في إطار فعاليات الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، تصل كاترين كولونا، وزيرة الشئون الأوروبية والخارجية الجديدة اليوم إلى بولندا، عقب زيارتها لأوكرانيا أمس، وذلك لعقد محادثات في وارسو مع نظيرها البولندي، زبيجنيو راو.
وعلمت "البوابة نيوز" من مصادرها في الخارجية الفرنسية أن الوزيرة ستقوم بتحية تضامن البولنديين على دعمهم الاستثنائي لأوكرانيا، والذي تجلى من خلال استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين وصل أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ في بولندا.
كما ستسلط كاترين كولونا الضوء على التعاون الوثيق بين فرنسا وبولندا في مواجهة هذه الأزمة الكبرى وتصميم البلدين تحت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، على تعزيز الدعم لأوكرانيا في الوقت المحدد وعلى جميع المستويات لمواجهة العدوان الروسي.
كما يناقش الوزيران أيضا في هذا السياق ،قضايا الأمن الغذائي وكذلك تحديات الاستقلال في مجال الطاقة في أوروبا، وبحث شؤون غرب البلقان، حيث يرغب البلدان لتعزيز جذور هذه المنطقة الأوروبية. كما ستكون فرصة لوزارة الخارجية الفرنسية لمناقشة الاقتراح الذي قدمه الرئيس إيمانويل ماكرون للمجلس السياسي الأوروبي في 9 مايو من قبل ، ومناقشة القضايا المتعلقة بسيادة القانون.
جدير بالذكر أن كاترين كولونا قد وصلت أمس للعاصمة الأوكرانية كييف لتصبح أعلى مسؤولة فرنسية تزورها منذ إندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، كما استقبلها الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وتفقدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة أمس الاثنين، بوتشا في ضواحي كييف، حيث وقعت مجازر بحق المدنيين اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بارتكابها. وأصبحت بوتشا رمزاً لجرائم الحرب التي تنسبها أوكرانيا إلى روسيا، بعد انسحاب الجنود الروس من هذه المنطقة في نهاية مارس واكتشاف مئات الجثث التي تعود إلى مدنيين أوكرانيين.
وأعلنت كاترين كولونا خلال زيارتها الأوكرانية عن تضامن فرنسا مع الشعب الأوكراني وعزمها الكامل على تعزيز دعمها لأوكرانيا تصديًا للاعتداء الروسي، وذلك في المجالين الإنساني والمالي ومن حيث توفير المعدات الدفاعية على حد سواء.
وأحيت الوزيرة في هذه المناسبة ذكرى ضحايا الحرب، ولا سيّما من خلال زيارة مدينة الشهداء بوتشا، وسلّمت السلطات الأوكرانية معدات أمنية مدنية، مثل سيارات إطفاء وسيارات الإسعاف، تقدمها فرنسا.
وألتقت كولونا نظيرها الأوكراني ديميترو كوليبا، وهو ما يندرج في سياق أول اتصال بينهما في 25 مايو الجاري، بغية التطرق إلى دعم فرنسا لأوكرانيا في المجالات كافة، وتناول حظر صادرات الحبوب والبذور الزيتية من أوكرانيا، الذي يثير مخاطر حقيقية تهدد الأمن الغذائي يتطلب تبديدها التوصل إلى حلول فعلية في أقرب وقت ممكن. والتقت بعمدة بوتشا وأعلنت قائلة: أقف إلى جانب رئيس بلدية مدينة بوتشا ومحافظها بغية الإعراب باسم فرنسا عن استهجاننا الشديد الفظائع الروسية التي تثير فجعنا، وإجلال ذكرى ضحايا الحرب، ودعم مكافحة الإفلات من العقاب، إذ لا يمكن ألا يُعاقب مرتكبو مثل تلك الأفعال في أوكرانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية بعد زيارتها لكنيسة أرثوذكسية عُرضت عليها صور الانتهاكات: "لا ينبغي أن يحدث هذا، ولا يجب أن يحدث مرة أخرى".
وأضافت: "فرنسا تقف إلى جانب الأوكرانيين ، ومع حلفائها، وستبذل قصارى جهدها لإعادة السلام".
كما تحدثت عن مساهمة فرنسا في التحقيق في جرائم الحرب المحتملة هذه، إذ تم إرسال عناصر من الشرطة الفرنسية إلى المكان لمعاينة الجثث والتعرف عليها مع المحققين الأوكرانيين.
وقالت: "كنا أول من استجاب"، مشيرةً إلى أن الشرطيين الفرنسيين "مكثوا لبضعة أسابيع، وتركوا لكم ما يكفي للعمل، ثم وصل فريق ثان". وقالت إنها تأمل في "حل الإجراءات القانونية، في أقرب وقت حتى تتمكن العائلات من رؤية أحبائها يرقدون في المدافن".
