بين الحين والآخر تظهر أمراض فتاكة ذات منشأ حيواني تنتقل بين البشر وآخرها مرض جدري القرود، فما هي تداعيات ظهور هذا المرض.
البوابة نيوز التقت الدكتور رمضان السيد عبد الفتاح، نقيب الأطباء البيطريين بجنوب سيناء، لإلقاء مزيدا من الضوء حول مرض جدري القرود.
يقول نقيب الأطباء البيطريين بجنوب سيناء إن مرض الجدري عموما ليس قاصرا علي القرود فقط ولكن يوجد ايضا جدري الأبقار وجدري الأغنام وجدري الطيور وجميعها سببها فيروسات الجدري المختلفة التي تنتمي إلى جنس واحد ولكل نوع من هذه الأنواع له خصائصه المميزة التي تختلف عن الآخر، مشيرا إلى أن أعراض المرض في الانسان تشبه اعراض الجدري الآدمي، هذا المرض الذي تم استئصال في الثمانينات وجدري القرود الذي نحن بصدده هو نوع العائل الأساسي له هو القرود وينتقل من الحيوان للانسان وان كان أقل حدة في الانسان عن الجدري الادمي .
وأشار عبدالفتاح إلى أنه يوجد اكثر من 200 مرض ذات منشا حيواني ينتقلوا للانسان عن طريق الحيوان بطرق العدوي المختلفة بعضها يكون عن طريق التعامل المباشر مع الحيوان مثل انفلونزا الطيور او عن طريق تناول منتجاته مثل السل البقري او عن طريق افرازات الحيوان المصاب مثل حمي الوادي المتصدع او البروسيللا او عن طريق تلوث جروح بمسببات المرض او العقر مثل السعار وعندما نقول اكثر من ٢٠٠ مرض فان العدد مرشح دائما للزيادة بسبب تحورات المسببات وقدرتها علي أحداث العدوي بعض هذه الامراض مازالت تصيب الإنسان فقط بالعدوى مثل انفلونزا الطيور وجدري القرود ولم تنتقل للانسان من إنسان مريض ولكنه لم يثبت حتى الان انها انتقلت من إنسان لانسان بصورة وبائية وبعضها تحول لجائحة واصبح له القدرة علي انتقال العدوي من الإنسان المريض الي الإنسان السليم مثل انفلونزا الخنازير.
وأضاف: أن دور الطب البيطري الأصيل في ظل هذه الاحداث هو مشاركة المجتمع في الحفاظ علي صحة الإنسان من خلال مكافحة هذه الاوبئة في الحيوانات عن طريق برامج العلاج والتحصين اللازمة بالوحدات البيطرية المنتشرة علي مستوي الجمهورية ونشر الوعي لدي المجتمع عن طريق الإرشاد البيطري بالمديرية لتجنب الإصابة بهذه الامراض وكذلك في المحاجر البيطرية لضمان عدم دخول اي أمراض وافده مع الحيوانات الوارده من الخارج وكذلك في المجازر لضمان خروج لحوم صالحة للاستهلاك الادمي خالية من مسببات مثل هذه الامراض وكذلك التفتيش علي اللحوم لضمان عدم تداول لحوم حاملة لمسببات الامراض.
وأكد نقيب الأطباء البيطريين بجنوب سيناء، أن اي طبيب بيطري لديه الامكانيات الفنية المؤهلة للقيام بهذا الدور والذي حصل عليها خلال دراسته الجامعية التي لا ينازعه فيها احد ولكن هناك عجز شديد في عدد الأطباء البيطريين المعينين في الوحدات البيطرية والمديريات واماكن تقديم الخدمة البيطرية والموجود في الخدمة يعاني الأمرين حيث يقوم كل طبيب بيطري بعمل ٣ اطباء وبدون حاجز مجزر او كادر او مكافات مجزيه حيث توجد وحدات لايوجد بها طبيب بيطري واحيانا الطبيب البيطري يعمل بنفرده في الوحده والمجزر والإدارة والارشاد والتحصينات ايضا ورغم ذلك يقوم بالعمل قدر طاقته إيمانا منه بهذا الدور المنوط به.
وطالب نقيب البيطريين بجنوب سيناء بتعيين الأطباء البيطريين لسد العجز في هذه الاماكن لضمان تقديم خدمة متميزة ولضمان الحفاظ علي الثروة الحيوانية تحقيق للحلم الذي يراودنا جميعا والذي اعطي اشارة البدء به الا وهو تحسين السلالات للقضاء علي الفجوة الغذائية وهذا يستلزم ايضا تعيين الاطباء البيطريين المؤهلين لهذا العمل للقيام بدورهم في تحقيق هذا الحلم واطالب ايضا بضرورة وضع القوانين اللازمة لردع منتحلي الصفة الذين يقومون بانتحال صفة الطبيب البيطري حيث ان منتحلي الصفة هو خطر داهم علي الثروة الحيوانية ولهم دور اساسي في نشر الامراض التي تؤثر سلبا علي الثروة الحيوانية اطالب يذلك لانه مازالت عقوبة منتحل صفة الطبيب البيطري لاتتحاوز الخمسين جنيها لذلك اطالب بتغليظ العقوبة حتي يصبح السجن وجوبيا للقضاء علي هذه الظاهرة.
