التقى الرئيس التونسي قيس سعيد، في قصر قرطاج، أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي الذي يزور تونس حاليًا، بحضور رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول.
وتطرق اللقاء إلى الجهود التي تبذلها تونس لجذب الاستثمارات، وتوفير المناخ المناسب لذلك، علاوة على دور اتحاد الغرف العربية في تطوير نسق التجارة البينية بين تونس والدول العربية وباقي التكتلات الإقليمية. كما تم التعرّض إلى دور قطاع الخاص في تحقيق التنمية وفي تمويل المشاريع ودعم حاضنات الشركات الناشئة والأعمال في تونس.
وأكّد رئيس الجمهورية قيس سعيد، أهمية الدور التاريخي للغرف العربية في بناء علاقات تعاون اقتصادي، وإحداث فرص استثمارية جديدة في الدول العربية خارج الأسس التقليدية التي أثبتت التجربة بأنها لم تحقق الأهداف المرجوّة منها.
من جانبه أشاد الأمين العام لاتحاد الغرف العربية خالد حنفي بهذا اللقاء، في ظل الرغبة المشتركة لإيجاد أسواق عمل عربية جديدة تهدف إلى الحد من البطالة، وربط الاقتصاد التونسي والعربي بمحيطه العربي والإقليمي، مؤكدا بأن تونس تمتلك كافة الإمكانيات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.
وقال: "نحن سعداء جدا باستقبال فخامة الرئيس قيس سعيد لنا، بصفتي أمينا عام لاتحاد الغرف العربية الذي يمثل القطاع الخاص العربي، وقد تطرّق اللقاء إلى دور تونس وما تمثّله من أهمية اقتصادية على صعيد جذب الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع علاقاتها التجارية بينها وبين وأشقائها العرب وبينها وبين باقي دول العالم".
وتابع: "الحديث انصبّ على محاور متعددة، وتناول المحور الأول وهو محور هام جدّا موضوع ريادة الأعمال وخلق حاضنات للأعمال للشباب للقيام بدورهم عبر تنفيذ المشاريع التي يتم احتضانها والترويج لها من خلال القطاع الخاص"، معتبرا أنّ "التمويل أمر أساس ومهم لتحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع يتم الترويج لها في البلدان العربية والأجنبية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق فرص عمل أكبر للشباب، وتسريع دوران العجلة الاقتصادية".
ولفت إلى أنّ "المحور الثاني تناول ضرورة وجود ربط لوجستي وربط بحري، لربط تونس ببعض الموانئ وخصوصا موانئ جمهورية مصر العربية، لتتحوّل بذلك إلى ناقل للتجارة والأعمال، بما يشجع على جذب الاستثمار إلى تونس".
ونوّه إلى أنّه "تمّ التطرّق أيضا إلى أهمية احتضان تونس تحت رعاية فخامة الرئيس قيس سعيد لمؤتمر للاستثمار والأعمال العرب، يكون بمثابة نافذة بارزة من أجل جذب الاستثمارات الخارجية إلى داخل تونس".
وتابع: "كذلك تمّ التطرّق إلى أهميّة الانفتاح التجاري والاقتصادي والاستثماري في تونس، خصوصا في ظل وجود قوانين تحمي المستثمر وأصحاب الأعمال بشكل كبير".
وأكّد حنفي أنّ "الغرض من اللقاء كان تقديم الدعم لتونس، خصوصا وأنّ هناك رغبة شديدة لدى القيادة التونسية بتحسين الواقع الاقتصادي ورغبة حقيقية بإيجاد فرص عمل كثيرة للتونسيين والشباب التونسي، وذلك لا يكون إلا من خلال خلق أسواق عمل منظمة، تساهم في توفير فرص عمل حقيقية، تؤدي إلى زيادة معتبرة في الإنتاج وفي الناتج المحلي الإجمالي. من هناك كان التأكيد على أهمية الانفتاح على العالم عبر تنفيذ المشاريع المشتركة، تكون تونس من خلالها المحور الذي تنطلق منه هذه الاستثمارات إلى مناطق مختلفة من العالم".
ودعا إلى "وجوب العمل على ربط تونس ببعض الموانئ العربية لكي تنطلق المنتجات التونسية من هذه الموانئ إلى افريقيا وآسيا ومناطق أخرى من العالم".
وأشار إلى "الدور البارز الذي يلعبه اتحاد غرف التجارة والصناعة والصناعات التقليدية في تونس برئاسة سمير ماجول، حيث يقوم الاتحاد اليوم بدور الدبلوماسية الاقتصادية، فتحوّل الاتحاد إلى سفير لتونس في الدول العربية والأجنبية، ويقوم بالترويج لتونس في كل مكان".