وجهة نظرك؟
اعتقد بأن سوف يتم تقسيم أوكرانيا أو استمرار الوضع كما هو عليه وجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة وتغير القطبية .
هل يمكن أن نرى تسوية سياسية بين روسيا وأوكرانيا خلال الفترة القادمة خاصة بعد ان أعرب الجانب الروسي استعداده لاستئناف المحادثات؟
يمكن أن يحدث ذلك ولكن فقط إذا قبل الطرف الأوكراني الشروط الروسية التي تحدث عنها فلاديمير بوتين.
كيف أثرت تلك الحرب على صعيد قارة أوروبا بشكل خاص وعلى الصعيد العالمي بشكل عام؟
هذا صراع سوف يؤثر على اقتصاد الدول الأوروبية التي باتت منذ الان في أزمة بسبب العقوبات التي فرضتها.
واعتقد بان الاوروبيين سوف يفهمون ذلك مع الوقت لان لن يكون من السهل إيجاد نفط او غاز بديل عن الروسي بسرعة.
هل يمكن أن نرى دور لمصر والدول العربية في إيقاف تلك الحرب؟
الدول العربية لن تستطيع تغيير أي شي في الملف الأوكراني لأن القرار في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن، وليس لديها القدرة ان تغير اي شي حيث الدول العربية حتى الآن لم تستطع ايجاد حل للملف السوري او الليبي أو الملفات التي تتعلق بالدول العربية والأمة الإسلامية حتى الآن وهذا دليل على ضعف القرار العربي.
هل أثرت العقوبات الأورو أمريكية على روسيا وتوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا بالمستقبل القريب؟
لا أعتقد ذلك العقوبات لم تأثر على قرارات القيادة العسكرية الروسية ولا على قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل على العكس فإن روسيا وجدت وتحاول أجاد طرق لحل المشاكل الاقتصادية وبيع النفط والغار بالروبل الروسي سوف يحسن من صورة روبل، ولكن بكل تأكيد لن يحل المشاكل الداخلية لروسيا حيث هناك مشاكل في الأرياف هذا يمكن أن يلعب في المستقبل القريب ضد سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لان نجاحه في السياسية الخارجية لا يعني نجاحه في الداخل حيث من المعروف بأن الغرب ينتظر أن يحدث تغير في الداخل الروسي او انقلاب ضد بوتين ولذلك يحاول تمويل مشاريع سياسية مختلفة التي تعارض فلاديمير بوتين.
هل يمكن أن تندلع حرب بين روسيا والناتو إذا ما استمر التصعيد بين الطرفين؟
يمكن أن يحدث ذلك إذا تم تهديد روسيا واستهداف الأراضي الروسية او تهديد الأمن القومي الروسي او استهداف القوات الروسية من قبل الغرب في أوكرانيا.
ما الذي يمكن أن يحسم تلك الحرب لصالح أحد الطرفين؟
الحرب مصالح وهذه المصالح تتغير من وقت الى وقت ويمكن ان يتغير الوضع في أي دقيقة طالما هناك أطراف كثيرة تدخلت في الملف الأوكراني ولكن القرار لدى جو بايدن وفلاديمير بوتين
هل ستنتج تحالفات جديدة بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا؟
يمكن أن يحدث ذلك إذا استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بالتصعيد ضد الصين فسوف نرى تقارب صيني روسيا وبناء تحالف بقيادة روسية صينية ولكن هذا الشي سوف تقرره سير المعارك في أوكرانيا وما هو الاتجاه الذي سوف يذهب اليه الملف الاوكراني اما المزيد من التصعيد او اتفاقية سلام لوقف الناس ولكن يجب أن انفهم بأن في كل الحالات النظام العالمي لن يكون كما كان قبل العملية العسكرية في أوكرانيا لان هذه العملية لها تداعيات طويلة الأمد وهو تفاعل او تغيير بداء وليس من السهل العودة إلى الوراء.
وأخيرا.. هل يمكن أن تلعب تركيا دور الوسيط لإيقاف تلك الحرب؟
نعم يمكن، ولكن أعتقد بأن حتى الآن كل المحاولات فشلت كما أيضا المحاولات الفرنسية التي حاول الرئيس الفرنسي أن يقوم بها لتغير موقف فلاديمير بوتين واعتقد بان الملف الأوكراني أصبح في يد الولايات المتحدة الأمريكية والملف قد يدوم ويستمر حتى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية.